ما هي التأثيرات السياسية لزيارة ميلونشون على مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية؟

لقاءات مكثفة وواسعة شارك فيها جون لوك ميلونشون، زعيم المعارضة الفرنسية مؤسس حزب “فرنسا الأبية”، منذ حلوله في المغرب الأربعاء الماضي، في زيارة رسمية مطولة، التقى فيها بالعديد من الشخصيات والفاعلين السياسيين وأصحاب القرار بالمملكة؛ من بينهم عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.

وخلال الزيارة واللقاءات ذاتها، خرج ميلونشون بتصريحات وصفها مراقبون بـ”المهمة” دعا من خلالها حكومة بلاده إلى التعامل باحترام مع المغرب، قائلا في هذا السياق “فرنسا لا بد أن تطوي صفحة العجرفة والتعالي والنظر إلى الآخرين من البرج العاجي”، متوقّعين أن يكون لها تأثير سياسي في خضم الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وباريس.

وقال الخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء صبري الحو،إنه لا يمكن عزل زيارة ميلونشون للمغرب عن جانبها السياسي، إن لم نقل إنها سياسية محضة تأتي من أجل ملء الفراغ الرسمي الذي نتج عن سياسة الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون الخارجية.

وصرح أن زيارة زعيم المعارضة الفرنسية،ليست من أجل السياحة؛ بل بدأت إنسانية بمعاينة اثار الزلزال وتسجيل التضامن مع المغرب وضحايا الزلزال، وهو فعل إنساني اجتماعي وسياسي أيضا.

وأبرز المتحدث ذاته، الذي يشغل أيضا الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة/ تافيلالت، أن ميلونشون “يراكم، من خلال هذه الزيارة، نقطا لصالحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة”، معتبرا أن الفرنسيين تفطنوا إلى حجم الضرر الذي لحق بفرنسا على مستوى العلاقات الخارجية، وكل شخصية وفاعل حزبي يسعى إلى التقليص من حجم هذا الضرر يعزز مركزه السياسي والانتخابي.

وأكد أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط العباس الوردي، في هذا السياق، على دور الأحزاب السياسية في البلدين في بناء جسر قويم من العلاقات البنيوية المؤطرة للمستقبل على المستوى السياسي البين حزبي التي على أساسها يتم إعطاء مجموعة من العبر السياسية التي تؤطر العلاقات بين النظامين السياسيين في إطار من الاحترام والثقة.

وأضاف الوردي،أن زيارة ميلونشون أماطت اللثام على مجموعة من الأمور المسكوت عنها من لدن ساكن قصر الإليزيه، الذي يعرف جيدا أن ولايته الثانية خلقت نوعا من التصدع على مستوى السياسات الداخلية والخارجية للبلد والذي ساهم في فقدانها مجموعة من الأسواق وثقة عدة بلدان وأنظمة، موردا مجموعة من الأمثلة عن تراجع المد الفرنكفوني.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية أن تصريحات زعيم “فرنسا الأبية” أكدت أخطاء فرنسا تجاه المغرب الذي يعتبر شريكا أساسيا موثوقا به، مشيرا إلى أن زيارته للمغرب أكدت أيضا للأطياف السياسية الفرنسية فكرتهم عن الثقة التي يمثلها المغرب على المستوى القاري وموقعه الأساسي في إطار بناء النظام العالمي الجديد.

التعليقات مغلقة.