من هي المحامية عديلة هاشم التي تقود المرافعة عن ملف جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل؟

لفتت‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬الأنظار‭ ‬خلال‭ ‬أولى‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬أقامتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لاهاي‭ ‬بهولندا،‭ ‬بشأن‭ ‬ارتكاب‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬

وفي‭ ‬أوّل‭ ‬جلسة،‭ ‬طرحت‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬الاتهام‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترتكب‭ ‬‮«‬أعمال‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وقالت‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭: ‬‮«‬تؤكد‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتهكت‭ ‬المادة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفعال‭ ‬تظهر‭ ‬نمطاً‭ ‬منظماً‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬استنتاج‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬في‭ ‬مرافعتها‭: ‬‮«‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يقتلون‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والقنابل‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬والبر‭ ‬والبحر‭. ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬معرضون‭ ‬لخطر‭ ‬الموت‭ ‬المباشر‭ ‬بسبب‭ ‬المجاعة‭ ‬والمرض،‭ ‬بسبب‭ ‬تدمير‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومحدودية‭ ‬المساعدات‭ ‬المسموح‭ ‬بدخولها،‭ ‬واستحالة‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬مع‭ ‬سقوط‭ ‬القنابل‮»‬‭. ‬تقول‭ ‬المحامية‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬الحياة‭ ‬مستحيلة‮»‬‭.‬

من‭ ‬هي‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬التي‭ ‬اختارتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬للمرافعة‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬قضيتها‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية؟

هي‭ ‬محامية‭ ‬مسلمة‭ ‬وُلِدت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1965‭ ‬بمدينة‭ ‬دربن،‭ ‬بمقاطعة‭ ‬ناتال‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية‭. ‬حصلت‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ناتال‭ ‬في‭ ‬دربن‭.‬

وفي‭ ‬أواخر‭ ‬سنة‭ ‬1980‭ ‬فازت‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬بزمالة‭ ‬فرانكلن‭ ‬توماس‭ ‬لتدرس‭ ‬ماجستير‭ ‬الحقوق‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬درو‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والذي‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭. ‬ثم‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ماجستير‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬سانت‭ ‬لويس‭. ‬ثم‭ ‬فازت‭ ‬بمنحة‭ ‬لدراسة‭ ‬دكتوراه‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬نوتردام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬عام‭ ‬2006‭.‬

منذ‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬أصبحت‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬نقابة‭ ‬محامي‭ ‬جوهانسبرغ‭. ‬وتشمل‭ ‬مجالات‭ ‬ممارستها‭ ‬المفضلة‭ ‬القانون‭ ‬الدستوري‭ ‬والقانون‭ ‬الإداري‭ ‬والصحة‭ ‬والمنافسة،‭ ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية‭ ‬أمام‭ ‬أقسام‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬والمحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية‭.‬

المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬تشغل‭ ‬حالياً‭ ‬منصب‭ ‬مستشارة‭ ‬في‭ ‬Thulamela‭ ‬Chambers‭. ‬لقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدعاوى‭ ‬القضائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحقوق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وكانت‭ ‬المحامية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬تحكيم‭ ‬مأساة‭ ‬‮«‬لايف‭ ‬أسيد‭ ‬يميني‮»‬‭ ‬التي‭ ‬مات‭ ‬فيها‭ ‬140‭ ‬شخصاً‭.‬

لديها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬التقاطعات‭ ‬بين‭ ‬السياسة‭ ‬والقانون‭ ‬والصحة،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬كاتبة‭ ‬مع‭ ‬القاضي‭ ‬بيوس‭ ‬لانجا‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬سوبراموني‭ ‬ضد‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ (‬كوازولو‭ ‬ناتال‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997‭.‬

وقد‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬القانونية‭ ‬والصحية‭. ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬الصحة‭ ‬والديمقراطية‭: ‬دليل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وقانون‭ ‬وسياسة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬مع‭ ‬مارك‭ ‬هيوود‭ ‬وجوناثان‭ ‬بيرغر‭ ‬سنة‭ ‬2007‭.‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬عملت‭ ‬رئيسة‭ ‬للتقاضي‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬الإيدز،‭ ‬كانت‭ ‬المحامية‭ ‬هاشم‭ ‬مؤسساً‭ ‬مشاركاً‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬القانون‭ ‬غير‭ ‬الربحي‭ ‬‮«‬القسم‭ ‬27‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬حيث‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬التقاضي‭ ‬في‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المهمشة‭.‬

وهي‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬BALLB‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ناتال،‭ ‬وماجستير‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬سانت‭ ‬لويس،‭ ‬وJSD‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬نوتردام‭. ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬منظمة‭ ‬مراقبة‭ ‬الفساد،‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬إدارتها‭. ‬وهي‭ ‬أحد‭ ‬أمناء‭ ‬مؤسسة‭ ‬كونستيتيوشن‭ ‬هيل‭ ‬ترست‭.‬

يرجع‭ ‬ارتباط‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬مجزرة‭ ‬الحرم‭ ‬الإبراهيمي‭ ‬سنة‭ ‬1994،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬معارضي‭ ‬جدار‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬شيدته‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬عديلة‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬أبشع‭ ‬من‭ ‬أبارتايد‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬كانت‭ ‬المحامية‭ ‬عديلة‭ ‬هاشم‭ ‬مع‭ ‬أوّل‭ ‬زيارة‭ ‬لها‭ ‬لفلسطين،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬وفد‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬افتحوا‭ ‬شارع‭ ‬الشهداء‮»‬‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬تعارض‭ ‬الاستيطان،‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الخليل‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاحتجاج‭ ‬الدولي‭ ‬السنوي‭ ‬الخامس‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬افتحوا‭ ‬شارع‭ ‬الشهداء‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬تقيد‭ ‬فيه‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الحركة‭ ‬ويقتصر‭ ‬السماح‭ ‬بالمرور‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬مستوطنتي‭ ‬كريات‭ ‬أربع‭ ‬وأفراهام‭ ‬أفينو‭.‬

التعليقات مغلقة.