إذا لم تستحي فافعل ما شئت كلام لمن غرسوا التطبيع ويرفعون الويل والثبور لمتلقى وطني بفاس نجح رغم كيد الكائدين + فيديو

فريق مواكبة الملتقى

بادئ ذي بدء لا بد من أن ننطلق من الخلاصات التي وصلت إليها بعض الأبواق الإعلامية في حملتها ضد الملتقى الوطني للصحافة والإعلام والمجتمع المدني من أجل الترافع عن القضايا الوطنية، المنظم بمدينة فاس، وهي خلاصات من كثرة عفونتها وصلت حد الدعوة الواضحة والتحريضية ضد القضية الوطنية من خلال تحريضها ضد حضور اليهود المغاربة وهو يهتفون لملك البلاد وللوحدة الترابية للمملكة.

ولربما المشاهد التي تتبعناها بفندق المرينيين تعكس مدى ارتباط جميع المغاربة، وضمنهم اليهود المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، واستعدادهم للدفاع عنها بكل الوسائل الممكنة، حيث امتزج الحفل الفني بنغمات مجموعة “المشاهب” ورقصات كل الحاضرين، وأكثرهم من اليهود المغاربة، الذين رقصوا على نغمات أغنية “صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء، فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة”، وهم يرقصون ويلوحون بالعلم الوطني، والذي عكسته أيضا كلمة الحاخام الأكبر الذي ألقى كلمة في حفل افتتاح الملتقى، حينما ذكر بمشاركة اليهود المغاربة في المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، تلبية للنداء الملكي السامي لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وصدعه من أعلى المنصة بالشعار الذي رفعه جميع المغاربة لحظتها حينما رددوا شعار “الصحراء صحراؤنا، والملك ملكنا”، والدعاء من على منبر الملتقى للمغرب وللملك محمد السادس نصره الله وأيده، مشاهد عكست عمق ارتباط كل المغاربة وضمنهم اليهود المغاربة عبر كل بقاع العالم بمغربيتهم ومغربية الصحراء وتجندهم للدفاع عنها تلبية لنداء ملوك المغرب العظام.

هي إشارات تحمل عمق المعنى، وبالتالي تضع المحرضين ضد الملتقى، وعبره ضد القضية الوطنية، والواقفين ضد أعلام دول رسمية مدافعة عن القضايا الوطنية التي أثمرت اكتساحا لدعم قضيتنا أمميا وفتح للقنصليات بكل من العيون والداخلة.

إن هذا الموقف لن نقول أنه يعكس سوء فهم لمتغيرات الواقع السياسي، بل ينم عن بلادة سياسية، تصل حد التحريض ضد الدولة المغربية، وتهدد بفعلها هذا استقرارها وأمنها، وهي تعكس منحى خطيرا مفاده أن الخطر الكامن الذي يهدد البلاد هو من الداخل أكثر من الخطر الخارجي الذي يمثله أعداء الوحدة الترابية، هو خدمة رخيصة للأهداف التي جاء الملتقى لمحاربتها، لأن التوجه الرسمي للدولة المغربية ذهب بعيدا في مضمار تمتين العلاقات الشاملة مع “إسرائيل” وجلالة الملك محمد السادس نصره احتضن شخصيا حفل توقيع الاتفاقيات الرسمية مع “إسرائيل”، وبالتالي فمثل هاته الخطابات تبرز مستوى سقوط أصحابها لخدمة أعداء الوطن.

حينما قرر المنظمون إقامة الملتقى كانوا على وعي بأن خفافيش الظلام الذين يصطادون في الماء العكر سيترصدونهم، وفي فاس بالضبط، لأنهم لن يهضموا الهزيمة النكراء التي تلقوها في حساب عسير أمام الشعب المغربي الذي خبر الأكاذيب وقرر مجابهتها فأصابهم في مقتل، والأكيد أن الإصابة أوجعت أصحابها، فقرروا التلوي واللعب ببهلوانية السيرك التي لن يفقهوها أبد الدهر، لأن مصيبة الشعب فيهم أعمق وقصاص الشعب عسير.

كان من الممكن أن يكون الكلام جميلا لو أنه صادر عن الملائكة الرافضين للتطبيع لكنهم هم من وقعوا شهادة ميلاد التطبيع بتوقيع فقيههم الأكبر، فهل لهم من وجه ليقفوا الآن ويقولون أنهم ضد التطبيع، سبحان الله، والله أكبر، وعلى حد قول المرحوم الحسن الثاني طيب الله تراه، “من كان بيته من زجاج فلا يقذفن بيوت الآخرين”.

الملتقى نجح بفضل الله وبركاته لأن نية المنظمين الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، وطنية حتى النخاع وليست منافقة ولا مواربة، ولا تلتمس للأخطاء أعذارا، ولا تنظر أنها ستقابل بالورود والرياحين من أناس لديهم وجهان في التعاطي مع القضايا الوطنية، ويغلبون الحسابات السياسية الضيقة على حساب القضايا الوطنية الكبرى.

أقيم الملتقى وفي حمولته نصين اثنين، وهما الانتصار للقضايا الوطنية، والانتصار لثوابت الأمة، وجعل المنظمون الذين سهروا الليل مع النهار من أجل تحقيق أكبر إجماع على نصرة القضيتين معا، خطوات جوبهت مند البداية بالقذف في محاولة للتعطيل، لكنها محاولات جبانة خسئت لأن المعشوق أعظم وأجل، والعاشق قرر أن يركب التحدي مهما علت الأمواج، وكان ينتظرها أمواجا شريفة، لكنه لقيها زبدا يذهب جفاء لخواء حمولتها، على قول المثل العربي “جدول يخرخر ونهر ثرثار تقطعه غير خالع نعليك”.

