الدفاع الجديدي يضيع نقطتين داخل الديار والحكم أيوب شرحبيل بطل المواجهة 

إبراهيم زباير الزكراوي

اكتفى الدفاع الجديدي بتقاسم النقاط مع ضيفه سطاد المغربي برسم الدورة الثانية من البطولة الاحترافية، القسم الثاني، أو قسم المظاليم كما يحلو للبعض بتسميته، ومعهم الحق في ذلك، حيث لا احتراف به سوى في انضمامه لعصبة تسمى احترافية.

 

بدون تحامل، فالدفاع الجديدي تجرع، وقد تكون فرق أخرى قد تجرعت أو ستتجرع هفوات كثيرة بداية من التحكيم، حيث يستغل بعض الحكام غياب تقنية الحكم المساعد بالفديو (الفار)، وغياب النقل التلفزي، والخصاص الحاصل في تأهيل الحكام، واستغلال طيبوبة بعض المسيرين الذين لا يشتكون ولا يحتجون على مثل هكذا ممارسات، بل أن لجنة التحكيم تدفع بمبتدئين بغية تأهيلهم لصقل مؤهلاتهم إن كانت لديهم مؤهلات وكفايات، دون مراعاة حساسية انتماءات هؤلاء الحكام لمناطق توجد بها فرق تأمل في الصعود.

 

وهكذا تجد بعض الفرق صعوبات وعقبات لتحقيق آمالها رغم توفرها على كل المقومات، ما يجعل المدربين يعانون، ويضاعفون الجهود ، ويطالبون اللاعبين ببدل قصارى ما لديهم، وهي نفس مطالب الجماهير التي تسعى لرؤية فرقها في المراتب المتقدمة.

 

وبالعودة لمباراة الدفاع الجديدي وسطاد المغربي، التي قادها الحكم أيوب شرحبيل الذي يعتبر “بطل” هذا النزال بقراراته المجانبة للصواب في مجملها، وغياب التركيز لديه، والتسرع في الصافرات، لكنه بطيء في إعلان استئناف اللعب عند كل خطأ أو ضربة زاوية، حيث استهلك وقتا طويلا لوحده، بل حتى الوقت بدل الضائع في الشوط الثاني لم يستنفذه كاملا.

 

الدفاع الجديدي يضيع نقطتين على أرضية ملعبه (1)
الدفاع الجديدي يضيع نقطتين على أرضية ملعبه (1)

 

ففي الدقيقة 89 سجل الجديديون هدفا، رفضه بداع مضايقة الحارس الذي قدمت له الإسعافات الأولية، ثم طالب الحكم بإجراء التغيير، ولما علم باستنفاذ التغييرات، قام ليستأنف الذوذ عن عرينه، وفي الأثناء التي كان اللعب متوقفا، وبلغت الدقيقة 90، دون الحكم الرابع على اللوح أربع دقائق وقتا بدل الضائع، دون أن يحتسب الوقت الذي استهلك عند الإعلان عن ضربة جزاء للدفاع الجديدي، أهدرها اللاعب ايمانويل، حيث كانت الاحتجاجات الرباطية، وتوقف المباراة بعد إصابة المدافع ياسين فاتين الذي عانى هو الآخر من عدم السماح له بولوج رقعة الملعب إلا بعد تنفيذ ركنيتين متتاليتين من قبل الرباطيين.

 

بعد ذلك تراجع الحكم ليحتسب ثمانية دقائق وقتا بدل الضائع، لكنه قضم منها أكثر من دقيقتين، دون الحديث عن تغاضيه عن ضربتي جزاء جليتين لصالح المحليين، وهو ما أثار احتجاجات الجماهير والطاقم التقني، ولم يرعو السيد قاضي المباراة فأنذر المدرب عبد الكريم الجيناني.

