وفق ما أورده موقع ‘‘فرانس- إنفو’’ فإن الجزائر نقلت خطابها الموجه لإسبانيا من التهديد إلى التنفيذ.
جاء هذا التوجه ردا على التقارب بين الرباط ومدريد، والذي أغضب الجزائر، وصنيعتها البوليساريو، هاته الأخيرة التي سبق لها أن قررت تجميد جميع علاقاتها مع مدريد.
الجزائر وبعد مرور بعد ثلاثة أسابيع فقط على قرار مدريد دعم خطة الحكم الذاتي المغربية، قامت بعدة إجراءات اتجاه إسبانيا، ضمنها إغلاق سوقها أمام المنتجات الإسبانية، وهو الإجراء الذي جاء بعد أن استدعت الجزائر سفيرها في مدريد، لتحظر لاحقا وبشكل تدريجي استيراد المنتجات الزراعية الإسبانية، بدءا من الماشية، بهدف خلق تذمر إسباني شعبي داخلي وإلحاق الأضرار بالمنتجين ومربي الماشية، في مسعى لتحويل موقف مدريد السياسي عبر الضغط الاقتصادي.
وسبق للجزائر أن قالتها صراحة، بأنها ستعمل على مراجعة جميع علاقاتها مع مدريد، في مضمار حمى السعار الذي أصابها نتيجة الموقف الإسباني الداعم للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، والزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للرباط والتي كانت ناجحة في جميع المجالات وأسست لعلاقات جديدة متطورة منفتحة ومستقبلية.
تقارب لم يرق للجزائر وأقلقها، لأنه خلخل حساباتها السياسية مع صنيعتها في المنطقة بفقدانها لأحد أهم الداعمين في السابق لطروحات الانفصال، لذا هددت الجزائر بمراجعة جميع اتفاقياتها التجارية مع مدريد، بعد ما وصفته الجزائر مجروحة ب”الانقلاب الدبلوماسي المفاجئ لمدريد بشأن قضية الصحراء الغربية”.
ولم تقف الجزائر عند هذه الخطوة في ممارسة الضغط على مدريد بل أعلنت الحكومة الجزائرية أنها سترفع سعر الغاز الذي يتم تصديره لإسبانيا، على الرغم أن الأمر يبقى مجرد تهديد لأن نص العقد المبرم بين البلدين يسري حتى سنة 2030 وبالسعر المتفق عليه.
وفي سياق ممارسة كافة أشكال الضغوط ضد مدريد قالت الجزائر أنها ستعزز علاقاتها مع إيطاليا في مجال نقل الغاز إلى أوروبا، وفي هذا السياق وقّعت الجزائر اتفاقا في 11 أبريل/نيسان الجاري لزيادة شحنات الغاز إلى إيطاليا.
وهو ما كشفت عنه مجموعة الطاقة الإيطالية “إيني” خلال مؤتمر صحافي، جاء فيه أن الاتفاقية تنص على نمو تدريجي يصل إلى تسعة مليارات متر مكعب من الغاز الإضافي سنويا، عبر خط أنابيب الغاز “ترانسميد” الذي يربط البلدين عبر تونس، على الرغم من الصعوبات التقنية التي تعترض الجزائر في مجال تصريف الكميات المطلوبة عبر هذا الخط، وهو ما عبر عنه، وزير الطاقة الجزائري السابق، عبد المجيد عطار، والذي قال إن “وحدات التسييل الموجودة في الجزائر تعمل فقط بنسبة 50-60 في المئة من طاقتها”.
تقارب الجزائر مع إيطاليا وازاه تقارب مع فرنسا في مجال الطاقة، وهو الأمر الذي عكسته الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الفرنسية، جان إيف لودريان، للجزائر يوم 14 أبريل/نيسان الجاري، والتي همت، وفق ما أوردته الصحف الجزائرية، توريد الغاز لباريس، وإيجاد حلول لمعاناة الجزائر من إمداداتها من القمح التي تأثرت بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، إضافة إلى ملف ضمان الاستقرار في منطقة البحر المتوسط وإفريقيا وقضايا الإرهاب والتحديات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي وليبيا.
تقارب فرضه واقع الضغط الممارس على مدريد، والذي تحاول فرنسا والجزائر من خلاله، وفق مراقبين، إعطاء دفعة جديدة لعلاقتهما بعد أزمة دبلوماسية خطيرة عرفتها علاقات البلدين التي تبقى خاضعة لكل التقلبات، والتي قرب مسافتها الآن الموقف الإسباني الداعم للرباط ولمقترحها، الشيء الذي لن ينال رضى لا الجزائر لحسابات متعددة وأهمها السياسي، ولفرنسا التي ترى في التقارب منافسة لمصالحها في المغرب وللامتيازات التي كانت تحظى بها سابقا.
[…] الجزائر، اليوم الإثنين، أن عودة سفيرها إلى مدريد مشروطة […]