اكتشاف التفاصيل جاء عقب توثيق كاميرا مراقبة موضوعة في محل بقالة بمدينة القنيطرة لتفاصيل اختطاف الطفلة “فاطمة الزهراء”، وهو ما مكن من تحديد هوية الخاطف ومعرفة تفاصيل الواقعة.

واقعة هزت الرأي العام المحلي والوطني لأنها أعادت إلى الأذهان فاجعة الطفل “عدنان” التي وقعت فصولها بمدينة طنجة، شمال المغرب، الذي تعرض للاختطاف والاغتصاب والقتل.

كما أنها جعلت ساكنة “حي السلام”، ومنطقة الساكنية، بالقنيطرة، محل تواجد أسرة “فاطمة الزهراء” يقضون ليلة بيضاء ترقبا للتفاصيل، واستنفرت مختلف الأجهزة الأمنية لتحديد وتعقب الجنات، حيث قامت بحملات تمشيطية واسعة شملت مختلف أحياء عاصمة الغرب.

صدمة العائلة وهيسريا تصيب والدة الطفلة

بعد تلقي والدة “فاطمة الزهراء” نبأ الاختفاء سيطر عليها الرعب، وخرجت مهرولة في كل الاتجاهات تلطم وتبكي، في حالة هستيرية كبرى لا تسمع منها سوى “أعيدوا لي فاطمة، أعيدوا لي ابنتي”.

لم تتنفس الأم الصعداء وتتوقف هيستيريتها إلا يوم الجمعة بعدما أتاها الخبر السعيد بالعثور على فلذة كبدها.

وفي التفاصيل وفق رواية الأم بعد ذلك “بلغني أن ابنتي ذهبت مع طفلات أخريات، إلى محل تجاري لبيع المواد الغذائية، بصحبة رجل غريب اقتنى لهن بعض الحلويات، ثم استغل الفرصة وأمسك بيد فاطمة الزهراء وغادر المكان إلى وجهة مجهولة”.

الأم التي أتت للمكان زائرة أخطرت السلطات الأمنية مباشرة بعد تلقيها نبأ الاختطاف، وفي تفاصيل الأحداث فالمشتبه فيه أخد الطفلة على مثن دراجة نارية، وفق شهود عيان، وكانت تبكي لكن الخاطف لطمها لتسكت، مضيفا “لم أكن أعلم لحظتها أن الأمر يتعلق بعملية اختطاف، ظننت أنه والدها، لهذا لم أفعل شيئا”.

من حسن صدف الطفلة أن الكاميرا حاضرة للإنقاذ

فاجعة الاختطاف انتشرت وتداول صور “فاطة الزهراء” رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشريط فيديو يوثق لحظة الاختطاف من داخل المحل التجاري، مطالبين بتدخل سريع لإنقاذها من الوحش الآدمي الذي اختطفها.

ووثقت كاميرا محل بقالة ب”حي السلام” تفاصيل العملية كلها، وهو الشريط الذي تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي.

أربعة وعشرون ساعة من البحث والدعاء قضتها الأسرة وقضتها أيضا أجهزة الأمن في الرصد والتعقب وتمشيط كل الأمكنة، لتعثر عليها في الأخير عناصر فرقة مكافحة العصابات، التابعة لولاية أمن القنيطرة، داخل حافلة، صباح يوم الجمعة، بساحة “بئر انزران”، وهي تمسك بيدها تذكرة، وفي حالة صحية عادية.

وقد تم عرض الطفلة “فاطمة الزهراء” بعد ذلك على كشف طبي للتأكد من حالتها النفسية، وذلك بناء على تعليمات من ولاية أمن القنيطرة.

 

كما أن الأجهزة الأمنية لا زالت تبذل قصارى جهدها للوصول إلى الجاني وتقديمه للعدالة المختصة، بعدما ضيقت الخناق عليه ليترك الطفلة ويلوذ بالفرار، خاصة وأن كاميرا المراقبة مكنت من تحديد وجه الجاني وعملية اختطافه للطفلة.