بعد الحملة الإعلامية المدبوغة بالغل والبغضاء دولة الإمارات العربية المتحدة تشرع في معاقبة “الجزائر”

أطلق النظام العسكري الجزائري كلابه المسعورة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فبعد الحملة الإعلامية المدبوغة بالغل والبغضاء جاء الدور على السياسيين ليصعدوا المنابر ترضية للـ”كابرانات”، بعدما اتهمها المدعو “عبد القادر بن قرينة”، رئيس “حركة البناء الوطني” في الجزائر، بتدبير انقلاب النيجر الأخير، وباستهداف الجزائر عبر جر تونس للتطبيع مع إسرائيل.

وفي كل مرة يجد النظام العسكري نفسه محاصرا بين مشاكل الداخل يبحث عن مخرج من خلال إلقاء اللوم على “أطراف خارجية” يتهمها بالتربص به، وقد تولى هذا الدور “عبد القادر بن قرينة” الذي هاجم الإمارات العربية المتحدة خلال ندوة عقدها بخصوص تداعيات الأزمة في النيجر، إن “دولة خليجية وظيفية، هي دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.

وقال رئيس “حركة البناء الوطني” المشاركة في الحكومة الجزائرية، ما لم يقله مالك في الخمر، ملقيا عليها باللوم بشأن الخلافات بين المملكة العربية السعودية وقطر وفي استفحال الأزمة في اليمن من خلال الوقوف وراء التحالف بين عبد الله صالح وجماعة الحوثي.

وإذ انتحل خديم العسكر الجزائري لنفسه كل الأعذار لمهاجمة الإمارات المتحدة، رغم أن العلاقات بين البلدين تبدو طبيعية، قال “أتمنى من الدولة الجزائرية، بل أجزم أن عينها مفتوحة بعد الزيارات المشؤومة لتونس مؤخرا من أجل شراء التطبيع، وقد يكون قريبا وقريبا جدا، وأعني ما أقول”.

وفسر رئيس الحزب المحسوب على التيار الإسلامي في الجزائر زيارة الشيخ “شخبوط بن نهيان آل نهيان”، وهو مسؤول رفيع ووزير الدولة في الإمارات، إلى تونس حيث التقى رئيسها قيس سعيد، وأعلن عن وقوف الإمارات مع تونس وبحث فرص تعاون مشتركة بينهما، بأنها سعي من الإمارات لمحاصرة الجزائر وزرع الألغام في محيطها.

ذات التقارير أوضحت أيضا أن أبوظبي قامت بمنع مشاركة أسماء جزائرية بارزة في العديد من الأنشطة التي نظمتها وسينظمها الإمارات، ما اضطر المستهدفين إلى ربط اتصالات مكثفة بالخارجية الجزائرية من أجل التدخل والاحتجاج لدى حكومة الإمارات، وهو ما دفع سفير الكابرانات لدى أبوظبي إلى طلب توضيحات بهذا الخصوص من أجل وضع حد لهذا العقاب الذي جعل شخصيات جزائرية غير مرحب بها في دولة الإمارات الشقيقة.

ومن شأن هذه الأزمة الدبلوماسية بين الإمارات والجزائر، أن تتطور إلى مستويات أكبر، قد تصل وفق ذات التقارير حد قطع العلاقات بين البلدين، وتجميد كل الاتفاقات السابقة.

وقال تقرير لموقع “مغرب إنتلجنس” الناطق بالفرنسية، إن الحملات السياسية والإعلامية “العنيفة” التي شنتها جهات إعلامية رسمية، وخاصة جزائرية ضد الإمارات وسلطاتها، دفعت أبو ظبي إلى اتخاذ إجراء “جذري” تمثل في إعداد لائحة بأسماء الشخصيات الممنوعة من الإقامة على الأراضي الإماراتية، موردة أن هذا الأمر أكدته عدة مصادر دبلوماسية.

ولم يذكر التقرير أسماء أشخاص بأعينهم، إلا أنه أورد أن الأمر يتعلق بأسماء تنتمي إلى مجال الإعلام والأحزاب السياسية، إلى جانب فاعلين اقتصاديين، وأضاف أن القائمة شملت أيضا قادة عسكريين وشخصيات مدنية كانت مستقرة سابقا في دبي وأبو ظبي وغيرها من المدن الإماراتية، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ”لائحة سوداء” للممنوعين من الحصول على التأشيرة.

وأدخلت السلطات الإماراتية هذا القرار في خانة الإجراءات “العقابية”، التي تستهدف أساسا أشخاصا جزائريين “يؤججون لوبيات الضغط المعادية لها”، ووفق التقرير فإن الأمر يجمل موظفي الخدمة المدنية وكبار المسؤوبين السابقين في الحكومة الجزائرية، وقد منعت هذه العقوبات شخصيات جزائرية من المشاركة في الأنشطة الدولية المنظمة في أبو ظبي ودبي.

ووفق المصدر نفسه فإن هذا الأمر أثار مؤخرا “غضبا شديدا” في الجزائر العاصمة، حيث اتصلت الشخصيات الممنوعة من دخول الإمارات بوزارة الخارجية الجزائرية لمطالبتها بالتحرك والاحتجاج لدى أبو ظبي، وهو ما دفع السفير الجزائري هناك إلى “طلب توضيحات”، كما أجرى لقاءات رسمية مع السلطات الإماراتية لإيجاد حلول لهذا الأمر.

ويعتبر الجزائريون أن الأمر يتعلق بالتسبب في “عرقلة” تحركاتهم على اعتبار أنهم “شخصيات غير مرغوب فيها في الإمارات”، وهو الأمر الذي يريدون وقفه، لكن لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على إلغاء هذا القرار، في ظل أن أبو ظبي “لم تعد تتسامح مع التجاوزات والحملات العنيفة التي تهاجمها، والتي يتم السماح بها من السلطات الجزائرية، بما يطال قادتها ورموزها ومصاحها الجيوسياسية”.

وفي أكتوبر الماضي، قال موقع “الجيري بارت” الجزائري إن سلطات البلاد ألغت بث مقابل للرئيس عبد المجيد تبون مع وسائل الإعلام، بسبب مهاجمته العديد من الدول ومسؤوليها، مبرزة أن الهجوم الأكثر عنفا تلقته الإمارات، التي اتهمها تبون بالوقوف وراء استبعاد بلاده من عضوية البريكس، لدرجة اعتبار أنها “الشيطان نفسه”، بل ذهب أبعد من ذلك حين تحدث أمام “الصحافيين المندهشين” بتحريض المغرب على شن “عدوان عسكري على الجزائر من أجل إشعال فتيل حرب تخدم مصلحة إسرائيل”.

وأورد المصدر ذاته أن الإمارات استقبلت خلال الأسابيع الماضية ضباطا وتقنيين مغاربة للخضوع إلى تكوين وتدريب على صيانة وقيادة هذا النوع من الطائرات القتالية متعددة الاستخدامات، وذات القدرات القتالية جو – جو وجو – بحر، وهذا الأسطول الجوي الذي تحصلت عليه الإمارات من فرنسا قادر على حمل صواريخ جو – أرض، وصواريخ “كروز”، ومدعم برادار متعدد الوسائط، ونظام استهداف هدف متحرك، لرفع القدرات العسكرية لسلاح الجو المغربي.

 

 

 

التعليقات مغلقة.