فجيج: بعد حراك الماء “آيت الطالب” يشعل فتيل الاحتقان بتفويت الصحة للجمعيات

احمد اسهول

 

 

 

ارتباطا بحالة الاحتقان الاجتماعي غير المسبوق الذي تعيش تحت وقعه واحة “فجيج” الحدودية لأزيد من سبعة أشهر. يبدو أن طين الاحتقان لا يزداد إلا اتساعا. حيث قررت وزارة الصحة تفويت المستشفى المقام بالمدينة لإحدى الجمعيات. 

 

 

 

وفي هذا الشأن يبدو أن احتجاجات الساكنة على المقرر الذي اتخده المكتب المسير لجماعة فجيج. والقاضي بتفويت قطاع الماء لمجموعة الشرق للتوزيع. لم يعد المشكل الوحيد الذي سيشعل لهيب الاحتجاجات. بعد أن طفى على السطح مشكل آخر مرتبط بصحة المواطنين.

وهكذا وفي الوقت الذي كانت فيه الساكنة تنتظر افتتاح مستشفى القرب المقام والمجهز مؤخرا. أطل وزير الصحة، من قبة البرلمان ليبشر الساكنة الفجيجية. باستحالة إطلاق المشروع الذي انتظرته الساكنة مدة طويلة. عاقدة عليه أمل تقديم خدمات صحية لمرضى الواحة.

أمل علقه وزير الصحة في إطار رده على سؤال شفوي. طرحه النائب البرلماني عن إقليم فجيج، عبد الحميد الشاية. حيث قال: إن أطباء قطاع الصحة بالمغرب يرفضون العمل بمدينة فجيج.

وفي محاولة من السيد الوزير ترقيع ما يمكن ترقيعه. على اعتبار أن الجواب المقدم غير مقنع. فقد تفتقت قريحته على تخريجة سحرية. حيث قال: إن الوزارة الوصية قررت تفويت مستشفى “فجيج” لإحدى الجمعيات الطبية التي يترأسها احد أبناء المنطقة. وهو بروفيسور متخصص.

وأضاف “آيت الطالب” أن هاته الجمعية هي التي ستتكفل بتوفير الأطباء. الذين سيتوافدون بشكل دوري على واحة فجيج خلال السنة.

جواب السيد الوزير بحمولاته السحرية نزل كالصاعقة على ساكنة الواحة. محطما كل آمالهم وانتظاراتهم في الحصول على الرعاية الصحية. وكسر حلم الوصول لهاته الرعاية الذي تجاوز خمس سنوات.

فبعدما كانت الساكنة تطالب بتحويل المستشفى المنتظر. لمستشفى عسكري لضمان انضباط الأطباء وأطر التمريض. إلا أن وزير الصحة قطع انتظارات الساكنة بيقين قتل المشروع. تاركا صحة عشرة آلاف نسمة عرضة للمجهول بلا حرج أو تردد. وإلا فما معنى أن يوضع مستشفى “فجيج” من دون غيره من المستشفيات المحدثة بالجهة الشرقية رهن إشارة إحدى الجمعيات.

بل وكما يقال ف”العذر أقبح من الزلة”. وذلك حينما قدم الوزير ذريعة أن الأطباء يرفضون الاشتغال أو الالتحاق للعمل ب”فجيج”. ناقلا حقيقة تعري واقع التدبير الحكومي. كاشفا بهذا التصريح تنصل الحكومة من التزاماتها ومسؤولياتها. مفضلا لغة “الهروب” و”تغطية الشمس بالغربال”. تاركا آلام المرضى من ساكنة الإقليم للمجهول. وآمال مغاربة من رعايا صاحب الجلالة، أعزه الله، معلقة بتذبير سمته الأساسية العشوائية والارتجالية.

كل هذا يحدث في ظل الحديث عن الدولة الاجتماعية، وعن ضمان الدولة للرعاية الصحية وتعميمها وتجويدها. ليبقى الحديث عنها مجرد شعارات فضحت وتعرت بمدينة “فجيج”.

تفاعلا مع تصريحات الوزير الوصي. وفي استطلاع من جريدة “أصوات” لآراء المواطنين من ساكنة الواحة الشرقية. فقد عبرت الساكنة عن شكرها للجمعية ورئيسها على تطوعه لإسداء هذه الخدمة لأبناء بلدته.

إلا ان الساكنة رفضت تحمله هذه المسؤولية نيابة عن الوزارة الوصية. داعينه لترك الدولة تتحمل مسؤوليتها الإدارية والطبية في تدبير هذا المستشفى الجديد. وأن تكتفي الجمعية بتنظيم حملات طبية دورية لسد الخصاص في هذا المجال.

وأوضحت الساكنة أن ما يزكي هذا التخوف من تسليم المستشفى للجمعية فشل تجربة ما يسمى بالقطب الصحي. والذي لم يتمكن من تعويض تدخل الدولة بأي شكل من الأشكال. على الرغم من الأموال التي يتم ضخها سنويا من طرف المجلس المحلي وجهات أخرى ذات صلة.

وعبرت الساكنة عن امتعاضها وشجبها لكل هاته الممارسات الهادفة لتضييع المزيد من الوقت. من خلال إنتاج هاته السيناريوهات الترقيعية التي لا تضمن تنمية ولا صحة ولا هم يحزنون.

التعليقات مغلقة.