المؤتمر الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بتطوان في أفق بلورة مفهوم جديد للعمل النقابي

تطوان / خولاني عبد القادر

تبعا لتوجيهات المركزية النقابية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، و تحت شعار “من أجل تحصين الحريات النقابية و ترسيخ الحوار الاجتماعي المسؤول”، انعقد يوم الأحد 20 مارس الجاري، جمع عام لتجديد المكتب الإقليمي بتطوان، والذي جاء بفعل ما تقتضيه المرحلة في تدعيم موقع النقابة على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، وتوسيع القاعدة النضالية في أفق بلورة مفهوم جديد للعمل النقابي الجاد يعتمد الجدية والمصداقية والفعالية والاستمرارية.

الجمع العام الذي انعقد تحت إشراف مولاي عبد الواحد العلوي، مبعوث وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب،إلى جانب السيد محمد الصالحي، المفتش الإقليمي للحزب بتطوان، والذي يلعب دورا محوريا سواء على المستوى السياسي أو النقابي، والأخ رفيق بلقرشي، عضو اللجنة المركزية للحزب، و نائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبرلماني تطوان، السيد منصف الطوب، والمناضلة نادية شادي، نائبة رئيس بلدية تطوان، وعضوة المكتب التنفيذي للجامعة الحرة للتعليم، وناصر اللنجري، النائب الأول لرئيس بلدية تطوان، والأخ العربي الدراوي الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بتطوان، وبالحضور المميز لكل مناضلات و مناضلي الاتحاد العام للشغالين بتطون.

و قد جاء  هذا العرس النضالي، لتجديد المكتب و استكمال و تشبيب هياكل الاتحاد العام  للشغالين بتطوان لمسايرة مجهودات المركزية النقابية وتعزيز مكانتها داخل المشهد النقابي وطنيا وجهويا وإقليميا بعد استحقاقات 2021.

واستجابة لتطلعات مناضلي النقابة ورغبتها الأكيدة في الدفاع على مطالبها العادلة والمشروعة، وكذا قصد توسع القاعدة النضالية للاتحاد الإقليمي بتطوان حتى تتمكن من تحقيق مطالب الطبقة العاملة التي تعيش وضعا مقلقا على كل المستويات بفعل إغلاق بوابة العار، سبتة المحتلة، و تداعيات كورونا والحرب المعلنة بين روسيا و أوكرانيا التي زادت من استمرار الاحتقان و الأزمة في صفوف الطبقة العاملة، وخلقت حالة مزرية وغير مستقرة تؤثر سلبا على السير العادي للمرافئ العامة.

وقد عرف هذا الجمع المبارك عدة كلمات حماسية و هادفة تهم الوضع النقابي وطنيا و إقليمي و جهوي ودور المرأة و الشباب في الارتقاء بالعمل النقابي و موقعهم داخل هياكل النقابة، تداعيات النتائج المشرفة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي أدت إلى تبوئه الصدارة في العديد من القطاعات.

وبالمناسبة ذكر الأخ العربي الدرواي الذي تم تجديد الثقة فيه بانتخابه كاتبا إقليما للنقابة بتطوان، برموز الاتحاد العام للشغالين بالمغرب و ظروف التأسيس، مشيرا إلى أن هذا التجديد جاء لإعطاء الفرصة لوجوه جديدة وإدماج الشباب والنساء ضمن هياكل الاتحاد العام، كما أنه عرس نضالي يصادف ذكرى تأسيس الاتحاد العام للشغالين في 20 مارس 1960، واليوم العالمي  للمرأة، معتبرا هذه الأخيرة أحد الدعامات والركائز الأساسية للفعل النقابي الجاد، وأنها كانت حاضرة بكل قوة سواء داخل هياكل واجهزة الحزب ونقابته العتيدة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مشيرا إلى أن تأسيس الاتحاد العام جاء من أجل رفع الظلم على الطبقة العاملة و لتصحيحه للانحراف النقابي الذي كان سائدا في ذلك المرحلة، ومذكرا بالمساهمين في تأسيس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعلى رأسهم الزعيم علال الفاسي و محمد الدويري و محمد الخليفة و هاشم أمين و عبد الرزاق أفيلال و غيرهم  سنة 1960، في إطار عملية تصحيحية للفعل النقابي  داخل الاتحاد المغربي للشغل، الذي كان محسوبا حينها عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، واصبح عبد الرزاق أفيلال أمينا عاما له سنة 1964، ليحل محل هاشم أمين.

