تأهيل منطقة درب السلطان بين عجز النخب السياسية وخدمتهم لأجندات الرئيس

الدار البيضاء - احمد أموزك

 

 تعيش منطقة “درب السلطان” حالة من الشلل والعجز في المسارات التنموية، وذلك بسبب التشرذم الذي اصاب النخب السياسية المسيرة لمجلسه.

 

فإثر التحكم الذي طال الانتخابات الجماعية الأخيرة، و كان من مستتبعات هذه النتيجة، هو عملية استقطاب “مول الشكارة” بديلا لتنزيل برامج تهم المنطقة خدمة لتحسين البنيات التحتية، وترجمة خدمات القرب التي تمس المواطن بشكل كبير .

 

كارطونات الزيت و السكر هي برنامج من تم انتخابهم:

لأول مرة في عهد المجلس الجماعي لمنطقة درب السلطان، يتم اعتماد «سياسة القفة مقابل التصويت»، ما يظهر ان الأحزاب السياسية التي قدمت منتخبيها كانت غير مؤهلة لإنجاز المشاريع التنموية، سواء منها ذات الطبيعة الإستراتيجية، او حتى ذات الطبيعة الآنية و القريبة من احتياجات السكان.

 

و من خلال كل هذه الأفكار، يطرح فاعلون مدنيون سؤالا محرقا: «لماذا تجرى انتخابات دورية وتنفق عليها الدولة أموالا طائلة، وتكون النتيجة: هي الأصفار؟، بل اكثر من ذلك تصبح المجالس والمسؤوليات مغانم اكثر منها مغارم.

 

تجارب مجالس 77، 82، 92 كانت ذات نتائج إيجابية:

من خلال ما وقفت عليه جريدة “أصوات” فإن الانتخابات السابقة تعاقب رؤساء مجالس ذوو خبرة عالية في حسن التسيير، من: «الحاج بليوط بوشنتوف، المختار التازي، عبد الواحد هيلالي، الحسين حداوي…إلخ»، إذ كان هؤلاء الذين تم ذكرهم يعتمدون على تقديم برامج انتخابية للساكنة خلال ترشحهم “الاحادي” ولم يطرأ أنه في حملة انتخابية أن تم اعتماد «الدقيق … مقابل الأصوات”.

 

نتائج خطيرة تضرب في العمق المسلسل الديمقراطي وتنسف كل الشعارات التي يروج لها البعض حول مفاهيم «الشراكة والديمقراطية التشاركية”  :

طبعا لا يمكن لساكنة درب السلطان ان تثمن المقاربة الحالية في ظل الإكراهات الحقيقية التي تعاني منها المنطقة، وعلى رأسها مشاريع يقودها رئيس المجلس دون اخد موافقة باقي مكونات المجلس، فالأغلبية الحالية بمقاطعة مرس السلطان تحولت بقدرة قادر إلى سعاة (رغيف العيش)، أشخاص يشتغلون في حظيرة الرئيس (موظفون بقالب انتخابي)، حسب ما صرح لجريدة “أصوات” أحد نواب الرئيس «أنا خدام مع الرئيس…، و أي سخرة تنمشي تقضيها ليه…، يعني ما يمكنش لي ندير شي حاجة ما متعجبوش”.

 

فنجد أن دورات المجلس الحالي تمر دون أن يتقدم اي عضو من أعضاء المجلس بأي تدخل.

 

كارثة اخرى أصابت تشكيل لجان المجلس تمثلت في «إسناد مهام رئاسة اللجن المنبثقة عن المجلس لأعضاء وعضوات لا يعرفون أي شيء عنها”.

 

مواطن درب السلطان أضحى لا حاجة له بعد اليوم بالانتخابات والعمل السياسي :

بعد ان كانت منطقة درب السلطان تزخر بنشطاء سياسيين ونخبة هامة من الفاعلين الجمعويين إلا أن كل شيء اندثر مع قدوم اشخاص (موالين للشكارة) لتسيير المنطقة وفق هدف تحويل درب السلطان إلى مكان “للاغتناء الفاحش”، ولعل في طيات هذه الخلفية (حق أريد به باطل).

 

هذا الحدث يجعل المواطنين في حنين لمجالس سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات، رغم تدخل السلطة آنذاك في عهد المرحوم إدريس البصري، إلا أن كل المنتخبين كانوا من رجال التعليم والطب والصيدلة.

 

سؤال توجهه جريدة “أصوات”: «أليس في الديمقراطية كل الخير؟ ام أن المنطقة هي “ديمو حرامية” كما سماها ذات مرة مفكر المغرب الكبير “المهدي المنجرة”.

التعليقات مغلقة.