الشرف كل الشرف لنا أننا حاولنا تحقيق أكبر إجماع داعم للقضية الوطنية وأنجزنا عرسا كسا فضاءه كل أبناء الوطن في الداخل وفي الخارج، ليست لنا حسابات ضيقة سياسية أو نفعية مع أي كان، والتاريخ كفيل بفتح الكتاب، ونتحمل مسؤولية استدعائنا كمجموعة أصوات ميديا لإخواننا من المغاربة اليهود كما باقي الوفود، بل أننا فتحنا باب الدعوة للجميع ولم نستثن في هذا الباب أحدا، وللذين يغردون خارج السرب نقول ” إذا لم تستحي فافعل ما شئت”، والوطن قوي بكل أبنائه لا فرق بينهم لا في اللون أو الجنس أو العرق أو الملة، ولهؤلاء الأقزام نقول لقد مضى زمن تغطية “الشمس بالغربال قد ولى”، والشعب ليس ساذجا بل امتلك وعيا أصبح به يميز ما بين الطيب والخبيث، فكفى استحمارا للشعب ولتركبوا باخرة الصدف في عباب الأمواج المتقادفة.

إن هدف الملتقى كان تحقيق أكبر حضور دولي في مضمار الترافع دعما للقضية وللثوابت وقد تجسدت بمعانقة اليهود المغاربة للعلم الوطني، وهم يدعون لجلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين والصحة والعافية، معتزين بالانتماء للمغرب على الرغم من تواجدهم في بقاع العالم المختلفة لأن ما يربطهم بالملوك العلويين هو رابطة البيعة والولاء، التي تبقى على أعناقهم يتوارثونها أبا عن جد، وقد نجح الملتقى في تحقيق هاته الأهداف نقولها بفخر، ولن تستطيع خفافيش الظلام التي تحركت لتلتقط كل صغيرة لضرب الملتقى ملتقية في ذلك مع أعداء الوحدة الترابية.

فخر للملتقى وللمنظمين أن يتزامن نجاح فعالياته من كل الجوانب، على الرغم من بعض الخلل التنظيمي في تحقيق أهدافة، أن يتزامن هذا العرس الوطني الترافعي الكبير مع إعلان إسبانيا بعد سنوات من دعمها لطروحات الانفصال إلى تبني المواقف المغربية، وهو ما أغضب الأعداء الذين سحبوا سفيرهم من مدريد احتجاجا، كما أغضب أعداء الداخل الذين استشاطوا غضبا من هذا النجاح، لكن للتاريخ حقائق أخرى تتحرك خارج الإرادات الشخصية والبقاء للأصلح ممن تغدى من الروح الوطنية العالية، والدولة المغربية ربطت علاقات مع “إسرائيل” دفاعا عن الوحدة الترابية، ولكنها لم تعلن طلاقها مع فلسطين التاريخ والأرض والقضية، بل أكدت عبر العديد من الرسائل دعمها للقضية الفلسطينية، وهو ما يشيد به أبناء فلسطين أنفسهم، أما المهرجون البائعون للغة الهوى ممن صدق في حقهم صور الحرباء التي تتلون حسب الظروف، وبعدما فقدوا مقود النعمة الذي من ورائه مرروا قرارات خطيرة ضد الشعب المغربي، ولقوا الحساب والجزاء في الصناديق عادوا إلى موال النفاق القديم، لكن لن يربحوا في كل الحالات لأن حبل الكذب قصير وهاته مسلمة ودرس يجب أن يتعلمه المتملقون.

إن المنحى العام الذي تسير عليه الدولة المغربية والذي حاول الملتقى السير على هديه هو اللعب على التوازنات في العلاقات الدولية، واستثمار كل الإمكانات الممكنة من أجل خنق معسكر الأعداء، وهذا ما نهجه الملقى من خلال المنظمين ونجحوا في ذلك ونهجته الدولة المغربية باقتدار وفازت فيه بالضربة القاضية.

الأكيد أن القافلة تسير والكلاب تنبح، فالملتقى نجح برجاله ونسائه، وبجهاد كل من نظمه وشارك فيه، فالتحية كل التحية لعمدة مدينة فاس، الدكتور عبد السلام البقالي، وللأستاذة الكبيرة الصنديدة، نائبة العمدة و رئيسة اللجنة الثقافية بجماعة فاس، حكيمة الحطري، وللسيد رئيس الجماعة الترابية عين الشقف، الأستاذ كمال لعفو، وللمجاهدة الوطنية الصادقة، الأستاذة نهاد صافي، ولجمعيات المجتمع المدني كلها التي ساهمت في إنجاح هذا العرس الوطني الترافعي الكبير، وعلى رأسها جمعية نور الصداقة للتنمية الاجتماعية، وعلى رأسها الأستاذة الكبيرة خديجة الحجوبي اليعقوبي، وجمعية أوفياء العرش العلوي المجيد داخل وخارج أرض الوطن، وعلى رأسها الأستاذ المكافح، يوسف خولاني، والبرلماني الوطني الكبير، الأستاذ عزيز اللبار، شكر واجب، لأن من لم يشكر الناس لن يشكر الله، وللمعطلة نقول أن الوطن قوي بأبنائه الصادقين المثابرين المكافحين من أجل أن ينعم الوطن بالأمن، والشعب بالأمان، تحت القيادة الرشيدة لمولانا المنصور بالله، أيده الله وأعز به الإسلام والمسلمين.

 

التعليقات مغلقة.