إقليم اليوسفية ومشكل المستشفى الإقليمي

الشماعية – علي إيكوديان
إذا كانت الصحة أهم حق يتشبث به المواطن لضمان استمراريته في هذه الحياة، فإن إقليم اليوسفية المسكين يعرف حرمانا ملموسا ونقصا واضحا في الخدمات الصحية، سيما التي تعني فئة واسعة وهشة في نفس الوقت من ساكنة الإقليم ذو الإحدى عشر جماعة ترابية.
ولا يكاد يجزم كل من اضطر لزيارة المستشفى الإقليمي الاميرة للا حسناء باليوسفية، أنه بات يعرف عند عموم ساكنة الإقليم بمحطة المرضى… الذين يتم استقبالهم من مختلف جماعات الإقليم ثم ترحيلهم غالبا إلى مستشفيات مراكش او آسفي حسب درجة خطورة الحالة، بعد تسجيل أسماءهم في السجل الثقيل وانتظارهم لدورهم، قبل ترحيلهم الى وجهة أخرى.

والمعنى الحقيقي للوضع الصحي بإقليم اليوسفية هو أن الإقليم برجاله و برلمانييه ومسؤوليه لم يستطيعوا توفير مستشفى يلبى حاجيات الساكنة التي تقدر بحوالي ربع مليون نسمة، في منطقة تزخر بثروات طبيعية هائلة تقابلها أمراض مزمنة و خطيرة وتأثيرات صحية تزيد من أهمية وجود مستشفى إقليمي في مستوى الموقع و الواقع…
ولعل غياب مستشفى بالشماعية أيضا يزيد من تدمر الساكنة التي أنهكتها كثرة التنقلات قصد الاستشفاء !! في معادلة صعبة تأرق بال الأسر الحمرية.
وإذا كان برنامج تقليص الفوارق بين المناطق الترابية قد حث على توفير عدالة اجتماعية صحية، فإن إقليم اليوسفية مستثنى من التنمية و النمو، غارق في ظلمات التهميش في مجالات البنية الأساسية التحتية، فمثلما حرمنا من نواة جامعية مازلنا نبحث عن نواة صحية تنقذنا عند الشدة من هول الإقصاء و التهميش.

التعليقات مغلقة.