لوموند الفرنسية: الجزائر تنزلق إلى مزيد من القمع، وماكرون يضحي بعلاقاته مع المغرب إرضاء للجزائر
مولود بومغار: “لقد دخلنا مرحلة ديكتاتورية”
تناولت جريدة “اوموند” الفرنسية ملف العلاقات الفرنسية الجزائرية والفرنسية المغربية عبر مقال عنونته: ب “الجزائر تنزلق إلى عهد جديد من القمع”، وقد تضمن الملف واقع حقوق الإنسان والحريات في الجزائر، ارتباطا بقضية الناشطة والصحافية الجزائرية “أميرة بوراوي”، التي “هربتها” السفارة الفرنسية لدى تونس إلى فرنسا.
عودة مسلسل القمع والتضييق على الحريات بقوة إلى الجزائر
في هذا السياق قالت الصحيفة إنه وبعد حوالي أربع سنوات على الحراك والمظاهرات السلمية التي صاحبته، اشتد القمع والتضييق على الحريات، لتشهد الجزائر فرارا جماعيا للصحافيين وناشطي المجتمع المدني، كما وقع ل “بوراوي”، حيث أصبحت الجزائر مكانا “غير قابل للتنفس” فيه، وفق قول هؤلاء المستهدفين بالقمع والتضييق.
وأوضحت صحيفة “لوموند” أن الجزائر أصبحت في حالة انجراف استبدادي كامل، حيث ينتظر في أي لحظة اعتقال رموز الحراك، وخصوصا ممن واصلوا التحرك بعد خنق التعبئة الشعبية في ربيع عام 2020، بسبب قيود مكافحة كوفيد.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء فرّوا بالآلاف إلى فرنسا ودول أخرى في أوروبا أو في كندا، والعديد منهم مر عبر تونس إلا أن هذا الطريق خطير منذ أن اشترت الجزائر ذمة “قيس سعيد” وعززت نفوذها على نظامه.
وأوضحت الصحيفة أن ما أنقذ “بوراوي” هو جوازها الفرنسي، فيما الآخرون مثل “سليمان بوحفص”، المتعاطف مع حركة تقرير المصير في منطقة القبائل (MAK)، والذي اختطفه “غرباء” في شهر أغسطس عام 2021 في قلب تونس العاصمة وأعادوه قسرا إلى الجزائر.
مولود بومغار: “لقد دخلنا مرحلة ديكتاتورية”
في سياق هذا الملف الحقوقي أجرت “لوموند”، مقابلة مع الباحث الجزائري، مولود بومغار، وهو أستاذ القانون العام بجامعة “بيكاردي” بفرنسا، الذي قال إن النظام الجزائري تغير في طبيعته خوفا من أن يعرض الشارع بقاءه للخطر، وأنه بدأ يتصلّب بسبب ذوبان قاعدته الاجتماعية.
مبرزا دور الجيش في ضمان استمرار النظام ودعم تصلبه.
وأقر الباحث أن النظام كان سلطويا، لكنه الآن أصبح أكثر سلطوية من السابق، قائلا إن البلاد دخلت اليوم مرحلة ديكتاتورية لعدة أسباب: التشكيك في التعددية، الاستغلال السياسي من خلال الاتهام بالإرهاب، العسكرة والشوفينية المحافظة المفترضة.
وأوضحت الصحيفة أن النظام استغل “كوفيد 19” لبسط ديكتاتورية أكبر عبر منع التجمعات، كما أن الصراع في أوكرانيا مكن النظام الجزائري من الحصول على ريع الغاز، في ظل تردد الغرب على الجزائر، بشراء السلام الاجتماعي.
المخاطر المتزايدة لرهان فرنسا الجزائري
ووقفت الصحيفة حول تهريب المخابرات الفرنسية ل “أميرة بوراوي”، وأثرها على تصاعد الحمى الدبلوماسية بين باريس والجزائر، لتضاف كأزمة جديدة ضمن سلسلة الأزمات التي تعترض العلاقات بين الجانبين، لكن وعلى الرغم من كل هاته الأحداث تتشبث فرنسا بعلاقات قوية بالجزائر، وهو تقارب مكلف لفرنسا على مجمل الأصعدة وأوله التضحية بعلاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، إلا أنها استبعدت أن تؤثر العاصفة الحالية على أساسيات المقاربة الرئاسية لعلاقات فرنسا المغاربية.
وأقرت الصحيفة أن انحدار العلاقات بين الرباط والجزائر إلى قمة العداوة بسبب الصحراء المغربية يجعل من الصعب على باريس أن تحافظ على التوازن السياسي في علاقاتها بالجانبين ولعل أسطع مثال على ذلك هو تهاوي العلاقات الاستراتيجية بين الرباط وباريس لصالح تحالفات استراتيجية جديدة وتوجه المغرب ل “تنويع شراكاته”، وهو الخطر الرئيسي الذي يواجه رهان “إيمانويل ماكرون” الجزائري، يضاف إلى ذلك طبيعة النظام الجزائري كنظام دكتاتوري قمعي.
التعليقات مغلقة.