مغاربة فرنسا وفرنسيين في قلب الحدث لمساعدة ضحايا زلزال الحوز

في مشهد يوحي بحصول إجماع وطني في الداخل والخارج على دعم متضرري زلزال الحوز القاتل، تجندت جمعيات بمدن فرنسية عديدة لجمع التبرعات والمساعدات لضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، والذي خلف حسب آخر حصيلة رسمية أكثر من 2600 قتيل و2500 جريح،  فيما أعلنت أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، رسميا، رصد 5 ملايين يورو لمساعدة المنظمات المشاركة في عمليات الإغاثة الجارية حاليا بالمملكة المغربية.

مشاهد تضامنية مؤثرة من قلب فرنسا

 

وهكذا ووفق ما أوردته فرانس 24 عبر مراسها الزميل أمين زرواطي، فقد أتاحت بلدية شاتيون، جنوب العاصمة الفرنسية باريس، قاعة لجمع التبرعات لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق من المغرب، مضيفة أن العملية لا تتوقف عن التدفق.

وأضاف ذات المصدر أن الملابس والخيام والألحفة والأدوية تتراكم وكذلك المواد الغذائية المعدة في أكياس بلاستيكية كبيرة، بغرض إرسالها إلى المنكوبين.

تجدر الإشارة إلى أن عدد أفراد الجالية المغربية في فرنسا يقدر بحوالي 1,5 مليون شخص، منهم 670 ألف مواطن من مزدوجي الجنسية، وهو ما عكس هاته الهبة الإنسانية الوطنية التضامنية مع إخوانهم من ضحايا الزلزال.

قالت إحدى المتبرعات: “إنه بلدي الذي ولدت وكبرت فيه، لهذا فإنني متأثرة طبعا”.

وقالت أخرى: “لقد صدمني هذا فعلا؛ أعتقد أن الأمر تطلب مني 24 ساعة لأدرك حقيقة ما جرى”، واصفة المشهد التضامني المؤثر “هذا يدفئ قلبي حقا، تحرك الجميع من أجل قضية سامية”.

 

هبة تضامنية لمغاربة فرنسا والفرنسيين للتخفيف من معاناة ضحايا زلزال الحوز بالمغرب (1)
هبة تضامنية لمغاربة فرنسا والفرنسيين للتخفيف من معاناة ضحايا زلزال الحوز بالمغرب (1)

 

فرنسيون في قلب الحدث التضامني

إلى جانب أبناء الجالية المغربية، تحرك العديد من الفرنسيين أيضا للمساهمة في هذه الحملة التضامنية مع ضحايا زلزال الحوز المدمر، وفي هذا الشأن قال أحدهم قدم من بلدة مودون المجاورة: “كان مهما بالنسبة لي أن أدعم الأشخاص الذي هم في حاجة، ليست لدي روابط مع المغرب، لكني أعتقد أننا في مثل هذه اللحظات نكون جميعا مترابطين”.

العملية التضامنية تقودها جمعية “أبجد”، التي ترافق السكان غير الناطقين بالفرنسية في بحثهم عن وظيفة من خلال تلقينهم اللغة الفرنسية.

وفي هذا الباب قالت رئيسة الجمعية، دنيا حناش: “ما نحتاجه هو ملابس الشتاء، الأغطية، والخيام، لأن سكان المناطق الجبلية تأثروا بشكل رئيسي، ولأن الطقس سيصبح باردا قريبا، نحاول استباق كل ذلك وتوفير احتياجاتهم لفصل الشتاء”.

وأضافت: “يسألني المزيد من الأشخاص أيضا عما إذا كان بإمكانهم تقديم تبرعات مالية لأنهم لا يستطيعون التنقل، لهذا فقد قمت للتو بإنشاء صندوق طوارئ لجمع التبرعات”، وبالفعل فتحت سنقوم بحملة أخرى خلال الأايام القادمة، تضيف دنيا.

 

مساهمات مالية هامة لمساعدة الضحايا

 

انتشرت مبادرات تبرعات في البلديات أو في مقار الجمعيات، وكذلك أسواق السلع القديمة للتضامن مع المنكوبين، وأيضا صناديق تبرعات على الإنترنت يتم ترويجها على منصات التواصل.

 

 

 

وفي الشأن ذاته أطلقت منظمات خيرية عدة، السبت، نداء لجمع التبرعات، منها “منظمة الإغاثة الشعبية” الفرنسية، و”مؤسسة فرنسا” التي أعلنت عن جمع ما لا يقل عن 250 ألف يورو من المساعدات للمنكوبين، فور إطلاق الحملة.

كما وعدت العديد من مدن وأقاليم فرنسا بتقديم الدعم اللوجستي أو المالي للمغرب. حيث عرض عمدة مرسيليا مثلا إرسال رجال الإطفاء البحريين (وحدة نخبة من رجال الإطفاء العسكريين التابعين للبحرية الوطنية)؛ بدورها، وعدت فاليري بيكريس رئيسة منطقة إيل دو فرانس، باريس والضواحي، بتقديم مساعدة مالية مقدرة بـ500 ألف يورو.

 

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا

 

فرنسا: تخصص قيمة مالية لدعم ضحايا الزلزال

 

رسميا قامت وزارة الخارجية الفرنسية، السبت، بتفعيل “صندوق العمل الخارجي للسلطات المحلية” لدعم المبادرات التضامنية مع المغرب، وأوضحت الوزارة أن عدة سلطات محلية اتصلت بها لعرض مساعدتها بمبلغ ناهز مليوني يورو.

وكانت وزيرة الخارجية، كاترين كولونا، قد أعلنت، اليوم الإثنين، عن رصد مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية التي تشارك حاليا في عمليات الإغاثة بالمغرب.

 

وأضافت أن هذه المساعدة مخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط “على الأرض” في المملكة، وسيتم تخصيصها من احتياطي وزارتها.

التعليقات مغلقة.