في تفاعلات خطيرة ينحذر إليها المشهد الفرنسي، لقي شاب عشريني مصرعه، بعد ظهر اليوم، شمال غرب فرنسا، متأثرا بجروح إصابته إثر سقوطه ليل الخميس-الجمعة من أعلى سطح أحد المتاجر، وفق رواية الشرطة، وهو التبرير الذي نفاه المدعي العام الفرنسي.
مقتل الشاب جاء متزامنا مع الاحتجاجات التي تعرفها فرنسا ردا على مقتل الشاب نائل على يد شرطي فرنسي، وهو الحادث الذي أشعل فرنسا لمدة أربعة أيام ولا يزال.
ومن المنتظر أن تشعل هاته الوفاة الجديدة نيران الأحداث المتفجرة التي تشهدها العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى والتي أدت إلى حصول مواجهات وإشعال للسيارات وإحراق للممتلكات الخاصة والعامة، والأمور قابلة على المزيد من التطورات في ظل السياسة التي ينهجها ساركوزي.
وارتباطا بهاته الأحداث قالت يومية “ذا تلغراف” البريطانية، اليوم الجمعة، إن فرنسا تواجه صيفا من الاضطرابات التي أشعلتها أعمال عنف الشرطة، والتي انتشرت في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن ماكرون يفقد رهاناته الإصلاحية، إذ اعتبرت أن ”قتل الشرطة يوم الثلاثاء الماضي لشاب يبلغ من العمر 17 عاما من نانتير أثار الغضب وأعمال الشغب”.
وتوقعت الصحيفة أن تعيد هاته الأحداث فرنسا إلى صيف 2020 في الولايات المتحدة، بعد مقتل جورج فلويد.
وقدمت الصحيفة صورة سوداوية عن الوضع القائم، حيث نجد مدنا تحت الحصار، والعلاقات العرقية برزت للوجود، وسط توتر اجتماعي قد ينهي ما تبقى من الميثاق الاجتماعي بالنسبة لغالبية الفرنسيين.
وشبهت الصحيفة ما يعيشه ماكرون اليوم بما عاشه نابليون حين محاولته استعادة عرشه، مضيفة إنه “فأل سيء” بالنسبة “للرجل الذي حاول تحديث البونابارتية”.
وفي سياق الموضوع ذاته، قال مصدر في الشرطة لوكالة “فرانس برس” إن “الشاب سقط من أعلى سطح سوبرماركت خلال عملية نهب”.
في الجهة المقابلة، وضدا على رواية الشرطة قال مكتب المدعي العام في روان، إن هذا المتجر “لم يتعرض لهجوم من قبل مثيري الشغب خلال هذه الوقائع”، مكذبا بذلك رواية الشرطة، وهو ما يفتح ألف قوس حول ظروف وفاة هذا الشاب، اليوم.
التعليقات مغلقة.