2023 سنة الرهانات الدبلوماسية المغربية

جريدة أصوات

تمضي سنة وتحل سنة أخرى ومنذ ما يقرب لخمسة عقود على المسير ة الخضــــراء المظفرة التي هي في حد ذاتها انتصار تاريخي ودبلوماسي من أجل تحــرير التراب المغربي، وتوحيد الدولة المغربية.

 

 

والى الآن، ومع توالي السنوات الأخيرة، وقادمها أنجع وانجح، حققت وستحقق الدبلومــــاسيية المغربية نجاحات على مستويــات عدة ومن أهمها، وهذا يتضح ويجمع عليه المحللون السياسيون والدبلوماسيون؛ ان المغرب ربح رهانات دبلوماسية عديدة على مستوى الديبلوماسية المغربية التي كرست ووظفت لملف الصحراء المغربية كل قواها الإستراتيجية ومجهوداتها الدبلومــاسية.

 

 

 

فخلال السنة المنتهية، لوحظ سمو وقبول بإجماع دولي للمقترح المغربي للحكم الذاتي، وعلى المستوى العالمي والافريقي ايضا، سواء داخل مجلس الأمن الذي أعاد القرار المتخذ في أبريل الماضي بتجديد ولاية بعثة المينــــورسو لعام آخر2024 ،دون توسيع صلاحياتها، وكذلك باعتباره ان القرار : – حل واقعي ومتوافق عليه، ويستخلص منه أخيرا: أن هذا القرار الجديد تخلص بشكل نهائي من الاسطوانة المشروخة للاستفتاء الذي تم من خلاله و بشكل ضمني وصريح اعتباره -الحل الواقعي الامثـل- كمقترح حكم ذاتي للأقاليم المغربية الجنوبية، الذي لا يمكن إلا أن يكون حكما رشيدا وتشاركيا وديمقراطيا وتسوية سلمية تحت السيادة المغربية.

 

 

 

 

يستفاد أيضا من كل هذه الاحداث، أن التكريس الفعلي للموقف الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي السابق دونـــــالد ترامب، وتأكيد نائب وزير الخارجية الأمريكي على أنه لا تغيير في الموقف الأمريكي إلى حدود اللحظة، ويأتي هذا الموقف الإيجابي بالنسبة للقضية الوطنية ، دحض ونفي لكل ما كانت تدعيه الجزائر والبوليساريو.

 

يلاحظ أيضا ان القضية الوطنية اصبح لها قاعدة دعم صلبة في اتجاه الحل النهائي، وخاصة بعد إعادة انتخاب بيدرو سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية، الذي كرس من جهة اخرى التوجه الإسباني وموقف مدريد الداعم لسياسة المغرب في الصحراء ودعم الحكم الذاتي.

 

 

 

كذلك، نفس الدعم والمؤازرة الدبلوماسية والسياسية التي سارت عليه كل من ألمانيا و بلجيكا وهولندا وعدد من الدول الأوروبية…، سارت عليه حتى الافريقية اليــوم و التي بات الكثير منها لديها تمثيليــات ديبلوماسية وقنصليات في مدينتي العيون والداخلة، وتؤيد بشكل صريح وواضح مقترح الحكم الذاتي و دول إفريقية تراجع تأييدها للبوليساريو ودولة الجنرالات كأوغندا وأنغولا، وهي في طريق تبني المقترح المغربي على المستوى الإفريقي.
إضافة إلى ذلك، دول افريقية وامركا اللاتينية وبعض الدول الاسيوية ودول الباسفيــك…الخ، كانت تؤيد الجبهة الانفصالية علانية، اتضحت لها العوبة البوليزاريو وباتت الآن تتراجع عن موقفها السابق، بل تخلت عن الاطروحة الكاذبة لتدعم الطرح المغربي الذي يشهد له التاريخ.

 

فالمبادرة الملكية الأطلسية: “الطريق إلى الأطلسي”.. مبادرة مغربية
فالمبادرة جاءت أواخر السنة المنتهية كانت تحصيل حاصل لنزوع كل دول الساحل نحو تبني ودعم السيادة المغربية واصبحت بعض هذه الدول تدعم بشكل صريح وعلني السيادة المغربية الكاملة على اقاليمه الجنوبية مثل: التشاد والنيجر، لكن مالي و بوركيننا فاسو وغيرهما من الدول الافريقية التي باتت تتجه نحو المسار السياسي والدبلوماسي والانمائي القاري للمملكة المغربية للشـــراكة والتعاون، والدعم الدبلوماسي المتبادل من أجل اقتراحات جلالة الملك الاستراتيجية والتجمع الاطلسي الذي يخدم كل الدول الافريقية واهدافها الاستراتيجية والأمنية ، الاقتصادية والاجتماعية بمعادلة يتوافق و يرضها الجميع بالمعــــادلة الاستراتيجية : رابح – رابح، على خلاف توجهاتهم السابق.

 

 

 

وما حضور عدد من الد ول الافريقية لمؤتمر مراكش قبل أيام إلا دليل على هذا التوجه الانسب والصحيح للقـــارة الافريقية بقيادة المملكة المغربية.

 

 

 

إن توجه الدول الإفريقية للدعم – وعن حق – الدعم اللامشروط لمبادرة الملكية توجه سليم نحو تبني المقاربة المغربية للتعاطي مع قضايا القارة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والبيئية والتنموية بصفة عامة، وأيضا حلحلت كل القضــــايا والمشاكل الأمنية والاقتصادية والإنمـــــائية لإيجاد حلول ناجحة، سلمية للنزاعات الامنية والسياسية والعسكرية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء، غرب وشمال إفريقيا، بما فيها حتى النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

 

 

 

فالدول التي وافقت على الانضمام للتجمع الاطلسي الذي خطط له جلالة الملك؛ في القريب الأشهر الماضية ستكون لها مواقف مؤيدة للحكم الذاتي تبعا للنشاط وتبعا للتراكم والشراكة بينها وبين المغرب، خاصة بعد إطلاق هذه المبادرة، بل سيكون تجمعا اطلسيا له توجه سياسي واستراتيجي عالمي، ستحقق من خلال كل الدول الافريقية مكتسبات إيجابية، ورهانات سياسية واستراتيجية على مستوى أكثر من صعيد.

 

 

 

فالأهم على المستوى الداخلي وبناء أسس الدولة الديمقراطية، الدولة الاجتماعية ، الجولة الإنمائية بالإضافة الى النموذج التنموي الذي تبناه المغرب، حقق به الدولة المغربية مكاسب داخلية وخارجية، ديبلوماسية وسياسية على المستوى المحلي والقاري: اقتصاديا واجتماعيا واصبحت نهجا يقتدى به لذا الدول الافــــريقية من خلال الدينامية والسيرورة التنموية في المناطق الجنوبية ومحاولة دعم مســــار الجهوية المتقدمة وترسيخ العمل الاداري والترابي بالمغرب ككل، والتي تتجه نحو بناء المناطق الجنوبية وجعلها القاطرة الأولى للتنمية في المغرب وتنمية في إفريقيا وكمدخل للتنمية الاقتصادية الشاملة في غرب إفريقيــــا وللقارة إفريقيا بشكل عـــــام.

العسالي أحمد.
إعلامي مختص.
رئيس المرصد المغربي لإفريقيا والشرق

التعليقات مغلقة.