مصطفى الكثيري : المغرب نموذج يحتذى في مجال الدفاع عن قيم التسامح والتعايش المشترك

جريدة أصوات

 قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، رئيس الفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين، مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بلشبونة، إن المغرب يعد نموذجا يحتذى به على الصعيد الدولي في مجال الدفاع عن قيم التسامح والتعايش المشترك.

 

وأكد السيد الكثيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في مؤتمر دولي تنظمه رابطة المحاربين البرتغالية، على مدى يومين، حول موضوع “تعزيز التاريخ والرعاية الصحية والاجتماعية للمقاومين القدامى وأسرهم”، أن المغرب أضحى نموذجا يحظى بإشادة وتقدير كبيرين من طرف عدد كبير من البلدان باعتباره مدافعا دائما عن قيم التسامح والتعايش والعيش المشترك.

 

  وأضاف أن مشاركته في أشغال هذا المؤتمر الدولي كرئيس للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين، الذي انتخب على رأسها، بالإجماع، خلال مؤتمر بلغراد الذي انعقد ما بين 6 و9 مارس الماضي، هو في حذ ذاته تكريس لهذه الأهمية التي يمثلها المغرب بالنسبة للمجتمع الدولي لقدماء المحاربين.

  

وأوضح السيد الكثيري إن مشاركته في اللقاء تندرج، أيضا، في إطار العلاقة الخاصة التي تجمع المندوبية السامية مع الرابطة البرتغالية، التي تؤطرها اتفاقية تعاون وشراكة، معتبرا أن المندوبية تسعى إلى تقوية التعاون وأواصر العمل المشترك في المجالات الصحية والذاكرة التاريخية، وترويج ثقافة التراث اللامادي المعنوي والروحي والأخلاقي والإنساني، بما يحمله كل ذلك من قيم دينية وطنية وكونية.

   

من جهة أخرى، اعتبر المندوب السامي في كلمة له، بهذه المناسبة، أن هذا المؤتمر الدولي يعد فرصة لتسليط الضوء على التضحيات الجسام التي قدمها المحاربون القدامى، الذين يشكلون جزءا من الذاكرة التاريخية المشتركة، قائلا إنه “من الواجب علينا استحضار تضحياتهم في سبيل الدفاع عن القيم الأساسية لمجتمعاتنا، والسلام والأمن”.

 

  لكن الاعتراف ليس كافيا، يتابع السيد الكثيري، “حيث تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان حصول قدماء المحاربين على الرعاية الصحية والدعم النفسي الذي يحتاجونه. ويتعين علينا أن نهتم بصحتهم العقلية، خاصة فيما يتعلق باضطراب ما بعد الصدمة، لمساعدتهم على التغلب على ندوب الحرب”.

 

وقال إن “الذاكرة المشتركة لنضالاتنا وإنجازاتنا هي تراث ثمين. إنها تذكرنا بالعواقب المدمرة للحرب وتلهمنا للعمل دون كلل من أجل منع الصراعات وتقدير الحياة البشرية وتعزيز المصالحة”.

  

وسجل أن “المحاربين القدامى كرسوا شبابهم وطاقتهم للدفاع عن المبادئ التي نعتز بها: السلام والحرية والأمن. ويجب ألا تبقى تضحياتهم في الظل، بل يجب الاعتراف بها وتكريمها على نحو ملموس. ومن خلال تعزيز التاريخ، نساعد في الحفاظ على ذكراهم التي ستكون بمثابة منارة تنير الطريق للأجيال الصاعدة والقادمة، وترشدهم إلى طريق الإصرار والتضحية والمثابرة”.

  

وينظم هذا المؤتمر الدولي، الذي يعرف، على الخصوص، مشاركة البلدان الإفريقية الناطقة بالبرتغالية، وهي أنغولا، الرأس الأخضر، الموزمبيق، وغينيا بيساو، إلى جانب البرازيل وتيمور الشرقية، في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية لرابطة المحاربين البرتغالية.

   

ويسعى المؤتمر إلى بحث السبل الكفيلة بصون الذاكرة التاريخية المشتركة وتحقيق الرفاه لأسر المحاربين القدامي وتمكينهم من الرعاية الصحية والدعم النفسي والتضامن، من خلال بناء شبكات دعم قوية للتغلب على التحديات الصعبة التي يواجهونها.

التعليقات مغلقة.