أمطار طوفانية تعري هشاشة البنية التحتية بتطوان والفنيدق ومرتيل، وتفتح باب أسئلة مشرعة عن المسؤوليات والمال المهذور + صور

تطوان – مرتيل / خولاني عبد القادر 

ضربت موجة من الرياح الشرقية مصحوبة بهطول أمطار غزيرة بكل من عمالات “المضيق”، “الفنيدق” و”شفشاون” و”الفحص أنجرة” و إقليم تطوان، أدت إلى حدوث فيضانات طوفانية و مدمرة، تضرر من خلالها العديد من المنازل والممتلكات، خاصة بالأحياء الهامشية، كما شهدت مرتيل هبوب رياح قوية تراوحت سرعتها بين 75 و90 كلم في الساعة، تسببت في زحف رمال الشاطئ و إغلاق بعض شوارع المدينة.

الوضعية التي جندت لها السلطات الإقليمية والمحلية بكل من تطوان وعمالة المضيق الفنيدق في إطار لجنة اليقظة، إمكانية بشرية وآليات للتدخل بدعم من الوقاية المدنية، وبتنسيق مع المهندس المكلف بالأشغال، وشركة “أمانديس” بكل من مرتيل وتطوان للتخفيف من الأضرار، وإرجاع الرمال إلى الشاطئ، إلا أن غزارة الأمطار والتهاطلات التي عرفتها المنطقة برمتها  أدت إلى تضرر عدة أحياء سكنية بسبب انهيار البنية التحية.

فرغم أن المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أفادت في نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر حول تدهور أحوال الطقس، بأن أمطارا قوية أحيانا رعدية ستهم ابتداء من يوم الاثنين، وإلى غاية الساعة الثالثة بعد زوال يوم الثلاثاء كل من عمالات و أقاليم شفشاون و الفحص أنجرة، تطوان والمضيق والفنيدق، وقد تسببت هاته الأمطار الغزيرة التي انهمرت، خلال اليومين الماضيين، في ارتفاع منسوب مياه واد مرتيل، وتفكك التربة، بفعل التهاطل المستمر للأمطار الذي تراوحت بين 70 إلى 100 ملم، تساقطات مطرية كانت لها انعكاسات سلبية على البنية التحتية، حيث غمرت المياه مناطق واسعة بجل الأحياء السكنية خاصة الشعبية منها.

كما أن هذه الأمطار الطوفانية قد عرقلت عملية التنقل والمرور خاصة بين تطوان وشفشاون، كما أغلقت العديد من الطرق الرئيسية والثانوية، كما حاصرة المياه الجارفة جل المدن والقرى والأحياء السكنية التي تضررت من خلالها العديد من المنازل والمتاجر “/ حومة العسكر – حي أحريق- حي ساقية الدفل – حي الديزة – حي الدويرات وشارع ميرامار”، وبعض الأزقة في “حي كطلان”، وكما تحولت شوارع بعض أحياء مدينة تطوان إلى وديان جارفة من بينهم حي “البئر” و “عيساوة”.

و قد ظلت مجموعة من الأحياء السكنية معزولة ومغمورة بالمياه، فيما ارتفع منسوب مياه “وادي مرتيل”، كما سجل هيجان للبحر بسبب الرياح القوية، حيث لم تتمكن قنوات المجاري وشبكة الصرف الصحي من احتواء الكميات الكبيرة من المياه التي سقطت لساعات متعددة دون توقف، وهذا بفعل ضعف وهشاشة وتقادم البنية التحتية.

 

كما شوهدت بعض المنازل وهي مغمورة بالمياه، وهو الأمر الذي دفع السلطات للتدخل للتخفيف من حدة الوضع، من خلال توفير الحماية على طول الطرقات المؤدية إلى تطوان و مرتيل / في حين لم ترد أية أنباء عن وقوع أية خسائر بشرية.

ويبقى الوضع قائما وجريحا كلما حل فصل الشتاء حاملا أمطار الخير أو هبوب رياح شرقية تبشر بعواقب وأضرار وخيمة، وستظـل تطلعات وطموحات المواطنين تنتظر جرأة و نضج الجهات المعنية بالتدخل والرغبة الأكيدة في تصحيح هذا الوضع من جدوره وجعله في مساره الحقيقي.

التعليقات مغلقة.