أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تازة: الموسيقى والماركوتينغ على إيقاع يافطة اليوم العالمي للمرأة

أصوات: القسم الاجتماعي

حديث واسع تتقاسمه تازة حول بؤس رمزي لحفل موسيقي، استضافته وحدة فندقية حديثة العهد بالمدينة تروم سرقة الأضواء سريعاً وبلوغ منشود ربح عال وتموقع قياسي، كان ذلك مساء 11 مارس الجاري في إطار ما قيل إنه احتفاء بالمرأة ومنها التازية في يومها العالمي.

 

 

وفضلا عما سجل من إقبال وأداء باهت ولا معبر عن يافطة عنوان الحفل وعن تحقيق ما كان منتظرا منه، على مستوى تنشيط الوحدة الفندقية المعنية والتعريف بها باعتماد حفل دعاية بأقل كلفة، عبر آلة موسيقية، وآلية جذب قد تكون بأثر في مدن سياحية مغربية ذات تراكمات فضلا عن بيئة متناغمة بشروط عدة مؤثثة، من قبيل فاس وطنجة والرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير الخ، لكنها قد تكون بلا معنى ولا أثر في تجارب مدن صغيرة لا تزال في بداية مسارها بحثا منها عن موقع في خريطة المغرب السياحية.

لكون الأمر يقتضي تراكما وظيفيا وأنشطة واشعاعا وماض جامع بين ثقة خدمات وتفاعل ورش وبيئة تنمية ومحيط، فضلا عن تعريف عبر آليات غير خافية رهينة بثقافة وخطوات استثمار سياحي فيه ما هو خاص وما هو فائدة وصالح عام معا.

 ورغم ما سُجل من هالة اعلامية رقمية لحفل تازة الباهت رمزيا، ورغم ما توفر من فضاء وإمكانات لوجيستيكية، ناهيك عن اسهامات محلية لمثل هذه التقاليد الموسيقية الفندقية التجارية غير المألوفة محليا كثقافة فندقة وفنادق منتصف الليل.

حفل تازة هذا لم يكن بالقدر المنشود لا جماليا ولا أثراً من حيث قيمته في ارتباط برمزية يوم عالمي للمرأة كما تم الترويج له، فصداه لم يتجاوز كدية “كردوسة” غير بعيد عن مكان تنظيمه.

ناهيك عما طبعه من أسئلة تخص طبيعة حضور ومادة وموارد فنية وصوت وأداء، فضلا عما سجل من صور ارتباك تنظيم.

فأي حفل موسيقي هذا الذي يخص اليوم العالمي للمرأة ومنها المرأة التازية، وقد تم حصره في مؤسسة فندقية حديثة تبحث عن ذاتها عبر حسابات واغراض حددتها الجهة المنظمة؟، وهل حقق الحفل مبتغاه وخلفيته الدعائية الاشهارية؟

 وقد تحدث الكثير على أنه لم يكن مقنعا ولا متناغما بما هو كاف على أكثر من مستوى.

ثم هل كان الحفل في صميم ما كان منتظرا منه كمداخيل وتقليد جاذب تجاريا استعدادا لنسخ من قبيله خلال صيف تازة وأجوائه؟.

وهل ما طبع الحفل من ضعف تجاوب كان وجاء وعيا بما ينبغي أن يخصص من شروط للاحتفاء بيوم عالمي للمرأة، والمرأة التازية منها تحديدا خارج وعاء تجاري، وعبر مادة ابداعية فكرية وتعبيرية راقية، مع موارد فنية اكثر تناسبا وانسجاما.

دون نسيان كون حفل تازة هذا الذي نعت ب”الباهت” فكرة واختيارا ووقعا، لم يأخذ في الاعتبار ما ينبغي من ظرفية مناسبة في ارتباط بأحوال صعبة تعيشها الساكنة المحلية، خاصة منها ذات الدخل المحدود على مقربة من شهر رمضان، ليس لأنها برغبة في حضور مثل هذه الحفلات البعيدة عن تطلعاتها.

إنما لأن سماع تنظيم تخريجات غناء وتغني في زمن أزمة هو استفزاز بالنسبة اليها، بسبب ما تعانيه من غلاء معيش وارتفاع مهول في أسعار مواد غذائية عدة.

ناهيك عما يحكم المدينة من أحزمة فقر وبطالة قياسية ومن حاجيات ملحة محلية تخص خدمات مجالات أساسية، من صحة عمومية ونظافة وإنارة طرقات وخدمات نقل وبنيات تحتية حضرية من قبيل محطة طرقية وسوق محلي أسبوعي منعش ومنتعش الخ.

فضلا عما هناك من انتظارات على مستوى تجاوز اكراهات عدة توجد عليها المدينة، من خلال برنامج اشتغال عملي للهيئات المنتخبة المحلية ومنها المجلس البلدي، وما وعد به رئيس هذا الأخير وأعضاؤه الساكنة في حملتهم الانتخابية، عوض ما يظهر من إفلاس، وسياسة خطاب وتسويف وضحك على الذقون وكذا استفزاز بحفلات فاقدة لكل معنى.

فعن أي حفل موسيقي يمكن الحديث والحالة هذه حتى وإن كان مغلقا؟، وعن أي ضيوف ونشوة وليل ومواويل وسهرة ورقص يمكن الحديث والحالة هذه؟.

نتساءل مرة أخرى: هل هذه هي الظرفية المناسبة لإحياء مثل هكذا حفلات ولو كانت مغلقة؟، أليس من المستفز لكل مواطني تازة حضور مظاهر “الشطيح والرديح” والمواطن التازي يعاني من أهوال معيشه اليومي الذي يزداد صعوبة في كل لحظة؟، ألا يعرف ولا يدرك منظمو هذا الحفل أن لكل حدث مناسبته ولكل مقال مقال؟، مجرد تساؤلات نطرحها على من يعيشون خارج التاريخ والواقع ولا حول ولا قوة الا بالله.

التعليقات مغلقة.