لماذا تم إلغاء مهرجان “التبوريدة” بمدينة ابن أحمد؟

عثمان الدعكاري

قال أحد”المقدمية”: أَلَا يَحِقّ لساكنة “بن أحمد” ونواحيها أنْ يَستَمْتِعُوا بفن “التبوريدة” وما يتركه الأجداد للأحفاد بمَا تُقدمُهُ مِنْ عُروضٍ تنسيهم هم السنوات الماضية من الحجر الصحي وتبعاته النفسية؟، حيث كان من المقرر أن ينظم مهرجان التبوريدة في 17 يوليوز 2022 بمدينة “بن أحمد” بإقليم سطات، بعد أن تعذر ذلك أكثر من ثلاث سنوات بسبب وباء كوفيد 19 الذي اجتاح العالم بأسره.

 

العديد من “المقدمية” تذمروا حين وصلهم خبر الإلغاء المفاجئ للمهرجان، والسبب المقدم عدم قدرة المسؤولين بجماعة “بن أحمد” على تلبية الكمية الكافية من البارود المخصص “للتبوريدة”،
والمشاكل العدة التي يتخبط فيها المجلس، حسب قول عضو فعال بالمجلس البلدي الذي رفض ذكر اسمه.

 

غضب “المقدمية” عبروا عنه خلال اجتماع بهم في أحد البيوت، حيث اعتبروا الخطوة “تقزيما” وإهانة لهم ولمجهوداتهم الجبارة في نقل الخيول وبناء الخيام، ناهيك عن ذبح المواشي لأجل إحياء موسم “التبوريدة” الذي ورثوه عن الأجداد، وجلب المياه والعلف… لإسعاد الساكنة والزوار وهو أهم شيء،

في حين أن المعنيين بالأمر عجزوا عن توفير البارود اللازم، وهي مادة أساسية لا بد منها، كما يقول المثل الشعبي (الحبة والبارود من دار الكايد).

وردا على هاته الإهانة قرر “المقدمية” عدم المشاركة في أي مهرجان للتبوريدة يقام فوق تراب جماعة “بن أحمد” احتجاجا على ما أسموه ب “الحكرة” والتهميش الذي لاقوه، حسب قول أحد “المقدميه”(ا. م).

وللإشارة ف”التبوريدة” تراث شعبي حي يقدم صفحات من تاريخ جهاد قبائل “مزاب” ضد الغزاة، حيث كان المجاهدون يركبون ظهور الخيل ويحملون البنادق في أيديهم وينظمون صفوفهم لمواجهة الأجنبي.

ويرجع تاريخ فنون الفروسية المغربية التقليدية أو \”التّبُوريدَة\” إلى القرن الخامس عشر الميلادي، كما ن تسميتها تعود إلى البارود الذي تطلقه البنادق أثناء الاستعراض، وهي عبارة عن مجموعة من الطقوس الاحتفالية المؤسسة على أصول وقواعد عريقة جدا في أغلب المناطق المغربية، وخصوصا في المناطق ذات الطابع البدوي.

وتتعدد المناسبات التي يحتفل بها المغاربة والتي تتخللها عروض من فن “التبوريدة”، مثل حفلات الأعراس والمواسم والعقيقة والختان، وتمثل هذه الوصلات الفنية المغرقة في الرمزية اختزالا للطقوس الكرنفالية والفلكلورية لدى المغاربة التي ينسجم فيها اللباس مع الغناء والرقص والفروسية والأضحية والنار… في سياق متناغم.

التعليقات مغلقة.