وقال ​حسن نصر الله​، في كلمته خلال مهرجان “طوفان الأحرار”، بمناسبة يوم القدس العالمي. إنّ “عمليّة “طوفان الأقصى” ما كانت إلّا من أجل القدس والمسجد الأقصى”. والشّهداء ما زالوا يتقدّمون ويرتقون في ساحات الجهاد المختلفة.

وأوضح أنه يجب الوقوف أمام استشهاد قادة كبار لهم قيمة تاريخية في مسيرة الحزب، من قبل الكيان الصهيوني. مؤكّدًا أنّ “الاعتداء على القنصليّة الإيرانيّة حادث مفصلي له ما قبله وما بعده”.

واكد نصر الله على دور القيادة الإيرانية وموقفها من ​القضية الفلسطينية​ ومن كيان العدو. مبرزا أن إيران قدّمت في سبيل ذلك الموقف والتّضحيات الجسام، اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا. مضيفا أن هاته المواقف عرضتها للحروب والعداء.

وذكر بمواقف إيران الرافضة لأيّ لقاء أو تفاوض مباشر مع الأميركيّين، حتّى في الملف النّووي. معتبرا الأمر فلسفته ورؤيته. على الرغم من طلب الأمريكيين الأمر.

واعتبر نصر الله أن مواقف إيران كانت ولا تزال سندًا حقيقيًّا لكلّ من يقاتل الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان والمنطقة. مبرزا أنه بدعمها للمقاومة غيرت العديد من المعادلات وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة. وساهمت في انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة.

وطمأن نصر الله المقاومين على تباث الموقف الإيراني المناصر للمقاومة كخيار استراتيجي لا يتغير. معتبرا أن العلاقة مع إيران والتّحالف معها عنوان الشّرف والفخر والكرامة الإنسانيّة في هذا الزمان. مبرزا على أن من يجب أن يخجل هو من يطبّع مع “إسرائيل” ويقيم العلاقات معها ويدافع عنها ويسوّغ ويبرّر لها جرائمها. ومن يقيم علاقات صداقة مع أميركا، المسؤولة الأولى عن كلّ الجرائم وعن حرب الإبادة وكلّ الحروب بالمنطقة. وعن كلّ المجازر والجرائم البشعة. معتبرًا أنّ “وجه الرّئيس الأميركي جو بايدن ويداه وكلّ إدارته غارقون في دماء الأطفال والنّساء في غزة ولبنان والمنطقة”.

واعتبر نصر الله أن “طوفان الأقصى” مفصل في تاريخ المنطقة. وما قبل الطّوفان ليس كما بعده على كلّ الأصعدة بالنّسبة للعدو وللصّديق وللمنطقة والعالم. مبرزا أن العالم أمام حدث جعل بقاء “إسرائيل” في دائرة الخطر. وكشف هشاشة الكيان وضعفه وفشله الأمني والسّياسي والمعنوي.

وأكد أن العدوان على غزة هو عدوان مَن فَقد عقله، وهو أحد أسباب الفشل في الحرب. مضيفا أن طريقة مواصلة “الإسرائيليّين” القتال تدلّ على أنّهم فقدوا عقولهم. 

واعتبر الإجرام الصهيوني وما يصاحبه من قتل وتجويع، هو من أجل الضّغط والتّرهيب. مبرزا أن لا أفق أمام نتانياهو لا في الميدان ولا في المفاوضات. مؤكدا أن الفشل هو خلاصة هذا الحمق الصهيوني مع الفشل عن تحقيق أي من أهدافه.

وتساءل نصر الله عن صورة غزة واليوم التّالي بعد انتهاء الحرب؟”، مبرزا أن الصهاينة لا أفق لهم وهم ضائعون، داخليا إضافة إلى خسارتهم الوضع الدّولي.

وأضاف أنّ الصهاينة سيجدون أنفسهم بعد انتهاء الحرب أمام الاستحقاقات الكبرى، ضمنها استقالات ومحاكمات، وهو الموقف الذي يهرب منه نتانياهو. مؤكدا “أنّ إسرائيل ستُهزَم وغزّة ستنتصر”.

وجزم الأمين العام لـ”حزب الله”، أن “محور المقاومة في هذه المعركة ذاهب إلى انتصار كبير وتاريخي”. مبرزا أن من يقول العكس عليه مراجعة حساباته.

وشدد على أن استهداف القنصليّة الإيرانيّة هو مفصلي في الأحداث الّتي حصلت منذ 7 تشرين الأوّل الماضي إلى اليوم. مؤكدا على حتمية الرد على الاعتداء، مضيفا أن “توقيت الرّدّ ومكانه وحجمه هو في يد الخامنئي والقادة الإيرانيّين”.

وأكد على أن حماقة نتانياهو باستهداف القنصلية ستفتح بابًا للفرج ولحسم المعركة. كاشفًا أنّ “جهوزيّة المقاومة قائمة وكاملة، ومعنويّات المجاهدين عالية وكذلك اندفاعهم في الجبهة”.

ووجه نصر الله كلامة ل“العدو الّذي يعرف، وللصّديق ليزداد إيمانًا، وللتّافهين”. قائلًا: “إنّ هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا ولا تخاف منها. إنّما أدارت معركتها خلال الأشهر الستّة الماضية وحتّى الآن ضمن رؤية واستراتيجيّة. بما يحقّق النّصر ويحفظ لبنان. لكنّها على أتمّ الاستعداد والجهوزيّة معنويًّا ونفسيًّا وعسكريًّا وبشريًّا لأيّ حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان”. مضيفا: “لا يقلق أحد أو يكون لديه تردّد، فالسّلاح الأساسي “بعد ما طلّعناه” والقوّات الأساسيّة لم نستخدمها بعد”.