أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

8مارس-8 أبواب ناقص واحد

أمينة ابوالغنائم

مافتئت المرأة المغربية تناجي إيفاء الكيل حتى حبطت اعمالها في الرهان الاخير من اجل الديموقراطية؛ لماذا ؟.

ومامعنى هذا التراجع الملحوظ؟ او هل هذا ابعاد مقصود؟ و ان كان كذلك، فلصالح من ؟ وعلى حساب من؟ او انه نتيجة لتباري دامغ صدقت فيه قولة المرأة ناقصة عقل…والا؟ فلماذا تلك النجمة في الليالي الحالكة؟

في الماضي كانت النساء العوانس و العاقرات، يطفن 7 مرات حول أبواب ومداخل الأركان المقدسة، من أضرحة ومباخر، وكن يراهن بأعمارهن أمام أمواج البحر العاتية حتى تضربهن 7 موجات قصد اماطة عوارض اليسر لفتح باب السعد.

وكم من فتاة حسناء بمدينة اكادير،على سبيل المثال التهمها “غول” البحرالجاتم على حراسة ضريح الولي الصالح سيدي بيبي… ، وخلفت ورائها قصة تحكى عدم طهرها، فهذا الغول، لا يأخذ إلا النساء الخطاآت اللائي سقطن من مراتب الطهارة إلى أسفل الرذيلة، ويكون على أهلهن أن يقدموا قربانا” ذبيحة سوداء” للسيد الغول الذي خلصهم من عار يندى له الجبين..

في حين إذا زفت أخرى في موسم الأعراس من نفس السنة بعد لطامها بأمواج “سيدي بيبي “، كان شرطا على زوجها إهداء ابنه البكر خادما” لزاوية سيدي بيبي” .والا، فيد المنية ستا خد وليده. ..،

هكذا كان عليه المناخ الفكري لوضع المرأة المغربية كما في مختلف المجتمعات بأنحاء المعمور وعبر الازمنة حتى وقت قريب؛ عندما طفا على السطح خبر الثورة اللنينة(البلفشية)، وما ترتب عنها من أفكار حقوقية وسياسية، من ضمنها فسح المجال لعالمية المطالبة بالمساواة أمام الرجل، وكان ذلك اليوم المشهود ل8 مارس من عهد الثورة (1917) على ساحة لننكراد بالاتحاد السفياتي آنذاك حينما ثارت النساء يطالبن بوضع حد للجوع وقلة الحاجة وإتاحة الفرصة لحق الحصول على العمل.

وبالمغرب، على اثر اجتماعات كنت قد حضرتها أوائل سنوات الثمانينيات +
من القرن الماضي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، هذه المنظمة التي لها محاسنها على القطاع النسوي ببلادنا من بينها إصدار أول جريدة نسوية بالمغرب و هي جريدة” 8 مارس” وكنت قد تشرفت بالاشتراك فيها .

هذه الجريدة التي انطفئت شمعتها بعد صرخة او صرختين، وكاد توقيفها يعصف بحياتي حينما وقفت أمام المحقق بالدائرة الأولى بساحة جامع الفنا بمراكش للإجابة عن السؤال: هل انا مع أو ضد توقيف جريدة 8 مارس؟

كان إصدار هذه الجريدة نطفة في مولود سيدعى فيما بعد “النضال النسوي” من اجل المساواة والديمقراطية..

وداخت النساء المغربيات ثمان دوخات للحصول ولو نسبيا على حقوق موجودة في النص مسلوبة في الجوهر، بداية بالمساواة في الحقوق المترتبة عن مدونة الأحوال الشخصية إلى تلك المتعلقة بممارسة الأعمال السياسية والتمركز في مناصب القرار، ثم الدود لإثبات الذات في المجالات الفكرية و الثقافية والإعلامية…وناضلن من اجل اقرار حقوق اخرى وقوانين محدثة…

وقد أبانت المرأة المغربية فعلا عن قدراتها في التفكير والتسيير والتدبير، بعد أن وصلت إلى مراكز القرار داخل المجتمع المغربي.

فهاهي ذي اليوم تقوم مقام زميلها الرجل في ممارسة مسؤولياتها على أحسن وجه،مشكورة، على اجتهاداتها وإبداعاتها وتضحياتها وتفانيها في خدمة هذا المجتمع الذي كاد بالأمس القريب يزج بها في غياهب التجاهل والتغييب.

ويمكن القول، أن المرأة المغربية محسودة على مركزها ضمن وضعية المرأة العربية خاصة، إن لم نقل العالمية، إذا ما نظرنا إلى التنقيح الذي تم به رد الاعتبار لها من خلال مسارها النضالي على شتى الواجهات الاجتماعية والسياسية والقانونية والشرعية والفكرية..

فهل تعلم ان المرأة المغربية لها يعود الفضل في ابتداع وثيقة الحصول على الاستقلال، وأنها من ضمن الموقعين الاوائل؟

وهل تعلم ان شابة مغربية قامت باختراع آلة بسيطة لتحلية مياه البحر؟ لكن مع الاسف، المسماة خديجة فازت بها شركة اسبانية وهي الان تعمل مع هذه الشركة بارض الجارة اسبانيا .

وهل تعلم ان بطلة الجري في العالم هي مغربية، وان نموذجها لن يتحقق الا بعد3 قرون مقبلة حسب علماء الرياضة؟

وهل تعلم ان اول عربي يصل الى القطب الشمالي هي امرأة مغربية؟
واللائحة طويلة… وطويلة … وطويلة.

وهل تعلم ان باكورة نضال المرأة المغربية، الذي أصبحت تعيشه اليوم على ارض الواقع داخل المجتمع المغربي حضريا كان أم قرويا، يأخذ كنموذج علمي لدى باحثي علم الاجتماع والاتنولوجيا بهيئة الامم المتحدة؟ .

فبالرغم مما تلاقيه المرأة المغربية من مضايقات وانتقادات مغرضة وتحفظات مقصودة في إعطائها الحرية الكافية لخدمة مجتمع نموذجي، فان هذه الاخيرة لا تتوانى في البحث عن وسائل الضغط الكفيلة والمشروعة بهدف إيصال الحاضر بالمستقبل ودفن ماض اعور.

التعليقات مغلقة.