أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة

الكاتب عبد المجيد رشيدي‎

 

 

 

يُعتبر الفنان التشكيلي المغربي، محمد عشاتي. أحد الوجوه الفنية التشكيلية الذي أسس مسارا فنيا فريدا في المجال  التشكيلي بالمغرب. فقد عاد برسوماته وأعماله المميزة خلال مشاركته في معرض جماعي نظم تحت عنوان: “التنوع المختزل في الريشة الابداعية”. المنظم بالدار البيضاء خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و30 أبريل 2024. ليستعيد زمنا جميلا لنستلهم منه رؤانا للحاضر والمستقبل.

 

 

 

محمد عشاتي، فنان مولع بكل ما هو جميل. فخلف كل لوحة تكمن حكاية ما تعكس الثقافة التي تميزه عن أقرانه من الفنانين. فهو ذلك الاطار المالي في الموانئ. والمحاسب في المكتب الشريف للفوسفاط. والمدرب المعتمد في التنمية الذاتية بالبرمجة اللغوية. يتفرغ كليا ليمسك بالفرشاة مقدماً أعمالاً فنية فريدة ومميزة. والتي علق عليها النقاد من المغرب ومن أوروبا بإسهاب وترحيب.

 

 

 

قراءة نقدية لفن عشاتي

  

 

 

الناقد الأديب والشاعر المغربي عبد الرحمان بن حمزة. وفي إحدى مقالاته يقول أنه: “إذا كان التعبير المادي للوحة متناغما مع فرجة العين. فإن الفنان محمد عشاتي يزيد على ذلك ليجرنا إلى عالم ذكريات الطفولة. إن لم يتم التعرف عليه إلا في السنوات الأخيرة. فإن أقاربه عرفوه منذ بدايات الثمانينات والريشة في يده. إنه يعبر عن شخصية متوازنة. عرف جيدا كيف يتعامل مع مستجدات الفن الحديت بدون عناء أو مشقة الذاكرة. بعيدا عن ضوضاء المدينة. يفكر في مرسمه لوحات ملونة وكبيرة. يكسوها سحر الأرابيسك. انسجام الألوان إلى حد التجديد. ليترجم لنا حالته الروحانية الأثرية إلى حدود الروح مع رسومات صارمة بلا حدود متجددة.

وقال أيضا: ينجذب إلى الرسم والألوان منذ الصغر. يحتفظ في أعماقه. مثل الكنز بنضارة روح ذكريات طفولته.

أما الناقد وفارس الفن والآداب الفرنسي دانيل كوتيريي فقال: “ينجح الرسام محمد عشاتي في إعطاء الحياة لأعمال غير نمطية ذات مزاج خاص. فهو ينسخ على القماش حرية إبداعية كبيرة. وفيض من نفسه. حتى “حساسيته الشديدة، ونظرته الداخلية حادة. وعمله فريد من نوعه في عصرنا”.

 

 

 

رأي نقاد الأكاديمية العالمية الإيطالية للفنون عن فن محمد عشاتي

 

 

 

قال الدكتور “ميشال ميلو”، ناقد ومدير فني بالأكاديمية العالمية الإيطالية: “عملية الفنان عشاتي. الساخرة والتعبيرية. هي استكشاف العقل الباطن من وجهات نظر عديدة لتوصيل حالات الروح المتعددة في إكليل وجودي. وتظهر قوة عاطفية وعقلانية لا تصدق”. 

من المفارقات أن الفنان يرمي نفسه في استكشاف العقل الباطن بزاوية 360 درجة. لتحليل الحالات الذهنية المتعددة داخل الدوامة الوجودية. والنتيجة هي قوة عاطفية وعقلية مبهرة تضرب بقوة إشاراتها وألوانها.

يتم تحقيق الرمزيات من خلال تكوين أسلوب جديد. أو مختارات من اللوحة الروحية والتعبيرية. التي تتجاوز المشاعر التقليدية”. 

