إعداد مبارك أجروض
أول إصابة بالفيروس عام 1937، وكانت الإصابات في الطيور مما أدى إلى نفوق المئات منها، ثمّ بدأت الأعراض تظهر على أنواع أخرى من الحيوانات مثل المواشي والأبقار، أما فيما يتعلق بأول حالة من حالات الإصابة البشرية، فسجلت أول إصابة عام 2012 على يد طبيب مصري مقيم في السعودية، ووصل عدد الحالات التي تم تسجيلها حتى نهاية عام 2015 إلى 1250 حالة تماثل منها للشفاء 685 حالة، وتوفي 535 حالة، وبقيت 30 حالة تحت العلاج.
ظهر نوع آخر من كورونا عُرف بفيروس ووهان أو فيروس كورونا الجديد 2019 وكان ذلك في الصين نهاية عام 2019، وانتشر بعد ذلك في أكثر من 180 دولة حول العالم، وأصاب أكثر من 800 ألف شخص، وقتل نحو 40 ألفا، ومن المعروف في مجال الطب أن ما لا تعرفه قد يقتلك، فلاتزال هناك العديد من الأسئلة حول فيروس كورونا لم يتم التوصل إلى حلول لها وفي أغلب الأحيان ليست دقيقة 100%. ويبقى التعرف على الإجابات الممكنة لهذه الأسئلة فقد تساعد على مقاومة أو القضاء على هذا الفيروس الفتاك.
* منبع فيروس كورونا المستجد
ظهر فيروس كورونا في شكله الحالي أول مرة بمدينة ووهان الصينية في دجنبر 2019، وكان الباحثون شبه متأكدين من أن هذا الفيروس قد تطور من الخفافيش، وما لم يتم التوصل إليه حتى الآن هو كيفية انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر. غير أن باحثين آخرين في الصين توصلوا إلى أن من نقل الفيروس للبشر هو البانجولين الحرشفي آكل النمل. يلزم فهم كيفية تطور وانتشار الأمراض الحيوانية وبالتالي كيفية انتقالها للبشر، الشيء الذي من شأنه أن يساهم في تطوير تتبع هذه الأمراض وبالتالي إمكانية علاجها بسهولة.
* عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم
إن الأرقام التي تجاوزت نحو 800 ألف حالة تعكس الحالات والوفيات والتعافي والعدوى النشطة فقط الأرقام المؤكدة والمصرح بها، وفي هذا الصدد فأن الباحثين يؤكدون أن العدد الحقيقي للحالات أكبر بكثير من الأرقام المعلنة، ويؤكدون أن كل حالة إصابة بالفيروس يقابلها ما بين 5-10 حالات لم يتم اكتشافها، لأن عدد الاختبارات التي يتم إجراؤها لاكتشاف المرض أقل من وتيرة تفشي الفيروس. وهذا ما يساعد الباحثين في فهم حقيقة انتشار الفيروس وأعراضه وكيفية انتقاله، ومعدل الوفيات التي يسببها، وخاصة مدى فعالية الحجر الصحي والإغلاق في مقاومة تفشي المرض.
* أسباب سرعة تفشي فيروس كورونا
سبب سرعة تفشي الفيروس في الحقيقة يبقى حتى الآن مستعصيا، على الرغم من أن لدى العلماء بعض النظريات التي لا تخلو من مصداقية كتوصلهم بأن البروتينات السطحية، التي تمكن الفيروس من الالتصاق بالخلايا المضيفة قوية جدا، أو أن الفيروس التاجي الجديد يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، على عكس السارس، الذي أصاب الأنسجة في الرئتين. وتبقى معرفة كيفية انتقال الفيروس هي من يساعد الجميع في منع انتشاره واحتواء تفشي أمراض أخرى مماثلة في المستقبل.
* سبب الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا
لقد أكد الأطباء والخبراء أنه في اليوم الأول من الإصابة بالفيروس يعاني الشخص من الحمى وآلام في العضلات وإرهاق وسعال جاف، وفي اليوم الخامس، يعاني من ضيق التنفس، وفي اليوم السابع قد يتم إدخاله إلى المستشفى. وفي اليوم الثامن يتحول الوضع إلى “حالة حرجة”، حيث يبدأ سائل بملء الرئتين ويمنع تدفق الأكسجين، وهي حالة تسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة Détresse respiratoire aiguë، وهذه الحالات الحرجة مثيرة للقلق للأطباء، ولا يزال هناك شيء ما يحاولون إدراكه، فليس الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر واضحة مثل التدخين والأمراض المزمنة هم الذين يتعرضون للوفاة، بل أيضًا شباب أصحاء. كما أكد الأطباء أنه حتى الآن لم يتم التعرف على التهديد الخطير الذي يسببه الفيروس مما قد يؤدي إلى وفاة المصاب به، وحين يتم التعرف على هذه الحالات وتحليلها ويتم فهم ما هو الضرر الذي يلحقه الفيروس، عندها ستتم معرفة أن الأشخاص الذين إذا اصابهم الفيروس فسيكونون أكثر عرضة للوفاة.
