مجموعة رياح كريستالية تلهب جمهور فاس في حفل للموسيقى العالمية

جريدة أصوات

 ألهبت مجموعة رياح كريستالية ، الإثنين بحديقة جنان السبيل، جمهور الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، بحفل رائع يمزج بين نغمات الناي والموسيقى الروحية.

 

 

 

 

 

وشنفت الفرقة الفنية المكونة التي تضم الفنان الفرنسي لوب بارو (كريستال باشيه) والفنانين الهنديين (ج أ جايانت)  (ناي كارناتيك) وكيشور (مريدانغام) أسماع الجماهير التي حجت بأعداد غفيرة لمتابعة العرض، بألحان وأنغام متميزة للموسيقى الهندية.

وسافر هذا الحفل الرائع بالجمهور في رحلة استثنائية فريدة من نوعها، حيث أثبت التناغم بين التقليدين الفنيين أن الموسيقى، أيا كان منبعها، يمكن أن تتجاوز الحدود وتطلق العنان للعيش المشترك.

وقد تمازجت بشكل فريد ألحان البانسوري الناعمة مع الأنغام الساحرة لكريستال باشي، مساهمة في خلق سمفونية استثنائية تفاعل معها الجمهور بحرارة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، سلط لوب بارو الضوء على تعاونه مع ج أ جايانت، النجم وعازف الناي الهندي، مشيرا إلى أننا “نعمل سويا على كتابة موسيقى أصيلة تستمد مقوماتها من الموسيقى الكلاسيكية الهندية”.

وأوضح لوب بارو “سأعزف على آلة نادرة يطلق عليها كريستال باشيت، وهي عبارة عن أقواس زجاجية، يتم العزف عليها بأصابع مبللة”.

من جهته، أكد  “جايانت” أن هذا العرض هو تقاطع بين آلتين موسيقيتين هما الناي الهندي الذي هو عبارة عن مزمار من الصقب وآلة  “كريستال باشيت”.

ووصف مشاركته في فعاليات الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ب”التجربة الفريدة من نوعها”.

وقد شهد هذا اللقاء الموسيقى الرائع الذي تأسس في فبراير الماضي في مهرجان الروح المقدسة الشهير في جودبور، مرة أخرى اندماج مزمار البانسوري مع واحدة من أكثر الآلات الموسيقية غرابة في القرن العشرين: آلة كريستال باشيت.

ويعد لوب بارو أحد الموسيقيين القلائل الذين يعزفون على آلة كريستال باشي، وهي آلة موسيقية صممها الأخوان باشيت عام 1953. وهي مصنوعة من قضبان زجاجية تداعبها الأصابع، وتتشابك موجاتها الصوتية بشكل أثيري مع تعرجات مزمار البانسوري.

ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي ينظم إلى غاية فاتح يونيو المقبل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تحت شعار “شوقا لروح الأندلس” إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.

وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.

ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.

التعليقات مغلقة.