بعد الصراع الانتخابي لمن ستضحك صناديق الاقتراع أمام حالة التشتت التي تغزو السوق الفرنسي

فتحت مكاتب الاقتراع، صباح الأحد، أبوابها عند حدود الساعة الثامنة (06:00 ت غ) في فرنسا لبدء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تعرف صراعا قويا استعصى مع مجمل المحللين الذين كانوا يعطون فوزا كاسحا للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته “إيمانويل ماكرون”، لتضيق الفوارق ويبدأ يعيش ضغطا قويا مع صعود نجم منافسته اليمينية المتطرفة “مارين لوبن”.

وهكذا فاليوم سينزل 48.7 مليون ناخب فرنسي للإدلاء بأصواتهم لاختياز الضيف الجديد على قصر “الإليزيه” من بين 12 مرشحا، بينهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبن”، الأوفر حظا للفوز وفق استطلاعات الرأي.

استطلاعات الرأي تشير إلى أن “ماكرون” سيتصدر الجولة الأولى من هاته الانتخابات، بهامش ضعيف عن منافسته اليمينية المتطرفة “مارين لوبان”، هذا عكس ما كانت قد أفادت به نفس الاستطلاعات التي توقعت فوزا سهلا لماكرون ولسياسته المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، والموقف الفرنسي من النزاع الروسي الأوكراني، والتعافي الاقتصادي القوي، إضافة إلى تشردم اليسار الفرنسي والذي خدم ويخدم بقوة حظوظ “ماكرون” للفوز في هاته الاستحقاقات.

شعبية جعلت السباق الانتخابي بلا طعم، خاصة وأن الاستطلاعات قدمت فارقا شاسعا بين “ماكرون” وأقرب منافسيه، لكن هذه الشعبية سرعان ما بدأت تتلاشى لعدة أسباب، عزاها المحللون إلى دخوله المتأخر غمار الحملة الانتخابية، إذ لم يعقد إلا تجمع انتخابي واحد كبير، مع تركيزه على خطة زيادة سن التقاعد التي لا تحظى بقبول شعبي، إضافة إلى مستويات التضخم العليا المسجلة.

في المشهد المقابل، وبعد أن كانت “لوبان” مـتأخرة في مشهد استطلاعات الرأي، وهي اليمينية المتطرفة والمشككة في عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، والمناهضة للهجرة وللمهاجرين، قامت بعدة جولات في مناطق عدة من فرنسا مؤمنة بالنصر وسط هتافات أنصارها “سننتصر.. سننتصر”.

وقد ركزت “لوبان” على تكاليف المعيشة، ومستفيدة أيضا من تراجع الدعم لمنافسها في تيار اليمين المتطرف “إريك زمور”، حيث قالت “لوبان” في تجمع انتخابي، الخميس: “نحن مستعدون والفرنسيون معنا” داعية إلى توجيه “العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيء”.

وركز ماكرون على الهجوم على برنامج اليمين المتطرف ” ولوبان” حيث قال لصحيفة “لوباريزيان”: “مواقفها الأساسية لم تتغير: إنها تنتهج برنامجا عنصريا يهدف إلى تقسيم المجتمع، وهو قاس للغاية”.

الأجواء تسير على عكس ما كانت تتوقعه استطلاعات الرأي سابقا، فسيكون على “ماكرون” و”لوبان” الذهاب للجولة الثانية من الاستحقاقات الانتخابية والتي سيواجه فيها “ماكرون” صعوبات، ضمنها رفض جزء كبير من اليسار التصويت له لمجرد إبعاد “لوبان” عن السلطة، وذلك خلافا لاستحقاقات سنة 2017.

وسيكون على “ماكرون” إن أراد الفوز إقناع هؤلاء بتعديل مواقفهم لفائدة التصويت له خلال الجولة الثانية.

الجالية العربية و الاسلامية في فرنسا الداعمة دائما لليسار تقوي من فرص “ماكرون” للفوز، لكن السمة الطاغية علىة المشهد الفرنسي، هي أن الأكثرية من أبناء هاته الجالية فضلوا العزوف عن التصويت، وهو ما يخدم مصالح اليمين المتطرف أكثر. 

وللإشارة فإن العديد من أبناء الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، كانوا قد منحوا أصواتهم لماكرون، خلال الانتخابات التي أوصلته إلى الإليزيه سنة 2017.

التعليقات مغلقة.