تقرير شامل عن زيارة رئيس الوزراء الإسباني للمغرب واستقباله من طرف العاهل المغربي انطلاقة لعلاقات قوية بعد جمود عاصفة الصحراء

الإعلامي المتخصص "م - ع"

شكلت زيارة رئيس الوزراء الإسباني للمغرب محطة هامة في تاريخ المملكة المغربية بالمملكة الإسبانية والتي حظي خلالها باستقبال رسمي كبير بالقصر الملكي بالرباط، من طرف العامل المغربي جلالة الملك “محمد السادس نصره الله وأيده، اليوم الخميس والتي ستستمر إلى يوم غد الجمعة.

رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي حل بالرباط في زيارة رسمية، تستقبله عدة لقاءات رسمية تستهدف الرقي بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى أرقى، بما يخدم الأفق الجديد لهاته العلاقات، بعد أن تركت مدريد حمولة دبلوماسيتها المعادية لحق المغرب في صحراءه خلف ظهرها، وأحيت مواقف القيادة الإسبانية الداعمة للمقترج المغربي القاضي بالحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية روحها التي تجمدت خلال سنة  كاملة من القطيعة.

 

زيارة تأتي تلبية لدعوة رسمية وجهها لرئيس الوزراء الإسباني، بيدرو شانسيز، ويلبي سانشيز ، جلالة الملك “محمد السادس” الذي أجرى لقاء رسميا مع الضيف الإسباني وايستضافه حول مائدة إفطار أقيمت “على شرف ضيف جلالته الكريم”، في مؤشر يحمل أبعادا هامة مبشرة برقي هاته العلاقات إلى مستويات أعلى تخدم مطامح البلدين الجارين وشعبيهما.

زيارة يهدف من وراءها الجانب الإسباني، حضورا متميزا لمدريد في علاقاتها مع الرباط، والذي يعززه الواقع على الأرض، حيث تنشط أزيد من 17 ألف شركة مرتبطة بعلاقات متنوعة مع المغرب، و700 شركة تزاول أنشطتها بالمغرب، ويرافق سانشيز خلال زيارته هاته وزير الخارجية، خوسيه مانويل الباريس، واللذان حظيا باستقبال رسمي من رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش.

وكان جلالة الملك قد دعا إسبانيا إلى “تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين”، وفق ما أورده بيان صادر عن الديوان الملكي في 31 مارس/آذار، والذي أعلن خلالها عن دعوة جلالة الملك “سانشيز” لزيارة المغرب.

الأكيد أن موقف الحكومة الإسبانية الداعم للطرح المغربي، لا يحضى بالإجماع داخل إسبانيا، حيث أدان مجلس النواب الإسباني، اليوم  الخميس، ما أسماه تخلي مدريد عن الحياد “التاريخي” الذي كانت تنهجه إزاء النزاع في الصحراء المغربيه، متهما الحكومة بالانحياز لموقف الرباط.

فيما لقي هذا التوجه الجديد لمدريد دعما وترحيبا واسعا داخل المغرب، والذي اعتبره المغاربة بجميع أطيافهم انتصارا دبلوماسيا تاريخيا، ووصفته الرباط موقف “سانشيز ب “جرأة رجال الدولة”، و”تحد حقيقي للطبقة السياسية الإسبانية”، وفق ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.

ووفق ما تناقلته مصادر متعددة، فإن الجانبين يهدفان من وراء هاته الزيارة التاريخية إلى وضع “خارطة طريق طموحة تغطي جميع قطاعات الشراكة، وتشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك”، بحسب بيان الديوان الملكي.

وكانت علاقات الرباط ومدريد قد مرت من مرحلة مرض سريري استمر لمدة سنة كاملة، وصلت حد القطيعة الدبلوماسية،  على خلفية قضية استقبال أحد المستشفيات الإسبانية في مدينة “لوغرونيو”، شمال إسبانيا، لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي دخل إسبانيا بـهوية منتحلة، وفق وصف الرباط، فيما اعتبرت مدريد بأن دخوله “كان بأوراق ثبوتية باسمه، دخل بموجبها إسبانيا”، فيما كشفت صحيفة “إل باييس” الإسبانية وقتها أن زعيم البوليساريو وصل إلى إسبانيا في سرية تامة في 18 نيسان/أبريل 2021 على مثن طائرة طبية وضعتها تحت تصرفه الرئاسة الجزائرية وبحوزته “جواز سفر دبلوماسي”، ثم أدخل، وهو في حالة حرجة، إلى مستشفى “لوغرونيو” باسم مستعار “لأسباب أمنية”، والتي أنعشها تأكيد مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء المغربية.

ومن المرتقب أن يعقب هاته الزيارة استئناف الرحلات البحرية بين ضفتي المتوسط، بعد أن استعادت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية عافيتها بشكل كامل، بل يعتقد مراقبون أن هذه العلاقات ستشهد تطورا أكثر في المرحلة المقبلة.

 

تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا تعتبر الشريك التجاري الرئيسي للمغرب، ويتعاون البلدان في قضايا مختلفة بينها الهجرة والطاقة ومكافحة التطرف، وهو التقارب الذي أغضب الجزائر الرافضة كما البوليساريو للمقترح المغربي المدعوم إسبانيا.  

التعليقات مغلقة.