 

 

 

رأي الدكتور “روبرتو شيافاري” الناقد ومدير الأكاديمية العالمية في “عشاتي” 

 

 

 

“عندما ننظر إلى قراءة عمل فني. فإن أحد الأسئلة التي تتبادر إلى ذهننا. هي معرفة العلاقة القائمة بين الإنسان ولوحته. وهنا أمام عمل الفنان محمد عشاتي، يصبح الرد غريزيا ويصبح ملاحظة عفوية. إن عبارة “الكرم والتعقيد” واضحة في الواقع. تبدو لوحة محمد عشاتي كريمة مثل الشخصية نفسها. وتظل معقدة بقدر ما يمكن أن تكون نفسية الرسام الذي يرغب في جعل مشاعره تتكلم. نظرًا لتعدد العلامات التي تشكل القواعد النحوية الدقيقة والمتماسكة للوحاته. مجموعات من الأشكال التي تتنوع بين الرموز الصريحة والتعبيرات الضمنية. بين الأشكال المجازية. واللعب الحلمي والحدسي أو العشوائي للخطوط والألوان. مما يدفعنا إلى القول أنه بالنسبة للبعض. تكشف لوحاته خيالا ساذجا. وبالنسبة للآخرين، سريالية فكرية. لكنه يحدث في كلتا الحالتين لدى المتفرج الذي يراقب لوحاته. انخراطا عاطفيا قويا يعيده إلى أعماق تجربته العاطفية. ويفرضه في الوقت نفسه. عليه تأثير نفسي قوي يضعه أمام حالة من التساؤل العقلاني والتفكير المجرد. مما يقوده نحو موقف مزدوج يستجيب لتحقيق متزامن للتواصل الروحي بين الفنان والمشاهد. وتسلط هذه المقتطفات الضوء على عمق وثراء أعمال محمد عشاتي. فضلا عن تأثيرها العاطفي والفكري في المشاهدين”.

هذه بعض مقتطفات من كبار النقاد للفنان محمد عشاتي. والذي زينت لوحاته معارض وطنية ودولية من خلال فنه الجميل. حيث انبثقت تجربته في الفن الأصيل والمعبر. والذي جسد من خلاله كثيراً من الرموز الفنية والتاريخية.

ويعتبر التشكيلي محمد عشاتي، من أهم الفنانين المغاربة الذين أحبوا وتأملوا في الحياة. وحاولوا اكتشاف أسرارها وألوانها، من خلال حسه العفوي الصادق. وعشقه الدائم لعلائق الظل والنور. وتفاصيل تدرج الأشكال والحجوم والرموز. وقد يتعلق بصرك بالألوان وابتسامة رموزه الساحرة بين ثنايا لوحاته التي تسري وتشع على محيط جميع العيون العاشقة للجمال. وكأنها المبارزة الواقعية لتفاصيل المهارات والابداع الروحي. وهي تجزي المساحات ‬إلى مجموعة قصص شبه واقعية تشكل بمجموعها الإحساس الجميل. كما تجسد لوحات المايسترو عشاتي. كما يلقبونه في الأكاديمية الإيطالية. بكتلها المتزنة وألوانها البراقة وشحناتها التعبيرية الموحية طاقة مختزنة للحياة. تنطوي على انفعالات ومشاعر وعواطف إنسانية. تذهب أبعد مما هو مرئي. بل تحلق في بعض اللوحات إلى مناخات روحية ذات نكهة حميمة.‬‬‬‬‬‬‬

 

 

 

وجهة نظر الفنان والناقد المغربي “شفيق الزوكاري” في “عشاتي”

 

 

 

“يعالج الفنان عشاتي موضوع الهوية انطلاقا من شمولية على مستوى المكان والفضاء. بتلقائية حسية ومجردة، بعيدا عن أية مرجعية معرفية عالمة بتاريخ التشكيل العالمي”. فهو يكتسب طاقة إنسانية منسجمة ومتواترة هدفها العطاء الإنساني للاشتغال على التجدد وتقريب الفن حسيا وروحيا. لذلك نجد الفنان عشاتي، نشطا وحيويا متنقلا بمشاريعه. وملتقيا بكل الفئات الفنية للنبش داخلها عن موهبة اللون وتمكينها من التعبير جماليا.