* النسبة المائوية للوفيات بسبب فيروس كورونا
لحد الآن لا توجد نسبة دقيقة لعدد الوفيات، لكونها تختلف من دولة إلى أخرى، فقد تقترب من 10% كما هو الحال في إيطاليا، أو تكون أقل من 1% كما في ألمانيا، ويؤكد الأطباء أن السبب قد يكون الفئات العمرية المصابة في هذا البلد، أو كيفية استعداداتها. إن ضبط النسبة المائوية من الأهمية بمكان حيث أنه ستساعد الخبراء في الكشف عن العيوب في تعامل الحكومات مع المصابين، وتكشف الطرق المثلى التي يجب أن تتعامل بها الحكومات مع المرض.
* الشباب والصغار وفيروس كورونا
يعتبر هذا السؤال من أكثر أسرار الفيروس غموضاً، فقد أكد الباحثون أن الشباب هم الأقل عرضة للوفاة، إلا أنهم يصابون ويعانون، فما يقرب من 30% من الإصابات في أميركا كانت لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 20-44 سنة، كما أن نسبة الشباب الذي تماثلوا للشفاء بلغت 20%، و12% في العناية المركزة. وتنخفض نسبة الوفيات بين الشباب والأطفال، مما يثير حيرة العلماء، ويؤكد بعضهم أن السبب قد يكون في قوة الأجهزة المناعية للشباب وتعامله مع المرض. ومن الممكن ان تساعد الإجابة عن هذا السؤال في فهم الفيروس وكيف ينتشر مما يساعد على تطوير لقاح له.
* إمكانية العَوَد لفيروس كورونا
أثبتت تقارير إعلامية أن بعض الحالات المصابة بالفيروس والتي تماثلت للشفاء، قد أُصيبت مرة ثانية، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذه الحالات استثناء، وأنهم واثقون من أن الجهاز المناعي سوف يتعرف على الفيروس ويحاربه في المستقبل، إلا أن باحثين أخرين يشككون في الحصانة المناعية من الفيروس في المستقبل. تعميق البحث في هذه المسألة تمكن نتائجه الحكومات من التعامل مع الفيروس واحتواء رجوعه وذلك من خلال رفع قيود العزل على الأشخاص الذين أصيبوا فعلا.
* موسمية فيروس كورونا
في أول الأمر كان الباحثون جد متأكدين من أن الفيروس موسمي وسينتهي بحلول فصل الصيف، غير أنه ليست/لم تتوفر أدلة تثبت ذلك علميا. في حال التأكد من موسمية الفيروس فإن ذلك من شأنه مساعد الحكومات في آخذ استعداداتها للأعوام المقبلة.
* الدواء الشافي
لا توجد أي أدوية تقضي على الفيروس بكيفية مؤكدة حتى الآن رغم وجود الكثير من العقاقير المرشحة لهذه المهمة، ولقد سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخرا باستخدام كلوروكين وهيدروكسيكلوروكين كعلاج لفيروس كورونا المستجد لكن في المستشفيات فقط، وهما كما هو معلوم عقاران مضادان للملاريا. إن التوصل استقبالا إلى أدوية خاصة بالقضاء على الفيروس، ستساعد في الحد من توسعه وتخفف معاناة المصابين منه كما ستخفف الضغط على الأنظمة الصحية للدول.
* المستقبل الصحي لمن تماثلوا للشفاء
لحد الساعة لم/لا يمكن التنبؤ بالمستقبل الصحي لمن تماثلوا للشفاء، فلقد تم اكتشاف أن رئة المصاب بالفيروس تفقد من 20 إلى 30% من قوتها، كما أن هناك مشاكل ظهرت في بعض أعضاء الجسم كالجهاز التناسلي عند الرجال. إن التوصل لإمكانية التنبؤ بالمستقبل الصحي لمن تماثلوا للشفاء وظهرت النتائج أنه يتسبب في تلف دائم للرئتين والأعضاء الأخرى، فقد يحث الأطباء والخبراء والمهتمين على اتخاذ إجراءات أكثر شدة وسرعة للسيطرة على انتشار المرض لتفادي مخلفاته على مستوى صحة وحياة الذين تماثلوا للشفاء.
التعليقات مغلقة.