أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مستشفى الشيخ زايد: “تحديات تواجه التوجيهات الملكية في مجال الرعاية الصحية”

بقلم م.ع

في ظل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحسين الرعاية الصحية والتغطية الاجتماعية للمواطنين المغاربة، تبرز حالة مستشفى الشيخ زايد كمثال صارخ على التحديات التي لا تزال تعترض تنفيذ هذه الرؤية الطموحة. فالواقع الذي يعيشه المرضى في هذا المرفق الصحي الهام، يتنافى بشكل واضح مع الأهداف المرسومة للنهوض بقطاع الصحة في المملكة.

لقد أولى جلالة الملك محمد السادس اهتماماً خاصاً بتطوير منظومة الصحة وتعميم التغطية الصحية. معتبراً إياها ركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. غير أن الممارسات المرصودة في مستشفى الشيخ زايد تكشف عن فجوة كبيرة بين الطموحات الملكية والواقع الميداني.

فحالة السيدة خديجة.ش، التي عانت من الإهمال وسوء الرعاية بعد إجرائها لعملية جراحية، ليست سوى مثال واحد على المشاكل العميقة التي تعتري النظام الصحي. فنقص المُعِدَّات الأساسية، وتقصير الطاقم الطبي، وطول فترات الانتظار، وسوء التنظيم الإداري. كلها عوامل تتعارض مباشرة مع مبادئ الرعاية الصحية الشاملة والجودة التي تنص عليها التوجيهات الملكية.

إن هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول آليات تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية في مجال الصحة. فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتعميم التغطية الصحية والاجتماعية،إلا أن جودة الخدمات المقدمة تبقى دون المستوى المطلوب. وهذا يستدعي مراجعة شاملة للسياسات المتبعة وآليات تنفيذها على أرض الواقع.

يتطلب تجاوز هذه الإشكاليات تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بدءاً من وزارة الصحة مروراً بإدارات المستشفيات وصولاً إلى الطواقم الطبية والإدارية. كما يستوجب تعزيز آليات المراقبة والتقييم لضمان التطبيق الفعلي للتوجيهات الملكية وتحقيق الأهداف المرجوة في مجال الرعاية الصحية.

وفي الختام، إن الوضع في مستشفى الشيخ زايد يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتسريع وتيرة الإصلاحات في القطاع الصحي. فالتوجيهات الملكية السامية تشكل خارطة طريق واضحة نحو نظام صحي متطور وشامل. لكن ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس يتطلب جهوداً مضاعفة وتنسيقاً أكبر بين مختلف الجهات المعنية.

إن تحسين جودة الخدمات الصحية وضمان كرامة المرضى يجب أن يكون على رأس الأولويات. وهذا يستدعي استثمارات إضافية في البنية التحتية والموارد البشرية، فضلاً عن تعزيز آليات الرقابة والمساءلة. كما أن إشراك المجتمع المدني والمواطنين في عملية المراقبة والتقييم قد يساهم في تحسين الأداء وضمان الشفافية.

إن التحديات التي يواجهها مستشفى الشيخ زايد ليست مستعصية على الحل، بل هي فرصة لإعادة النظر في السياسات المتبعة وتطوير استراتيجيات أكثر فعالية. فبالإرادة السياسية القوية، والتخطيط السليم، والتنفيذ الدقيق، يمكن تحويل هذه التحديات إلى نجاحات تعكس حقاً روح وجوهر التوجيهات الملكية في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية.

يتبع

التعليقات مغلقة.