الفنان المايسترو عشاتي، يجعل للخيال صوتا وللحلم صورة وللعطر لونا وطاقة تفاؤل تمتد خارج إطار اللوحة. أعماله تحمل أحاسيس ومشاعر غنية بالرموز وبالألوان التي تكونت من خلال طريقة إبداعية. وتناغم الألوان. وانسجامها في أسلوب فريد وفضاء مفتوح يحمل بصمته في أعماله الرائعة. وأخرى حملت الرموز التراثية وألوانها البهية في خيال مفتوح للمتذوق. وتتميز لوحاته في إنتاج علاقات لونية متنوعة دون أن يؤثر اللون على الآخر بتقنية وإحساس إبداعي متجدد. لوحاته مثل ما يقول: “أعمالي الفنية هي موسيقى مرئية متناغمة مع وحي اللحظة”. والقصيدة الكونية كلماتها لا تنتهي ومكان مشرق لا محدود.

يرسم محمد عشاتي، مساره الفني وينوّع تجربته الانسانية. فتذوق الفن عنده ليس شأنا خاصا. ولا يمكن أن يتوقف على حاسة ولا على معرض ولا على حدث معين. كل هذا مع الإنجاز المستمر والعمل الجاد. وتجدد الأفكار واتساع المخيلة للحلم. اللون والذاكرة العميقة. وأمل العطاء عنده لا يتوقف عند جزء فقط. فالكيان الإنساني والكون بالنسبة له زاخر ومليء بالحياة المفعمة بالحب والجمال. بابتسامات تغري بالبحث في العمق المادي والمعنوي للذات الإنسانية. وللحضور المفعم بمنافذ صادقة التعبير. فهو دائم البحت عن التميز والتفرد في أعماله الفنية ليس على الصعيد الوطني فحسب بل العالمي. وذلك بشهادة أكبر النقاد في فرنسا وإيطاليا. وعن خوض مغامرات متنوعة يستطيع من خلالها تحقيق هذا التميز والابداع.

هكذا يستمر الفنان المميز محمد عشاتي في العطاء. ويخوض أغوار الرسم. ويستمتع بكل لحظة يعيشها مع عمله للبحث عن نقلة أخرى في نطاق بصمته التي عُرفَ بها في كبرى المحافل الدولية. حيث شارك في “معرضين جماعيين عالميين سنتي 2016 و2021. كما أن أعماله موجودة في عدة موسوعات فنية عالمية: الموسوعة الفنية “مستقبل الرجل الجديد”. الموسوعة الكبرى “اوكيست رونوار”، “بيكاسو”، “دافنشي”، “رمرانت” و”منيرفا”.

وبالتأكيد ستكون هناك نقلات أخرى. الأيام كفيلة بها لتظهر على سطح الساحة التشكيلية الوطنية والدولية وبقناعة تامة. فالفنان عشاتي لن يقدم شيئا غير مقتنع به. كما ستبقى أعماله تستند إلى روح الفن الجميل. وشاهدة على كفاءته كمبدع في الفنون التشكيلية على الصعيد الوطني والدولي.

جدير بالذكر أن الفنان التشكيلي المغربي محمد عشاتي، توج بجائزة إيطالية من الأكاديمية العالمية. وذلك خلال تكريم الفنان الإسباني دييغو فلاسكيز. وقد تم اختياره  للمشاركة في معرض عالمي أقيم في القاعة الشهيرة “مكاكنيابليتشي” طيلة شهر في إيطاليا. كما سبق للفنان عشاتي أن حصل على ميداليتين ذهبيتين في فرنسا. وعلى جائزة “منيرفا” بإيطاليا خلال تكريم الفنان الهولندي “رمبراند” من طرف الأكاديمية العالمية الإيطالية للفنون بمدينة “ليتش”. وتم قبوله عضوا شرفيا بالأكاديمية نفسها. كما  تم اختيار لوحاته في أغلفة المجلة الإيطالية “كادريني”.

التعليقات مغلقة.