 

وكان بإمكان الفريق الجديدي القبض على الثلاث نقاط لولا التسرع في اتخاذ القرارات الملائمة والمناسبة أمام مرمى الزوار، فرغم البناءات البناءة والمنسقة، للهجمات من الخلف وتبادل الكرة بالتدرج عبر الخطوط الثلاثة حيث كان الممرران المخضرم عادل الحسناوي ومحمد حمدي (الذي يحتاج إلى الإسراع في تنفيذ التمريرات) يطعمان الخط الأمامي المكون من رضا ماجي ويونس الديب الذي أتيحت له فرص شأنه شأن ماجي الذي ناور كثيرا لكنهما لم يستثمرا الفرص المتاحة لهما، وضيع عادل الحسناوي كذلك فرصة ذهبية

 

بالمقابل أتيحت للزوار فرصتان أبرزها انسلال الظهير الأيمن إسماعيل وفيق الذي مرر الكرة اتجاه مرمى اليوسفي لكن الكرة غالطت الجميع محليين وزوار ولم تجد من يركنها الشباك أو يبعدها عنها ومرت بسلام على الجديديين.

 

الجولة الثانية عرفت استحواذ المحليين على الكرة، والتحكم في مجريات اللعب، حيث خلقوا مجموعة من الفرص عبر متوسط الميدان حمدي الذي أمد المهاجمين الذين افتقدوا للفعالية والنجاعة المطلوبتين، وهذا ما يسائل المدرب الجيناني عن ضرورة تواجد قناص يفك لغز العقم التهديفي، لأن من يريد العودة لقسم الصفوة لا بد له أن يقطف النقاط في بداية الموسم وعدم تضييعها في عقر الدار، وحتى لا يصدق علينا مثل: ” فاتك الغرس قبل مارس”، فالجماهير وكل مكونات الدفاع الجديدي، تريد الجني مبكرا.

 

ولمنح جرعات هجومية، أقدم الجيناني على تغييرات متتالية، ساهمت في خلق فرص هددت مرمى الرباطيين، بواسطة البديل يوسف الصوتي الذي أخطأ في التعامل مع الكرة مضيعا هدفا كاد يكون محققا، ورد عميد سطاد المغربي يوسف القضيوي الادريسي دون استغلال هفوة مدافعي الجديدة مفضلا التسديد عوض التوغل.

 

واحتجت العناصر الجديدية على الحكم بعد تغاضيه عن ضربتي جزاء واضحتين لفائدتهم، وفي الدقيقة 69، مرر الحسناوي كرة في العمق صوب مروان المزاوري الذي توغل داخل المعترك الرباطي مراوغا بدر مزدهير الذي اعترضه، فلم يجد الحكم مبررا للتغاضي مرة أخرى عن ضربة جزاء أهدرها المهاجم ماناوا امانويل الذي افتقدت تسديدته التركيز مما مكن الحارس بولبير من التصدي لها، وفي الدقيقة 89 لمزاوري ينفذ ضربة زاوية، والبديل ياسين الذهبي يمرر برأسيته والديب يسجل الهدف ‘لا أن “البطل”، عفوا الحكم أيوب شرحبيل رفضه بداعي مضايقة الحارس الرباطي، هذا القرار لم يرق مكونات الفريق الجديدي ما دفعها للاحتجاج عليه.

 

وبهذا التعادل فقد الدفاع الجديدي نقطتين داخل الديار، مبتعدا عن المتصدرين الكوكب المراكشي وشباب خنيفرة المنتصرين في الجولتين الأولى والثانية، بينما يتقاسم الرتبة الثالثة مع سطاد المغربي ووداد فاس بأربع نقاط، ما يدق ناقوس التنبيه للهفوات التكتيكية واستغلال الطاقات البشرية الجاهزة والقادرة على التفاني من أجل تحقيق الهدف المسطر، ألا وهو العودة لقسم النخبة.

 

وتنتظر الجديديين مباراة حارقة السبت المقبل، 24 شتنبر الجاري، بملعب الأب جيكو بالدار البيضاء حيث سيحل ضيفا على الجريح الراسينغ البيضاوي العائد بتعادل ثمين من وجدة.

التعليقات مغلقة.