كشفت دراسة أجرتها شركة “كاسبرسكي”، الرائدة عالميا في مجال الأمن السيبراني، قدمت نتائجها أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن حوالي 40 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب تعتبر أنها معرضة لمخاطر الإنترنت.
وأوضح باسكال نودين، مسؤول شركة “كاسبرسكي” في المغرب وتونس، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر خصص لعرض نتائج الدراسة المذكورة بعنوان “التهديدات السيبرانية، الممارسات الرقمية والاستثمارات ومدى نضج المقاولات المغربية”، أن الدراسة تكشف عن تنامي الوعي بالتهديد المتزايد للهجمات السيبرانية، وأيضا عن أن معظم المقاولات التي شملها الاستطلاع لم تخضع لأي تكوين بشكل كاف لمواجهة المخاطر السيبرانية وعواقبها.
وتم إجراء هذه الدراسة، التي تأتي في سياق يتميز بنمو رقمنة المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب، من طرف كاسبرسكي بتعاون مع مكتب الأبحاث “أرلينغتون ريسيرش”، في الفترة من 7 إلى 24 يوليوز 2023، فشملت 300 مقاولة مغربية تضم ما بين 10 و250 مستخدما، مستهدفة المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية العاملة في مختلف القطاعات، من أجل فهم أفضل لتصورها للأمن السيبراني ومستوى معرفتها وكذا التدابير التي اتخذتها لمواجهة التهديدات السيبرانية.
وأشار نودين إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة التي شملها الاستطلاع تدرك المخاطر المحتملة لحوادث الأمن السيبراني، إذ تخشى 42 في المئة منها فقدان الزبناء، و40 في المئة يخشون الخسائر المالية، و44 في المئة يخشون فقدان البيانات الحساسة، معتبرة أن المغرب يبدو كبلد يشهد تنامي وعي المقاولات الصغرى والمتوسطة بأهمية الأمن السيبراني.
وأكد المسؤول أن المقاولات المغربية واعية بضرورة حماية نفسها، إلا أن المشكل يكمن في استغلال المعلومات والبيانات التي توفرها الحلول التكنولوجية، مشددا على أهمية الاستثمار في حلول قوية للأمن السيبراني لحماية المقاولات الصغرى والمتوسطة من مخاطر التهديدات السيبرانية.
وأضاف أنه رغم كون 65 في المئة من المقاولات المستطلعة تعتقد أنها تتمتع بحماية جيدة، إلا أن إحساسها بالأمان يعتمد غالبا على استخدام حل مكافحة الفيروسات الإلكترونية، وهو ما لا يكفي لضمان الحماية الكافية. موضحا أن “هناك تباين كبير بين تصور أمن المقاولات الصغرى والمتوسطة وواقع استعدادها في ما يتعلق بالأمن السيبراني”، إذ يتعين على المقاولات ذاتها توقع المخاطر السيبرانية واعتماد تدابير مناسبة في مواجهة صعود الجرائم الإلكترونية من أجل حماية أنظمتها المعلوماتية.
هذا، وحدد نودين نقاط الضعف الرئيسية التي يتعين على المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية إيلاء اهتمام خاص بها خلال عام 2023 ، موضحا أن هذه المخاطر تشمل التسرب المحتمل للبيانات والذي يتسبب فيه المستخدمون، والهجمات من نوع “دوس” (الحرمان الموزع من الخدمة)، والروابط الضعيفة في سلسلة التوريد، والبرامج الضارة، وكذلك تقنيات الهندسة الاجتماعية، وكلها تمثل تحديات كبيرة في ما يتعلق بالأمن السيبراني.
وبعد استعراض الخلاصات الرئيسية للدراسة المعنية؛ ركز المتحدث ذاته على توصيات كاسبرسكي الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني للمقاولات في المغرب، لا سيما إرساء منظومة تكوين خاصة لفائدة المستخدمين على التطبيقات الجيدة في مجال الأمن السيبراني والاستثمار في حلول ناجعة ومحينة للأمن السيبراني تتكيف مع الاحتياجات المحددة لكل مقاولة.
التعليقات مغلقة.