اوطاط الحاج تحتضن ندوة علمية حول حياة ومسار عطاء العالم النووي المغربي مولاي رشيد الادريسي

احتضنت قاعة الندوات بالمركب الثقافي 02 أكتوبر باوطاط الحاج، يومه الأمس السبت 02 دجنبر 2023م، ندوة علمية نظمت تحت عنوان “مسارات عالم وشهادات ” من طرف مركز مولاي رشيد الادريسي للدراسات والأبحاث.

 

د. لكريط: الفقيد شخصية عالمية تشهد عليها أبحاثه العلمية في مجال اليورانيوم من الفوسفاط

 

خلال هاته الندوة الفكرية قدم الدكتور عبد الرزاق لكريط، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المتحدر من قرية العرجان، نبذة عن حياة الفقيد العالم المهندس النووي، مولاي رشيد الادريسي، معتبرا إياه شخصية عالمية تشهد عليها أبحاثه العلمية التي أفضت لاستخراج اليورانيوم من الفوسفاط.

وأشار إلى ظروف تأسيس مركز مولاي رشيد الإدريسي وجهود باشا اوطاط الحاج السابق، حسن أبورحيم، في هذا الباب، داعيا إلى الانخراط في المركز من خلال مساهمة رمزية معتبرا الفعل تجسيدا لمواصلة ما بدأه الفقيد خلال مساره المهني الحافل ومساهمته الكبيرة في تطوير بناء ثقافي وعلمي كبير، وتنمية بلدته اوطاط الحاج، مشيرا إلى توقف عملية استخراج مادة اليورانيوم من الفوسفاط.

د. ددوش يشير الى البرنامج الوطني في مجال استعمال الطاقة النووية

 

تطرق الدكتور، أحمد ددوش، أستاذ الفزياء النووية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إلى كون الأشعة المؤينة توجد على مستوى الأرض وباطنها وبالبحر ويعتبر اليورانيوم من أثقل المعادن، مبرزا أن الكاربون 12 غير مشع ويظل على حاله لا يتحول فيما اليورانيوم 235 يستعمل في المفاعلات النووية وصناعة القنابل الذرية نتيجة انتشاره وهو ما ينتج عنه طاقة هائلة، أما اليورانيوم 238 فيستعمل في انتاج مواد إشعاعية أخرى في أوروبا.

وأشار الدكتور أحمد ددوش إلى إنشاء أحد المفاعلات النووية بالمعمورة في سلا عام 2005م لإنتاج الطاقة الكهربائية والذي حصل على ترخيص من وزارة الصحة بعد شهور خلت، مبرزا كذلك بناء مفاعل نووي لإنتاج الطاقة الكهربائية بنواحي آسفي وآخر بطانطان لتحلية مياه البحر.

 

 

ذ العيناوي: الفقيد يرفض الإغراءات للعمل بفرنسا و يعود للوطن والبلدة

استحضر محمد العيناوي، الأستاذ بكلية الأداب والعلوم الانسانية بفاس، جزءا من مسار طفولة العالم المهندس النووي مولاي رشيد الادريسي، بدءا من اوطاط الحاج مرورا بآزرو فحصوله على الدكتوراه في الكيمياء النووية من فرنسا، ورفضه الاغراءات المقدمة للعمل بالديار الفرنسية ليعود الى أرض الوطن والأمل يحدوه في تنمية منطقته اوطاط الحاج باقليم بولمان وأيضا بلده، مشيرا الى محاولته تنمية قريته اولاد بلحلو باوطاط الحاج حيث أسس لهاته الغاية تعاونية فلاحية على ضفاف نهر ملوية الوسطى، إضافة إلى تشييده مؤسسة تعليمية من المستوى الاعدادي، ليواصل الفقيد أبحاثه العلمية مبشرا بإمكانية استخراج سبعون ألف طن من اليورانيوم من الفوسفاط المغربي.

 

“حادثة سير” توقف الحلم الجميل وتنهي طموح مشروع 

 

الحلم الجميل تحطم وعمت مشاهد الحزن والأسى وتحطمت أحلام مولاي رشيد الإدريسي بعد تعرضه ل”حادثة سير” فوق قنطرة نهر أبي رقراق بين مدينتي الرباط وسلا، منتصف يوم الاثنين 18 أكتوبر 1971م، ليوارى الثرى في مقبرة دوار قشاشة باوطاط الحاج وسط موكب جنائزي مهيب.

 

ذ. الزوين: الفقيد يمثل ذاكرة ورمزا

 

كانت المناسبة فرصة ليتناول الكلمة بعض المقربين من عائلة العالم المهندس مولاي رشيد الادريسي، مشيرين الى مسار طفولته ودراسته وأخلاقه الفاضلة، حيث اعتبر أستاذ مادة الرياضة والمدير السابق لإعدادية بن بطوطة بالعرجان، محمد الزوين، الفقيد العالم المهندس النووي ذاكرة ورمزا، وعائلته استمرارا للجود والتفكير، مشيرا إلى شهادته التي قدمها عام 1970م حين كان بتابع دراسته بمستوى القسم الخامس، حيث كان العالم المهندس الفقيد يقيم حفل نهاية السنة الدراسية على نفقته الخاصة ويوزع الجوائز على المتفوقين، وهو الأمر الذي جعل هؤلاء التلامبذ يرفقون الفقيد في جنازته المهيبة الى مثواه الأخير.

إلى ذلك أشار مصطفى العثماني، نائب رئيس مركز مولاي رشيد الادريسي للدراسات والأبحاث، إلى تحقيق حلم تأسيس المركز بعد تعثر لسنوات، مبرزا تضامن العالم الفقيد المهندس النووي مع الجميع، ومقترحا وضع علامة تشوير بالطريق الوطنية 15 تشير إلى العالم المهندس مولاي رشيد الادريسي على ضيعته الفلاحية في مشارف دوار اولاد بلحلو.

عقب ذلك تناول الكلمة الدكتور عبد الرزاق لكريط، الأستاذ الجامعي، الذي ثمن تسليم تذكار رسمي الى مقربة من العائلة لتسليمه الى السيدة “مريم” شقيقة العالم المهندس الفقيد رحمة الله عليه.

 

 

رحيل الفقيد المهندس النووي المغربي يفتح أسئلة حارقة حول أسرار الحادثة الموجعة

 

رحل العالم والمهندس النووي المغربي، مولاي رشيد الادريسي، الى دار البقاء، ورحلت معه أسراره الى الأبد ليبقى “موته” علامة استفهام مفتوحة على كافة الاحتمالات نظرا لأهمية الفقيد وحضوره العلمي في مجال محرم على الضعفاء امتلاكه.