ماهي العقوبات‭ ‬البديلة المتصدية لإستفحال الجرائم البسيطة؟

جريدة أصوات

أنهت‭ ‬لجنة‭ ‬العدل‭ ‬والتشريع‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي،‭ ‬الجدال‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬التعديلات،‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬الفرق‭ ‬والمجموعات‭ ‬البرلمانية،‭ ‬بالإجماع‭ ‬لتنهي‭ ‬بذلك‭ “‬البلوكاج‭” ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬القانون‭ ‬لأشهر‭ ‬داخل‭ ‬اللجنة،‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬الغرامة‭ ‬المالية،‭ ‬عوض‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬صلح‭ ‬أو‭ ‬تنازل‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬الضحية‭ ‬أو‭ ‬قيام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بتعويض‭ ‬أو‭ ‬إصلاح‭ ‬الأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭.‬

وأكد‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬وهبي،‭ ‬وزير‭ ‬العدل،‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يؤسس‭ ‬لسياسة‭ ‬عقابية‭ ‬ناجعة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالعقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬قصيرة‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬بمعضلة‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬السجنية،‭ ‬خاصة‭ ‬عبر‭ ‬إضافة‭ ‬عقوبة‭ ‬الغرامة‭ ‬اليومية‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بعقوبات‭ ‬مكتسبة‭ ‬لقوة‭ ‬الشيء‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭.‬

وأشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للإجرام‭ ‬البسيط‭ ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬تأهيلية‭ ‬وإدماجية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬السجن‭ ‬وغرس‭ ‬روح‭ ‬المواطنة‭ ‬والواجب‭ ‬والالتزام،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقوبة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المنفعة‭ ‬العامة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬السجنية،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬السجناء‭ ‬محكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بعقوبات‭ ‬قصيرة‭ ‬المدة،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والخدمات‭ ‬المعدة،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالسجون‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬للسجناء،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

واقترحت‭ ‬فرق‭ ‬الأغلبية‭ ‬إدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬إذ‭ ‬طالبت‭ ‬بعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬الجنح‭ ‬وإضافة‭ ‬الجنايات،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المدة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬شرطا‭ ‬لتحويل‭ ‬العقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬إلى‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة،‭ ‬وبينما‭ ‬حددت‭ ‬الصيغة‭ ‬الحالية‭ ‬مبلغ‭ ‬الغرامة‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬و2000‭ ‬درهم،‭ ‬اقترح‭ ‬مستشارو‭ ‬مجموعة‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬في‭ ‬تعديلاتهم‭ ‬رفع‭ ‬قيمة‭ ‬هذه‭ ‬الغرامة‭ ‬لتتناسب‭ ‬حدودها‭ ‬الدنيا‭ ‬والقصوى،‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭.‬

ومنح‭ ‬هذا‭ ‬التدبير‭ ‬المحكمة‭ ‬إمكانية‭ ‬الحكم‭ ‬بالغرامة‭ ‬اليومية‭ ‬بديلا‭ ‬للعقوبة‭ ‬الحبسية‭ ‬النافذة،‭ ‬إذ‭ ‬تتمثل‭ ‬الغرامة‭ ‬اليومية‭  ‬في‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬تحدده‭ ‬المحكمة‭  ‬عن‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬المدة‭ ‬الحبسية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها،‭ ‬ويمكن‭ ‬الحكم‭ ‬بعقوبة‭ ‬الغرامة‭ ‬اليومية‭ ‬عن‭ ‬الأحداث،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬موافقة‭ ‬أوليائهم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يمثلهم‭.‬

التعليقات مغلقة.