انقلاب الغابون يطيح بالرئيس علي بونغو والعسكريون يعلنون إلغاء الانتخابات وحلّ المؤسسات

أصوات: أخبار الغابون

ألغى عسكريون في الغابون، اليوم الأربعاء، الانتخابات التي أوصلت علي بونغو لرآسة البلاد لولاية ثالثة، كما أعلنوا عن حلّ جميع المؤسسات.

وقالت وكالة فرانس برس إن إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية قد سمع في العاصمة ليبروفيل.

تحدثت وكالة “رويترز” للأنباء عن ظهور ضباط كبار بالجيش على قناة “غابون 24″، وإعلانهم الاستيلاء على السلطة وحلّ كافة مؤسسات الدولة وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر.

 

وفي هذا السياق أكد العسكريون حديثهم باسم “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات”، مبرزين أنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في البلاد.

وقالوا: “بسبب حكومة مسؤولة عن التدهور المتواصل للحمة الاجتماعية، ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى (..) قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”.

وكانت الانتخابات فد أوصلت علي بونغو، الذي يحكم الغابون منذ 14 عاماً، لرآسة البلاد لولاية ثالثة، بعد حصوله على نسبة 64.27% من الأصوات، وفق ما أعلنت عنه الهيئة الوطنية المكلفة بالانتخابات.

 

فرنسا: نتابع الوضع عن كثب
رئيس الوزراء الفرنسية في اجتماع السفراء بباريس

 

فرنسا: نتابع الوضع في الغابون عن كثب

في شأن انقلاب الغابون، قالت  رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، خلال كلمة ألقتها في اجتماع السفراء في باريس، اليوم الأربعاء، إنّ بلادها تتابع الموقف في الغابون عن كثب، دون تقديم تفاصيل إضافية.

 

الاتحاد الأوروبي انقلاب الغابون سيزيد الوضع في المنطقة تعقيدا
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل

 

الاتحاد الأوروبي: انقلاب الغابون سيزيد الوضع في المنطقة تعقيدا

 

في الشأن داته قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في توليدو الإسبانية، اليوم الأربعاء، إنّ وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع في الغابون، وإنه إذا تأكد حدوث انقلاب هناك، فإنّ ذلك سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

 

وأضاف بوريل، “إذا تأكد ذلك، فهو انقلاب عسكري آخر يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها”.

شركة التعدين الفرنسية “إراميت” تعلّق عملياتها في الغابون

 

في شأن الانقلاب وتفاعلاته الاقتصادية، أعلنت شركة التعدين الفرنسية “إراميت”، التي تملك وحدة كوميلوج لإنتاج المنغنيز في الغابون، اليوم الأربعاء، أنها علّقت كلّ عملياتها في البلاد في أعقاب الانقلاب، حيث انخفض سهم الشركة بنحو 5% عقب ذلك.

 

حيث قال متحدث باسم الشركة في تصريح نقلته “رويترز”: “بدءاً من هذا الصباح، تم تعليق كل عمليات كوميلوج وستراج، فضلاً عن وقف عمليات النقل عبر السكك الحديدية”.

 

تجدر الإشارة إلى أن كوميلوج هي وحدة للتنقيب عن المنغنيز تعمل في الغابون وتملك “إراميت” حصة أغلبية فيها، وستراج هي وحدة للنقل عبر السكك الحديدية.

 

وتفاعلا مع هاته الأحداث انخفض سهم إراميت بحوالي 4.7% حيث انخفض إلى 72.95 يورو.

 

علي بونغو المغني الذي ورث الحكم عن والده في الغابون
علي بونغو المغني الذي ورث الحكم عن والده في الغابون

 

 

علي بونغو المغني الذي ورث الحكم عن والده

 

حكم علي بونغو، 64 عاما، الغابون لمدة 14 عاماً بعد 50 عاماً من سيطرة عائلته على الحكم في البلاد، قبل أن يطيح به العسكريون في انقلاب على سلطته. 

عرف عن علي بونغو شغفه بموسيقى الجاز والغناء خلال العشرينيات من عمره، دخل غمار السياسة تحت ظل والده في الثلاثين من العمر، ليصل السلطة عام 2009.

 

وتعتبر الغابون من أغنى الدول الأفريقية من حيث الدخل الفردي من الناتج الخام المحلي الإجمالي، نظراً لما تذره عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبياً.

ولد علي بونغو، المعروف باسم ألان برنار بونغو في الكونغو برازافيل، في فبراير/شباط عام 1959، وكانت أحاديث قد تحدثت حينها عن تبنيه من جنوب شرق نيجيريا خلال حرب بيافرا (الحرب الأهلية النيجيرية)، إلا أنه نفى هذه الشائعات مرات عدة.

تغير اسمه من “ألان برنار” إلى علي واسم والده إلى عمر عام 1973، بعد اعتناقهما الإسلام، وهو الموقف الذي اعتبره البعض وسيلة لجذب الاستثمارات من الدول الإسلامية.

 

أظهر علي بونغو شغفاً بكرة القدم والموسيقى، علماً أنّ والدته باتيانس داباني كانت مغنية، وفقاً لهيئة البث البريطانية “بي بي سي”.

 

أصدر عام 1977، ألبوماً غنائياً حمل عنوان “إيه براند نيو مان” A Brand New Man. وكان يفضّل موسيقى الجاز والـ”بوسا نوفا” (موسيقى برازيلية) والموسيقى الكلاسيكية.

 

بعد 4 سنوات من ذلك، دخل غمار السياسة برعاية والده الرئيس عمر بونغو، وتولى وزارة الدفاع طوال 10 سنوات بعدما تولى وزارة الخارجية عام 1989، لكن مهمته هذه انتهت بعد 3 سنوات بسبب تغيير دستوري ينص على أن يتخطى عمر الوزراء الـ35 عاماً. وكان في الـ32 من العمر حينها.

 

عقب وفاة والده عام 2009، فاز بالانتخابات الرئاسية بـنسبة 42% من الأصوات، لكن معارضيه شككوا في شرعيته.

 

وتعرض نظام حكمه لانقلاب عسكري في يناير/كانون الثاني من عام 2019، وكان في المغرب يتعافى من سكتة دماغية، لكن الانقلاب فشل.

 

وقد واجه خلال سنوات حكومة الـ14 اتهامات بالفساد وتحويل البلاد إلى “نظام الكلِبتوقراطية” (نظام حكم اللصوص)، ونهب الثروات الطبيعية والنفطية، كما أن معارضيه اتهموا أفراداً في عائلته باختلاس المال العام، وإدارة موارد البلاد كأنها ممتلكاتهم الخاصة.

التعليقات مغلقة.