ومؤكدا أن مسيرة الاتحاد كانت كلها كفاح و نضال و تضحية و عمل جبار و مستمر إلى جانب حزب الاستقلال ضمير الأمة ،  للحفاظ على المكتسبات و صيانة كرامة الطبقة العاملة ، في حين يلاحظ اليوم أن هناك تناسل الأجهزة النقابية و تفتيتها حتى أصبحت ضعيفة و مشوهة للفعل النقابي الوطني و هذا خدمة لأجندة  تخاف زوال نعمتها …

و في كلمة الأخ رفيق بلقرشي عضو اللجنة المركزية للحزب و نائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ، مذكرا بالنتائج الهامة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب و تبوئه الصدارة و أصبح رقم لا يستهان به في العمل النقابي خاصة في القطاع الخاص بزيادة 26 في المائة عن انتخابات سنة 2015، من خلال حصوله على رئاسة مجلس المستشارين ،  و مشيدا بسياسة الحكومة و بالأخص  بالدبلوماسية المغربية في شخص  جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، معتبرا أن  الموقف الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية، يوم الجمعة  18 مارس الجاري ، فيما يخص المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية، نتاج لحكمة جلالته ، الذي ظل دوما و في كل مناسبة يؤكد أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية حدود بقدر ماهي قضية وجود…

كما ذكرت الأخت نادية شادي بالدور الفعال للمرأة في العمل السياسي و النقابي إلا أنها لم تحضى لحد الآن بالمكانة اللائقة بها ، في حين أصبحت بالفعل رقم صعب في المشهد النقابي و السياسي و قوة تأثيرية فاعلة مما يتطلب تبوئها المناصب التقريرية داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وحزب الاستقلال و أن  لا يبقى دورها ينحصر في تأتيت الاجتماعات و التجمعات و آلة محركة للانتخابات…

و في كلمة الأخ مبعوث المكتب التنفيذي للمركزية النقابية الأخ مولاي عبد الواحد العلوي  ، أنه جد فخور بتواجده بين مناضلين شرفاء كان لهم الفضل في حصول الحزب على مناصب جد مهم في الانتخابات الأخيرة  بهذه المدينة المجاهدة ،  التي لعبة دور كبير في توسيع القاعد النضالية للنقابة و حزب الاستقلال من خلال  تبوء الحزب و نقابته العتيدة مراكز جد متقدمة على مستوى الجماعات الترابية و حصول الحزب على ثلاث نواب لرئاسة الجماعات، فضلا عن  رئاسة الجهة في شخص الأخ  رفيق بلقرشي ، و على برلماني في شخص الأخ منصف الطوب الذي أتبت بالملموس فعاليته و جديته و ناطق رسمي باسم الساكنة و ذلك من خلال تحركاته اليومية و ترافعه عن قضايا المواطنات و المواطنين في مختلف المجالات داخل قبة البرلمان و على مستوى كل الجهات المتدخلة ….

وهذا الجمع المبارك مناسبة نجدد فيها وفاءنا وإخلاصنا لمنظمتنا العتيدة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بقيادة الأخ النعم ميارة الكاتب العام ، التي نعتبر تطورها و استمرار إشعاعها النضالي على الساحة الوطنية ، رهين بمدى التزامنا و تنفيذ الجامعات والنقابات الوطنية للاستراتيجية العامة للمركزية النقابية …

 

وبالمناسبة تم تقديم ورود و شواهد تقديرية لمناضلات و مناضلي الاتحاد الإقليمي بتطوان، ليتم بعد ذلك انتخاب أعضاء المكتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بطريقة ديمقراطية و شفافة و دخول ضمن تركيباته المرأة العاملة و أساتذة التعليم العالي الذين سيعطون دفعة قوية للعمل النقابي بالإقليم ، لجعل النقابة شريكا فاعلا في أي حوار إقليمي هادف وبناء ، و تصبح تدخلات المنظمة تحقق مصالح و أهداف الشغيلة ….

التعليقات مغلقة.