قلق عالمي من الموجة الجديدة من فيروس “كورونا” التي تضرب الصين وتحذير من سوداوية الأفق

بعد الانحسار، الصين تسجل توسعا في عدد الإصابات ومنظمة الصحة العالمية تحذر

نقل بعض العلماء قلقهم أن الموجة غير المسبوقة من العدوى بفيروس كورونا المستجد التي تضرب الصين، تثير احتمالات ظهور سلالات جديدة أو “شيء مختلف”، عما عرفه العالم خلال الأعوام الأخيرة.

جاء ذلك عبر تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الأحد، 25 ديسمبر/كانون الأول 2022، حيث أكدت أن الفيروس ينتقل بسرعة كبيرة بين سكان 1.4 مليار نسمة، منذ رفع الإجراءات الصحية الصارمة المتضمنة ضمن سياسة “صفر كوفيد” في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2022.

                                    التشدد الصيني اتجاه الفيروس حقق نجاحا في التصدي لكورونا

خبراء: الصين أمام موجة جديدة من متحور جديد

في هذا السياق نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن خبير الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، ستيوارت كامبل راي، أن “الصين قد تكون هي المكان الذي نشهد فيه متغيراً جديداً، مع العدد الكبير من السكان والحصانة المحدودة”. 

ووهان الصين فيروس كورونا
                                 مشاهد من مدينة ووهان التي اشتهرت كمركز لانطلاف فيروس كورونا

ارتفاع في عدد الإصابات والوضع يدعو للقلق 

في هذا السياق أعلنت السلطات الصحية في تشجيانغ (شرق)، جنوب شنغهاي، الأحد، أن عدد الإصابات اليومية تجاوز، الآن، نسبة المليون في هذه المقاطعة، البالغ عدد سكانها 65 مليون نسمة.

 

حيث يُصاب نصف مليون شخص يومياً في مدينة “تشينغداو”، شرق الصين، البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وفقاً لما أوردته الصحف الرسمية نقلا عن مسؤول بالبلدية، نفس الوضع تعيشه العاصمة الصينية “بكين” وفق ما نقلته السلطات هناك، حيث تحدثت، السبت، عن “عدد كبير من المصابين” داعية إلى “بذل كل ما هو ممكن لتحسين معدل الشفاء وخفض نسبة الوفيات”.

كورونا الصين

التطعيم في الصين

قلق يسرع عمليات التطعيم والصحة العالمية تدعو لبذل المزيد من الجهد

ارتباطا بالوضع الصحي المقلق رفعت السلطات من وثير التطعيم خلال الأسابيع الأخيرة، وفق ما نقلته لجنة الصحة الوطنية، حيث قالت إنه قد تم إعطاء ما مجموعه 23,5 مليون جرعة خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 23 ديسمبر/كانون الأول، فيما لم تصل النسية خلال الأسبوعين الماضيين، 3,3 مليون، أي أن نسبة تلقي التطعيم قد ارتفعت بما يعادل 7 أضعاف النسب العادية المسجلة.

                                                  

وفي هذا الشأن قال راي: “عندما نشهد موجات كبيرة من العدوى، غالباً ما يتبعها ظهور متغيرات جديدة”. 

 

وشهدت الصين منذ حوالي 3 سنوات، انتشار النسخة الأصلية من فيروس كورونا والتي انتقلت إلى باقي دول العالم. 

كما أن تلك النسخة الأصلية قد عرفت تحورا نتج عنه نسخة “دلتا” و”أوميكرون” ومتحورات فرعية أخرى إلى يومنا هذا.

 

في شأن هاته التحولات المتسارعة في الوضعية الوبائية في الصين، قال الخبير في الفيروسات من جامعة ولاية “أوهايو” الأميركية، شان لو ليو، إن العديد من متغيرات “أوميكرون” الموجودة في الصين قد تم اكتشافها، ضمنها “BF.7“، الذي وصفه بأنه “بارع للغاية في التهرب من المناعة”، رابطا بين وجود هذا المتحول وانتشار عدوى الإصابات بالفيروس في الصين. 

انتشار فيروسي مقلق والسلطات تتحرك

ما يقلق المجمع العلمي هو عدم وجود سبب بيولوجي متأصل يجعل الفيروس أكثر اعتدالا مع مرور الوقت، خاصة مع وجود مناعة ضعيفة، وهو ما يثير المخاوف حول درجة الفتك الخاصة بالمتحول الجديد. 

                                                              فحوصات كورونا في الصين

“راي” يرى أن تسجيل تراجع في متوسط الإصابات والفتك ليس مرده لتغير في شدة الفيروس بل بسبب المناعة المتراكمة، الناتجة إما عن التطعيم أو تراجع انتقال العدوى.

منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر 

ارتباطا بهاته الأوضاع الصحية الصعبة المرتبطة بمعاودة هجوم كورونا عبر بوابة الصين، فقد دعت منظمة الصحة العالمية “بكين” إلى تسريع وتيرة تلقيح السكان الأكثر هشاشة، طالبة إمدادها بمعلومات أكثر تفصيلا في موضوع التطورات المسجلة ارتباطا بالفيروس، معربة عن قلقها البالغ من الوضع الصحي المسجل. 

عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة “ماساتشوستس”، جيريمي لوبان، قال “حتى الآن، فإن المعلومات الواردة من الصين بشأن التسلسل الفيروسي الجيني محدودة”، مضيفاً: “لا نعرف كل ما يحدث، لكن من الواضح أن الوباء لم ينتهِ بعد”.

التعليقات مغلقة.