“رحاب”: من يدعي بأن الترافع حول مدونة الأسرة قد انتهى يسيئ لمؤسسات البلاد وللخطاب الملكي السامي

متابعة: محمد عيدني

قاربت الأستاذة “حنان رحاب” ، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، في حوار أجرته معها الزميلة “كود”، قضية المرأة والنقاش الرائج حول تعديل المدونة، معتبرة أن النقاش لا زال مفتوحا وأن من يدعي بأنه انتهى إنما يعكس انزعاجه من سخونة وحمولة القضايا المطروحة.

 

وأوضحت الأستاذة “رحاب” أن الأمر المولوي السامي الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس كان صريحا وواضحا، حينما دعا إلى تحيين مدونة الأسرة، وهو بمثابة توجيه سامي، ودعوة صريحة للمؤسسات والفاعلين والقوى المجتمعية بمختلف أطيافها من أجل فتح حوار جاد ومسؤول للخروج بمدونة للأسرة عادلة وديمقراطية تضمن حقوق الجميع. 

حيث قالت الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات إنه “حين أعلن الملك محمد السادس عن ضرورة تحيين مدونة الأسرة، كان الخطاب الملكي دعوة صريحة للمؤسسات والقوى المجتمعية من أجل الحوار والاقتراح، اللذين سيصبان حتما في القنوات التشريعية”.

الأستاذة “رحاب” تستغرب مواقف الداعين لإيقاف النقاش المجتمعي حول المدونة

ونقلت المناضلة الاتحادية استغرابها مما يصرفه البعض من الداعين إلى إيقاف النقاش المجتمعي والحوار والترافع حول القضايا المرتبطة بمدونه الأسرة تحت دعاوي أن النقاش في تلك القضايا قد حسم، وأن هناك جهة ما انتهت من صياغة التعديلات، معتبرة أن “مثل هذه الأقوال التي انزعج اصحابها من دينامية النقاش المجتمعي حول المدونة، فيها إساءة للمؤسسات بهذا البلد، وفيها إساءة للخطاب الملكي الذي على إثره وبتوجيهاته انطلق النقاش”.

إذن فقد نقلت المسؤولة النسائية بصدق من موقع المسؤولة السياسية أولا، القيادية في حزب “الاتحاد الاشتراكي”، ومن موقع المرأة المناضلة من أجل الحقوق والكرامة للمرأة المغربية ثانيا، موجهة سهام نقدها لكل السيوف التي تصوب لعنق القضية النسائية والأسرة والتي تحاول عرقلة خط التحرر الكامل كما أكد عليه عاهل البلاد، والنقاش الديمقراطي المفتوح بين كل مكونات المجتمع باعتبار أن القضية ليست ليست قضية مؤسسات فقط بل قضية مجتمع، مستغربة أن يصدر هذا الفكر المحبط من قياديين سياسيين محسوبين على الصف الديمقراطي”

حيث قالت: “يصر هؤلاء على تصوير البلد وكأنه لا أحد ينصت لنا، وأن قانونا مثل مدونة الأسرة لن يتم الاستماع فبه لأحد؛ وللأسف يصدر مثل هذا الكلام عن سياسيين محسوبين على الصف الديمقراطي”.

 

“رحاب” ستستمر في الترافع عن قضايا المرأة والأسرة في جميع المراحل والمؤسسات

أوضحت المسؤولة الاتحادية أن المنظمة والحزب سيستمران في حمل مشعل الترافع عن قضايا المرأة والأسرة على اعتبار أن الأمر ليس مرتبطا بالجنس فقط والنضال من أجل تحقيق المساوات بين الجنسين، بل هو نضال مجتمع من أجل بناء علاقات أسرية سوية ديمقراطية منفتحة.

وفي هذا السياق عددت “حنان رحاب” مساهمات منظمة المرأة الاتحادية والحزب في هذا النقاش حيث قالت: “من جهتنا، انخرطنا في سيرورة الترافع منذ سنة، وتفاعلنا إيجابا مع الخطاب الملكي، واستمرينا في الترافع بعد إعلان وزير العدل عن تشكيله للجنة في وزارته تشتغل على الموضوع”، مؤكدة أن المنظمة سيتستمر في الترافع عن هاته القضايا حيث قالت: “سنستمر في الترافع لأن هذا مشروع وطني ليس سهلا، وسيكون له انعكاس على أهم خلية في البناء المجتمعي، وهي الأسرة”.

وعن الآفاق المستقبلية لمعركة الترافع عن قضايا المرأة والأسرة أكد “رحاب” أن المنظمة ستستمر في الترافع عن هاته القضايا في كافة مواقع القرار وبالتنسيق مع القوى الوطنية والديمقراطية قائلة: “سنعد مذكرتنا، وسنقدمها لأي آلية ستشتغل على الصياغة النهائية، سواء كانت لجنة ملكية، أو وزارية؛ وسنستمر في الترافع حين ستعرض التعديلات على البرلمان، وسنسعى لحشد دعم كل الفرق والمجموعات ذات المرجعية التقدمية والديموقراطية”.

وفيما يتعلق بالقضايا التي تثير رفض فئات مجتمعية ومدى قدرة المنظمة والحزب في خوض معركة التصدي للصقور المعطلة للتغيير، والرافضة لتقديم أي تنازل في هذا الباب، قالت المناضلة الاتحادية “مستعدون حتى للدفاع عن أي نص يلبي مطالبنا في المجتمع إذا تبين لنا وجود مقاومات”، مضيفة “نحن نقوم بواجبنا، ونحترم المؤسسات الأخرى، ولكل حادث حديث”.

التعليقات مغلقة.