فصل المقال فيما بين خلاصات احترام سيادة الدول العربية ومعاداة الحزائر محتضة القمة للمغرب جهارا من اتصال

أكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية التي انعقدت في دورتها 31 بالجزائر على نقطة هامة، والمتمثلة في احترام سيادة الدول العربية، رافضا التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الجامعة، فهل تفهم الجزائر مدلول هاته الفقرة وتكف عن احتضان ودعم منظمة إرهابية انفصالية تأويها على أراضيها بهدف زعزعة أمن واستقرار دولة عضو بالجامعة العربية؟

هذا السؤال هو المحوري، لأن الجزائر التي وقعت على البيان الختامي، لا يفهم عسكرها مدلوله، لتستمر الجزائر في التدخل في الشؤولية الداخلية للمملكة المغربية، بل أنها تحتضن هاته الميليشات المهددة للأمن والاستقرار العربي، وهو ما حرصت القمة على تنزيله في بيانها الختامي مؤكدة على ضرورة “العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده”.

كما رفضت القمة أي شكل من أشكال التدخل لتهديد الاستقرار والأمن في المنطقة العربية مشددة على “رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية”، وحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، وهو ما لا تستطيع الجزائر تنزيله، نزولا عند أطماعها التوسعية حيث تحتضن في “تندوف” معسكرات جبهة إرهابية تهدد أمن واستقرار دولة عضو في الجامعة العربية، وكان على القمة أن تقف عند هذا الوضع الشاد من دولة عضو في الجامعة تهدد أمن واستقرار دولة عضو في المنتظم العربي.

لقد دعت القمة إلى المساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر منها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية، ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم، وهو ما لا تعمل الجزائر محتضنة القمة على تجسيده على أرض الواقع من خلال الإعلان العلني عن معاداة المغرب كدولة عضو في الجامعة، بل لا تعمل إلا على إشعال الفثنة برفضها لكافة الحلول الأممية التي صادق عليها المغرب ونالت شبه إجماع دولي، والمتمثلة في الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية، وهو الموقف الذي تعلن الجزائر جهارا رفضه، وتدعم البوليساريو بكل الإمكانيات، والتي وصلت حد اللعب بالغاز لثني مدريد عن دعم المقترح المغربي الأممي في إعلان صريح للحرب ضد المغرب، رافضة كل الخطوات الملكية الداعية لنزع فثيل الحرب وتأسيس مغرب عربي قوي يخدم مصالح كل شعوبه في إطار تكامل شامل بين الدول المغاربية.

 

كما شدد بيان قمة الجزائر على ضرورة التنسيق بين الدول العربية في مواجهة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويله والعمل على تعبئة المجتمع الدولي ضمن مقاربة متكاملة الأبعاد تقوم على الالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لا سيما فيما يتعلق بمطالبة الشركاء بعدم السماح باستخدام أراضيهم كملاذ أو منصة للتحريض أو لدعم أعمال إرهابية ضد دول أخرى، وهو موقف لا يتجسد على أرض الواقع، حيث تعمل الجزائر على تمويل البوليساريو كمنظمة إرهابية بالمال والسلاح والدعم السياسي في كل المنتديات وشراء الاعتراف ب”الجمهورية” الوهمية عبر ريع النفط والغاز، بل أنها لا تخجل من التعبير عن ذلك في كل الأوقات وتمارسه عمليا، وما وقع في القمة من خرق لقواعد بروتوكول جامعة الدول العربية، ومنع الطاقم الإعلامي المغربي من تغطية القمة، بل وإخضاع هذا الطاقم لاستنطاق بوليسي ونزع معداته المهنية ليعبر بما لا يدع مجالا للشك أن من يخرق الالتزامات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعزز العمل العربي المشترك، ويدفع في اتجاه التنمية والسلم والاستقرار. 

التعليقات مغلقة.