الملك “محمد السادس” يبرز رفع المغرب لتحد تنموي هام لبناء الأرض والإنسان، وربط الصحراء بعمقها الإفريقي

أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء يأتي في مرحلة حاسمة في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، قوامها رفع التحدي التنموي لبناء الأرض والإنسان، وربط الصحراء بعمقها الإفريقي.

 

وفي هذا السياق قال “إذا كانت هذه الملحمة الخالدة قد مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي نقودها، تهدف إلى تكريم المواطن المغربي خاصة في هذه المناطق العزيزة علينا”.

وحملتنا هاته الفقرة من الخطاب المولوي إلى الرهانات الكبرى التي أعقبت مسيرة التحرير في 6 نوفمبر 1975، وهي أكبر من رهانات التحرير، ويتعلق الأمر بمسيرة البناء والتنمية الاقتصادية والبشرية، التي تبقى أكبر التحديات والرهانات التي يجب ربحها.

وارتباطا بهذا السياق قال جلالة الملك أن الدفاع عن مغربية الصحراء يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة، حيث قال جلالته “إذا كانت هذه الملحمة الخالدة، قد مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي نقودها، تهدف إلى تكريم المواطن المغربي، خاصة في هذه المناطق العزيزة علينا؛ ومن هنا فإن توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة”.

وذكر جلالته بأن هاته الرؤية المنذمجة شكلت قواعد عمل الدولة المغربية بعد التحرير وجعلت الصحراء المغربية ورشا مفتوحا وعطاء تنمويا لا يتوقف حيث قال جلالته: “ضمن هذا الإطار يندرج البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي تم توقيعه تحت رئاستنا، في العيون في نونبر 2015 ، والداخلة في فبراير 2016؛ ويتعلق الأمر ببرنامج تنموي مندمج، بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، ويهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية؛ وهو برنامج طموح يستجيب لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية؛ وتتحمل السلطات المحلية والمنتخبة مسؤولية الإشراف على تنزيل مشاريعه”.

 

وهي فلسفة تعكس عمق الرؤية ونجاعة التحليل، لأن التحرير بلا تنمية يبقى أعرجا، وأن البناء هو أولا وأخيرا بناء للإنسان وضمان لمستقبله وما لم يتقق هذا الهدف يبقى بلا طعم ولا رائحة، ومن هنا خاض المغرب أكبر التحديات وركب معارك البناء والتنمية من خلال مجموعة من المشاريع المهيكلة، والتي اعتبرها صاحب الجلالة أكبر وفاء لروح المسيرة الخضراء ولقسمها الخالد، إضافة إلى مواصلة التعبئة واليقظة، من أجل الدفاع عن وحدة الوطن وتعزيز تقدمه وارتباطه بعمقه الإفريقي.

ولم يفت جلالة الملك أن يقف على ما شكلته الصحراء المغربية عبر التاريخ من صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الإفريقي، مؤكدا أن المملكة تسعى من خلال العمل التنموي الذي تقوم به إلى ترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل.

وهي إشارة إلى أن البناء التنموي يندرج ضمن سياق خلق نواة اقتصاديبة هامة تشكل مدخلا لتنمية الأقاليم الجنوبية وخلق نواة سوسيو تنموية تحمل ثلاثة أبعاد، بعد محلي جهوي، مرتبط بخلق مقومات الحياة الكريمة لساكنة الصحراء المغربية، عبر مشاريع مهيكلة تمكن من حرق المراحل وإلحاقها بباقي أجزاء التراب الوطني تنمويا؛ ووطنيا بمساهمتها في تطور الاقتصاد الوطني؛ وإفريقيا عبر خلق نواة اقتصادية صلبة تلعب دورا منفتحا على العمق الإفريقي ومساهما في تقريب أواصر العلاقات بين المغرب والقارة السمراء.

 

وفي هذا السياق أبرز جلالته التحديات الكبرى التي ركبتها المملكة في معركة البناء وخلق التنمية الشاملة مند التحرير وإلى اليوم حيث قال “اليوم، بعد مرور حوالي سبع سنوات على إطلاقه، فإننا نثمن النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها، حيث بلغت نسبة الالتزام حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له. فقد تم إنجاز الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال.كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة. وسيتم الشروع، قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة-الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية”.

 

ووقف جلالته على الإنجازات الاقتصادية التي تم تحقيقها في هذا الباب بدءا من إنجاز مجموعة من المشاريع في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة، مرورا بالجانب الفلاحي حيث قال جلالته: “في المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة؛ وتعرف معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، نسبة إنجاز متقدمة”.

التعليقات مغلقة.