التشخيص والتكفل بالأشخاص التوحديين محور ندوة علمية أقيمت بتازة

محمد حارص

دعا المشاركون في الندوة العلمية حول “صيرورة التشخيص والتكفل بالأشخاص والأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد”، المنظمة يومه الأربعاء، بمدينة تازة، إلى ضرورة التشخيص المبكر، والمواكبة الدامجة المكثفة، والتربية المبكرة، والخدمات الداعمة وفق قواعد علمية ومعايير أخلاقية تساهم في تيسير الاندماج والعيش الكريم.

 

تأتي هذه الندوة، في إطار الرفع من مستوى التوعية بطبيعة هذا الاضطراب، والدعوة لدمج المصابين به في مختلف المجالات، خاصة الإبداعية منها مع دراسة القضايا والإشكالات المطروحة لتأهيل ودمج هذه الفئة في الحياة العامة.

 

وقد عرفت هاته الندوة حضورا مكثفا لمجموعة من المتدخلين في مجال الإعاقة، بما فيهم الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وبعض الجمعيات الفاعلة، وأسر وأطر تربوية وأطر شبه الطبية (أخصائي نفسي).

 

وفي كلمته الافتتاحية، أكد “مزواك عبد الرزاق” أستاذ التعليم العالي ومكون بالمركز، مسؤول عن تدبير الفرع الإقليمي بتازة، على أهمية هذه الندوة العلمية في مجال التوحد في التربية الدامجة.

التوحد من التشخيص إلى طرق التعامل مع التوحديين وأسرهم محور ندوة علمية أقيمت بتازة
التوحد من التشخيص إلى طرق التعامل مع التوحديين وأسرهم محور ندوة علمية أقيمت بتازة

وحث على ضرورة التعامل الإيجابي مع الأطفال التوحديين، ومع أسرهم التي تعاني شتى أنواع الاضطراب النفسي.

 

من جهته، أكد “ياسين عفراني”، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بتازة، على أهمية هذه الندوة العلمية من جهة التعريف بمختلف الطرق والأساليب للتدخل المبكر لتشخيص طيف التوحد.

 

ووقف حول الصعوبات التي تواجهها أسر الأطفال المصابين بطيف التوحد، معرفا بأهم التدخلات العلمية الصحيحة للتشخيص، وعلى ضرورة التكفل بهم انطلاقا من برامج وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ومؤسسة التعاون الوطني الخاصة بدعم والنهوض بأوضاع الفئات الهشة.

 

وابرز أن مجموعة من الخدمات قد خصصت لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، لتيسير اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي في شقه المتعلق بدعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة الممول في إطار صندوق دعم التماسك الاجتماعي والحماية الاجتماعية.

 

وقد أجمعت مداخلات المشاركين في الندوة العلمية التي نظمتها المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بتازة، بشراكة مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس، فرع تازة، على أهمية التشخيص المبكر لمرض التوحد والمشاكل التي تواجهها الأسر في إدماج هذه الفئة في المنظومة التربوية.

 

كما تطرق للنقص الحاد في الاختصاص الطبي والنفسي للأطفال التوحديين بالمستشفيات المغربية.

التوحد من التشخيص إلى طرق التعامل مع التوحديين وأسرهم محور ندوة علمية أقيمت بتازة
التوحد من التشخيص إلى طرق التعامل مع التوحديين وأسرهم محور ندوة علمية أقيمت بتازة

كما أكدت المداخلات، على أهمية التشخيص المبكر ودوره المهم في العلاج، لكون العلاج يرتبط بالتعزيز السلوكي الذي يساهم في الحد من مشاكل التواصل والتقليص من بعض العادات، قبل أن تتحول لسلوك عدواني يصعب التخلص منه.

 

وأبرز أن الأسرة تبقى هي المسؤول الأول أمام دورها الرئيسي في توفير بيئة تساعد على التأقلم، خاصة في ظل محدودية الولوج لمدارس خاصة قادرة على تأهيل الطفل.

 

وفي هذا السياق، تطرق “الأستاذ محمد بن عواد” في مداخلته لموضوع “التربية الدامجة بين التنظير والتنزيل”.

 

كما عالج الأخصائي النفسي الإكلينيكي، يوسف السايحي، موضوع الاضطرابات النمائية العصبية داخل الوسط المدرسي من خلال المقاربة المرضية الإكلينيكية.

 

من جهتها انبرت “إيمان جبلي”، مديرة مركز استقبال أطفال التوحد بتازة، وخريجة برنامج “رفيق”، الفوج الأول، إلى اضطراب طيف التوحد، وأعراضه ومسار التكفل به.

التعليقات مغلقة.