هل ستزود طهران موسكو بمسيرات قتالية؟

أثار ما كشفته الولايات المتحدة الأمريكية حول وجود اتفاق تزود إيران بموجبه روسيا بطائرات مسيرة استطلاعية قتالية العديد من التعاليق سواء حول آثار ومخلفات الحرب على الصناعة العسكرية الروسية أو مدى التطور الذي وصلت إليه الصناعة الجيو فضائية الإيرانية، خاصة في مجال تصنيع المسيرات. 

جاء ذلك ضمن تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حاول الإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه سواء على مستوى القدرات الروسية أو الإيرانية وأثر كل ذلك على العلاقات الاستراتيجية التي تربط موسكو بطهران.

التقرير توقف حول الخسائر التي مني بها الجيش الروسي جراء الحرب حيث كشف البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، سعي موسكو لتعويض خسائها الميدانية من خلال توريد مسيرات إيرانية الصنع لتعزيز قدراتها القتالية مما يمكنها من الاستمرار في حربها ضد أوكرانيا والاعتماد على مورد موثوق فيه على المدى الطويل، وفق ما أورده مسؤولون استخباراتيون وعسكريون ومحللون غربيون.

الصفقة التي كشف عن فحواها “جيك سوليفان”، مستشار الرئيس “بايدن” لشؤون الأمن القومي دون أن يقدم معلومات مفصلة حول هذا التقرير الاستخباراتي، الذي كشف عنه يوم الإثنين الماضي، ولا عن المعطيات العملياتية للصفقة، وفيما تم البدء في شحن الطائرات أم لا، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين قالوا إن إيران ستزود روسيا بحوالي 300 طائرة مسيرة كما أنها ستقوم بتدريب القوات الروسية على استعمالها قريبا.

وقالت الصحيفة إن روسيا فقدت جل أسلحتها الموجهة بدقة وأيضا طائراتها المسيرة نتيجة الحرب، وهو الأمر الذي دفع موسكو لتعويض هاته الخسائر وبشكل عاجل، لتتوجه نحو إيرات  التي طورت مسيراتها ومنذ عدة عقود، وأظهرت هاته المسيرات فعاليات في مواجهة “إسرائيل” و”التحالف العربي” عبر قصف السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي ضرب القواعد الأمريكية في العراق.

وفي هذا السياق قال “صمويل بينديت”، المتخصص في الشؤون العسكرية في مركز تحليل الأمن القومي (سي أن إي) “تحاول روسيا الحصول على دعم حليف استخدم المسيرات بأعداد كبيرة في ظروف صعبة”، مؤكدا حاجة روسيا للمسيرات لتعزيز القدرات القتالية.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذا التوجه الروسي نحو إيران يؤكد أهمية المسيرات في الحروب المعاصرة مبرزة أن وفدا روسيا قد زار قاعدة جوية توجد وسط إيران مرتين خلال الفترة الممتدة ما بين 8 حزيران/يونيو و5 تموز/يوليو، بغرض اختبار هاته المسيرات والاطلاع على قدراتها القتالية ومدى إمكانية حملها للسلاح، حسبما ما قاله “سوليفان” في بيان أصدره البيت الأبيض وبثته محطة “سي أن أن”، كما أن البيت الأبيض عرض صورا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر فحص الروس لمسيرات شهيد-191.

وكشف المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن،  أن أوكرانيا طالبت حلفاءها في الكونغرس الأمريكي بتقديم طائرات مسيرة كبيرة تكون قادرة على حمل مزيد من الأسلحة وتبقى في الجو مدة أطول مثل مقاتلة “غري إيغل”.

إلا أن الأمريكيين لم يلبوا الطلب خشية تحول “غري إيغل” لهدف سهل للصواريخ الروسية، ومن اعتبار موسكو الأمر إشارة على تصعيد أمريكي. 

 

الجانب الروسي الإيراني لم يرد على تصريحات “سوليفان”، وفي هذا الشأن رفض المتحدث باسم الرئيس “بوتين”، ديمتري بيسكوف، الرد على أسئلة الصحافيين حول وجود خطط روسية لشراء مسيرات إيرانية، واكتفى بالقول إن الرئيس لا يخطط لمناقشة الموضوع أثناء زيارته لطهران هذا الأسبوع.

والمؤكد حتى الساعة هو ما صرح به “يوري بوريسوف”، حيث قال إن على الجيش الروسي تصنيع المسيرات وبقوة، مضيفا “أعتقد أننا بدأنا متأخرين بإدخال المسيرات وبطريقة جدية، وهذا هو الهدف”. 

التعليقات مغلقة.