محمد الأمين أزروال، انضم أخيرا إلى لائحة حملة الأقلام الذين عادوا إلى الذاكرة لاستعادة صفحات الأمس البعيد، مثل عبد الكريم غلاب، وخالد مشبال، ومصطفى العلوي، ومحمد أديب السلاوي، ومحمد الصديق معنينو، وغيرهم من أصحاب الأسماء اللامعة في بلاط صاحبة الجلالة..الصحافة.
نصف قرن
في كتابه المعنون بـ”سنوات التحرير”، الصادر حديثا، يستعرض أزروال ملامح ووقائع من تجربته التي دامت نصف قرن، انطلاقا من ميلاده في إحدى القرى المنسية في المغرب العميق، ومرورا بالتحاقه بجامعة القرويين بمدينة فاس، قبل الانتقال إلى تونس لدراسة الإعلام، ووصولا إلى الرباط للاندماج في شؤون المهنة وشجونها.
عن ممارسته للصحافة، كتب يقول إنه ظل تائهاً في دروبها، متنقلا بين منابرها، مستكنها منعرجاتها، منغمسا في سبر أغوار شعابها، “ففي أحضانها امتزجت لدي المتاعب بالمتع، والمرارة بالحلاوة”.
في “توطئة” الكتاب، يكتب الحسن اربعي، مدير أسبوعية ” أصداء” و”المجلة المغربية” الشهرية عن علاقته بأزروال، الذي ارتبط بمسيرته المهنية قرابة ثلاثة عقود، وهي الصداقة التي لم تنقطع أواصرها رغم الظروف القاسية التي مرت منها إصدارات مؤسسته “التحدي”، بسبب التوقيفات والمحاكمات والاعتقالات، من دون أن تسجل عليه محاولة التملص من هذه الصداقة،” علما أن العلاقات في الوسط الصحافي مع الأسف، تحكمها في أغلب الأحيان المصالح والمكتسبات”.
حماية الذاكرة
أما الصديق معنينو، الكاتب العام السابق بوزارة الاتصال ( وكيل الوزارة )، فعبر في تقديمه للكتاب عن ارتياحه لكون أحد الصحافيين المغاربة قرر المشاركة في حماية الذاكرة الإعلامية الجماعية، مؤكدا أنه سيكون أكثر سعادة لو قام قدامى رجال الصحافة والاتصال، واستغلوا جزءًا من وقتهم، وعكفوا على تدوين ما احتفظت به ذاكرتهم من نشاط إعلامي جعلهم يواجهون الأحداث والوقائع والرجال.
ومن المقرر أن يساهم معنينو في تأطير حفل توقيع كتاب “سنوات التحرير” الذي ستنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال بجهة طنجة-تطوان- الحسيمة، في اول فبراير المقبل بمدينة طنجة.
وسوف يلمس القرّاء أن أزروال لا يكتفي بالحديث عن مذكراته فقط، بل أنه يفرد فصلا خاصا يتحدث فيه عن عدد من السياسيين الذين كانت له معهم العديد من الذكريات، وضمنهم الياس العماري، السياسي المثير للجدل، ومحمد اليازغي، الامين العام الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، والحاج أحمد معنينو،أحد رجالات حزب الشورى والاستقلال، والمحجوبي أحرضان، زعيم حزب الحركة الشعبية، والدكتور عبد الكريم الخطيب، أول رئيس للبرلمان المغربي سنة 1963، ومحمد زيان، مؤسس الحزب الليبرالي المغربي.
إعدام جريدة
تنقل ازروال عبر العديد من المنابر الصحافية، محررا أو متعاونا، أو مسؤولا عن التحرير، إلا أن جريدة ” الأنباء” التابعة للدولة، تعتبر محطة رئيسية في مساره المهني.
ومما أثار غضبه أن هذه الصحيفة تعرضت لما وصفه بـ”الإعدام”، وهي عملية يقول إن الفقيد محمد العربي المساري، وزير الاتصال في عهد حكومة التناوب، هو أول من بدأها، لأسباب حزبية ومالية، قبل أن يعمد خلفه الوزير محمد الأشعري إلى إسكات صوتها إلى الأبد.
التعليقات مغلقة.