ثقافة العار والإسترزاق

بقلم الناشط المجتمعي عبد المجيد الإدريسي

 

ثقافة مفتوحة، وسوقها مفتوح، يدخلها من يدخلها، لا يحكمها أي ضابط أو ميثاق أخلاقي، إنها ثقافة يتقنها ويمارسها أهل الانبطاح، وأهل التنازلات والتملق والتلون، تحركهم شهواتهم وأهواءهم الباحثة عن تفعيل ذاتها والبحث لها عن مكانة سواء في مجتمعاتها أو في المحيط الآخر؛ أسلوب يمارسه الفرد لقطف الثمار لمصلحته، وتكثير وتكبير رصيده، اليوم معك وغدا الطعن في الظهر ويكون ضدك.

 

تراهم يجسدون كل أنواع العبودية في الولاء والطاعة، ورسم وتنفيذ المؤامرات والفتن الخارجية، كما تراهم ينبحون وينهقون خلف بعض شاشات التلفزيون.

 

هم أناس مستعدون، بكل الطرق والأساليب الخبيثة، للمتاجرة في الغالي والنفيس، من أجل المزيد من المال والجاه والسلطة، لا يهمهم مصير الأرض والعرض والشرف والوطن.

لكن ما أستغرب له هو تلك النخبة الشابة التي تتلون كتلون الحرباء في العديد من المواقف، حيث نجدها في الامس القريب، تشكل المعارض الشرس الذي ينتقد العديد من الاختلالات، واليوم يدافع عن أشخاص كانوا سببا في تلك الاختلالات؛ وربما غذا يعاود انتقاده لها، لأن انتقاده يكون  من اجل هدف لفت الأنظار اليه و مساومته، واليوم لم يعد الدفاع والتشبث بالمبادئ و الصالح العام، بل أصبح الدفاع عن اشخاص من أجل الاستفادة منهم، أينما رحلوا، فهم معهم، والأمثلة كثيرة على ذلك، بحيث ان بعض الأشخاص في مراحل من حياتهم كانوا ضد فكرة، واليوم ومن أجل تحقيق مصلحتهم فهم مع تلك الفكرة التي كانوا ينتقدوها البارحة، بل أكثر من ذلك ومن اجل تحقيق مصالحهم تجدهم ينتقلون بين دكاكين سياسية كلما انتقل ولي نعمتهم.

إن العمل الجمعوي ليس انتفاعا واسترزاقا، وانما هو نضال وتضحية ووفاء وتواصل مع المجتمع لمعرفة مشاكله وهمومه، والتوسط له مع مختلف المؤسسات لإيجاد حلول لكل مشاكله، أما إذا كان العكس، وأصبح مهنة لمن لا مهنة له، فلا جدوى منه، وسيبقى نقطة عار على جبين مدعيه.

التعليقات مغلقة.