المغرب: الفن الأندلسي الهوية والتأصيل والاستمرارية من خلال الفنان “محمد آنس اقصبي”

أصوات

 

 

 

يعد الطرب الأندلسي فنًا عريقًا يحتفي بالموسيقى والشعر. وتتنوع قصائده بين الغزل والرثاء والمدح. ويحفظها ويحافظ عليها إلى اليوم المطرب الأندلسي الكبير “محمد آنس اقصبي” ومجموعة “عازفون ومنشدون مهرة”.

 

 

 

تحتفظ الموسيقى الأندلسية، أو الطرب الأندلسي. بمكانة خاصة كبيرة في عالم الموسيقى العربية والإسلامية. فهي تعتبر تراثًا فنيا غنيًا يمزج بين الفن العربي والأندلسي. وتعكس تاريخًا طويلًا من التبادل الثقافي بين العرب والأندلسيين.

ضمن هذا الفضاء الموسيقي المشبع بالتاريخ والحياة. ترعرع “محمد آنس” ونما على أيدي موسيقيين كبار. من أمثال المرحوم “مولاي العابد زويتن”، جده “الطاهر اقصبي” وعمه “الحسين اقصبي”. المعروفين بالمديح والسماع في “فاس”، وقد اتخذ لنفسه حللا محلية وأسماء متمايزة.

وتعود أصول الطرب الأندلسي للفترة التاريخية التي استمرت حوالي ثمانية قرون في الأندلس. وهي فترة الوجود العربي في الأندلس. ويمزج هذا النوع من الموسيقى بين اللحن العريق والإيقاع الراقص والكلمات الشعرية العميقة.

وللطرب الأندلسي أيضا بنية متميزة ونظام محكم يتبعه عند الأداء. وتعرف بمجموعة من المكونات التي تشكل خصائصها الجمالية. ضمنها “النوبة، موازين الآلة، الصنائع، البغية، التوشية، حركات الميزان، الطراطين والطبوع…”

 

وتعتبر المقامات الموسيقية التي تستخدم في الطرب الأندلسي أحد أهم مكوناته. حيث تعكس جماليات العاطفة الإنسانية بمختلف أوجهها. كما يعتمد هذا النمط الفني على موسيقى الأوركسترا التقليدية والعزف على العود والقيثارة والكمنجة والطبل والناي.

وتقترن ألحان الطرب الأندلسي القادمة من تاريخ المجد الأندلسي الغابر، بأيام العيد. حيث تذاع عبر القنوات والإذاعات المغربية. قبل وبعد صلاة العيد. وفي ليلة المولد النبوي الشريف. ومباشرة بعد آذان الإفطار في شهر رمضان. وبعد إعلان رؤية هلال العيد أو هلال مطلع شهر الصيام. وهو ما جعل لها حيزا هاما في ذاكرة الصغار والكبار على حد سواء.

كما أن هذا التراث الذي حمله الأندلسيون معهم لشمال أفريقيا عند مغادرتهم لبلاد الأندلس تلون بلون الأرض التي احتضنته. فتدرج بين اللون الشرقي في “سوريا” واللون المغاربي في كل من “ليبيا”، “الجزائر”، “تونس” و”المغرب”. وقد كانت هذه الموسيقى تعرف في المغرب قبل عهد الاستعمار الفرنسي باسم “الآلة”. وذلك تمييزا لها عن فن السماع الذي يعتمد أداؤه على أصوات المنشدين. ومنهم المطرب الآندلسي وأستاذ فن الموسيقى الأندلسية “محمد آنس”.

تجدر الإشارة إلى أن الطرب الأندلسي ينتشر في العديد من الدول العربية وإسبانيا. ويتمتع بشعبية كبيرة بين المحترفين والهواة على حد سواء. وفي هذا الباب لا بد من الوقوف حول البصمة والطابع الرائع الذي رسمة “محمد أنس” خلال مسيرته الفنية مع هذا اللون الفني. وهو ما مكن من المحافظة على مكانته كتراث موسيقي قديم وبالتالي نقله بين الأجيال القادمة للحفاظ على تاريخه وجماليته.

التعليقات مغلقة.