الصحافة الفرنسية تندد بـ”الهجوم غير المسبوق” لماكرون على الديمقراطية

ندد الموقع الإخباري الفرنسي “بيلاست”، بـ”الهجوم غير المسبوق” على الديمقراطية الذي ينغمس فيه إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، ضد الصحافة الفرنسية، على غرار الاحتجاز والتفتيش في منزل آريان لافريلو، الصحفية الاستقصائية في “ميديابارت” و”ديسكلوز”، موضحًا أن هذه العملية التي قادتها المديرية العامة للأمن الداخلي للحصول على أسماء مصادر الصحفية، تأتي بعد الكشف عن تورط فرنسا في جرائم ارتكبتها “السلطات المصرية”.

واعتبر الموقع، الذي يديره الصحفي دنيس روبير، في شريط مصور من 25 دقيقة و45 ثانية، أن هذا الوضع “الخطير للغاية”، يأتي في سياق تزايد التدابير التقليدية التي جرى اتخاذها خلال السنوات الأخيرة ضد الصحفيين، ما يعرض إحدى ركائز حرية الصحافة، وهي “حماية المصادر”، للخطر. مشددا على أن “العنف الشرطي” ضد الصحفيين أصبح متكررًا خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الهجوم التشريعي الذي تشنه السلطة الفرنسية، إذ أن ماكرون أقر عدة قوانين تضعف شروط ممارسة مهنة الصحافة.

وأشار الشريط، الذي يحمل عنوان: “الصحفيون تحت القمع: الهجوم المثير للقلق على الصحافة”، إلى موقف شبكة “مراسلون بلا حدود” التي اعتبرت أنه من الضروري مراجعة “قانون ذاتي” في هذا الصدد، علمًا أنه بعد يومين من احتجاز الصحفية المذكورة، تمت محاكمة عسكري سابق بتهم الكشف عن “سر الدفاع”، باعتبار أن نقل معلومات ذات أهمية عامة أصبح أصعب، نظرًا لأن الحكومة الفرنسية لم تعد تتردد في استخدام حجة “المخاطر على الأمن القومي الوطني” بشكل كاذب لقمع الصحفيين.

وأكد الفيديو، المنشور في الـ29 من شتنبر الماضي عبر منصة يوتيوب، أن “آريان لافريلو ليست حالة فردية، إذ تم استدعاء ثلاثة صحفيين من “ليبراسيون” إلى الشرطة في ليل، بعد سلسلة من المقالات حول وفاة شاب عام 2022 على يد شرطي، علمًا أن الاستدعاءات والتفتيشات والاستجوابات، التي تُحجَب عادة فقط في القضايا المتعلقة بالإرهاب، أصبحت أمرًا مألوفًا خلال السنوات الأخيرة، حيث أن كل الوسائل مبتغاة لثني وترهيب الصحفيين عن ممارسة عملهم”.

وخلص الموقع إلى أنه رغم وعد الرئيس الفرنسي “بمكافحة جميع محاولات التدخل وتوفير أفضل إطار للصحفيين لأداء مهمتهم الأساسية”، فقد كان الصحفيون “تحت ضغط الشرطة منذ بدء فترة حكم ماكرون”، مشيرا إلى أن احتلال فرنسا المركز الـ23 في تصنيف “مراسلون بلا حدود”، لا يعكس حقيقة الوضع في البلاد بشكل كبير، لافتا إلى سيطرة بعض المليارديرات على وسائل الإعلام، مثل فينسنت بولور، مالك “أوروب 1″ و”CNEWS”.

التعليقات مغلقة.