أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العلاجات الذاتية وCOVID-19

إعداد مبارك أجروض

يتسبب انتشار COVID-19 في وفيات الألاف من الأشخاص عبر العالم حتى الآن، بينما تجاوزت أعداد الإصابات المؤكدة المليوني حالة، وتشير بعض الدراسات إلى أن نحو 80% من المصابين بالفيروس يشعرون بأعراض طفيفة أو لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق، بيد أن عددا قليلا آخر قد يعاني من أعراض مرضية حادة.

بمناسبة انتشار هذه الجائحة توجد في الساحة نصائح كثيرة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمرضى المصابين أو المحتملي الإصابة بفيروس كورونا المستجد COVID-19، بعضها جيد ومعظمها على كل حال سيئ بل وقد يقود لمضاعفات كثيرة وغالبا ما تكون معقدة، وهناك أدوية يمنع على المريض المصاب بكورونا – أو الذي يشتبه بإصابته به – استهلاكها، وأيضا ما يمكن تناوله، مع التأكيد على أن هذه النصائح ليست ولن تكون أبدا بديلا عن مراجعة الطبيب/مراكز الاختصاص.

لقد حذر الخبراء من تناول مضادات الالتهاب مثل إيبوبروفين والكورتيزون، وأكدوا على أنها قد تكون عاملا من شأنه أن يزيد من خطورة وضع المصاب بكورونا وأوصوا (الخبراء) بأخذ الباراسيتامول في حال الإصابة بالحمى والاشتباه بكورونا.

* كيف تعمل هذه الأدوية ؟

ـ مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية

هذه العائلة منها دواء إيبوبروفين الذي ذكره الوزير في تغريدته، وهذه الأدوية تعمل عبر تقليل البروستاغلاندين في جميع أنحاء الجسم.

والبروستاغلاندين هي عائلة من المواد الكيميائية التي تنتجها خلايا الجسم، ولها العديد من الوظائف المهمة، فهي تعزز عملية الالتهاب الضرورية للشفاء، ولكنها تؤدي أيضا إلى الألم والحمى. كما أنها تدعم وظيفة تخثر الدم في الصفائح الدموية، وتلعب دورا في حماية بطانة المعدة من التأثيرات الضارة للحمض.

يتم إنتاج البروستاغلاندين داخل خلايا الجسم بواسطة إنزيمات الأكسدة الحلقية (COX)، وتعمل الأدوية المضادة للالتهاب غير الإستيرويدية عبر حصر إنزيمات كوكس وتقليل البروستاغلاندين في جميع أنحاء الجسم، ونتيجة لذلك يتم تقليل الالتهاب والألم والحمى المستمرة.

ولأن البروستاغلاندين تلعب دورا في حماية المعدة وتخثر الدم، فإن مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية قد تسبب قرحة في المعدة وتعزز خطر النزيف.

ومن الأمثلة على مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية: الإيبوبروفين، والأسبرين، والديكلوفيناك، والإندوميثاسين، والنابروكسين، وغيرها.

ـ الكورتيزون

الكورتيزون هو هرمون إستيرويدي، وهو أحد الهرمونات الرئيسة التي تنتجها الغدة الكظرية. ويستخدم الكوتيزون علاجا في بعض الحالات، مثل أمراض الحساسية والتهاب القولون التقرحي والذئبة والصدفية وغيرها.

كما يعمل الكورتيزون على منع إفراز المواد في الجسم التي تسبب الالتهاب، وله آثار بعيدة على جهاز المناعة عند استخدامه على المدى الطويل.

* لماذا لا تناسب هذه الأدوية مرضى COVID-19 ؟

وفقا لخبراء ومسؤولي الصحة، فإن الأدوية المضادة للالتهابات – سواء غير الإستيرويدية أو الكورتيزون – تشكل خطرا للذين يعانون من أمراض معدية، لأنها يمكن أن تقلل من استجابة الجهاز المناعي للجسم وبالتالي تضعف المناعة.

في الحقيقة فإن آخر ما يحتاجه مريض كورونا هو تقليل استجابة جهاز المناعة، لأنه بحاجة لأن يقوم بالتعرف على الفيروس ومحاربته، واستعمال هذه الأدوية قد يقود إلى مضاعفات وتراجع حالة مريض كورونا.

* ما البديل ؟

على الأشخاص المصابين بوباء COVID-19 تناول الباراسيتامول في انتظار التكلف بهم، لأنه سيقلل من الحمى دون التأثير على عملية الالتهاب في الجسم.

والباراسيتامول – ويعرف أيضا باسم أسيتامينوفين – هو مسكن للألم وخافض للحرارة. ومع أن آلية عمله غير معروفة تماما، فإنه من المعروف أنه لا يؤثر على الاستجابة الالتهابية في الجسم.

ويستخدم الباراسيتامول في علاج العديد من الحالات مثل الصداع وآلام العضلات والتهاب المفاصل وآلام الظهر وآلام الأسنان ونزلات البرد والحمى، ويخفف الألم في التهاب المفاصل الخفيف، ولكن ليس له تأثير على الالتهاب وتورم المفصل.

مع ذلك، فإن تناول جرعات كبيرة من الباراسيتامول أو لفترة طويلة قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالكبد، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني.

* ماذا يجب عليك فعله إذا كنت مريضا بكورونا ؟

إذا كنت مصابا بوباء COVID-19 وكانت حالتك خفيفة فقد يطلب منك الطبيب العزل في المنزل، وهنا عليك فعل التالي:

ـ لا تغادر منزلك إلا عندما تحتاج إلى رعاية طبية، واطلب المساعدة في شراء البقالة أو توصيلها.

ـ ابتعد عن بقية الأفراد في المنزل.

ـ ابق في غرفة جيدة التهوية بعيدا عن الآخرين، مع إغلاق الباب.

ـ استخدم حماما منفصلا.

ـ ارتدِ قناع الوجه عندما تخرج من غرفتك.

ـ اتصل مسبقا قبل زيارة الأطباء وأخبرهم أنك مصاب بكورونا وسوف تحضر للعيادة، حتى يتمكنوا من اتخاذ تدابير وقائية إضافية.

ـ قم بتغطية الفم والأنف أثناء السعال والعطس والتثاؤب، وألق الورق في كيس النفايات.

ـ اغسل يديك بانتظام وبشكل متكرر وبالماء والصابون، لمدة 20 ثانية على الأقل، ثم اشطفهما وجففهما جيدا.

ـ لا تشارك الأدوات المنزلية مثل الأطباق أو أكواب الشرب أو أدوات الأكل.

ـ لا تشارك المستلزمات الشخصية مثل فراشي الشعر والمناشف والفراش.

ـ لا تستقبل أي زوار.

ـ اغسل ملابسك على أعلى درجة حرارة ممكنة ونظف جميع الأسطح حول الغسالة.

ـ راقب أعراضك واطلب العناية الطبية العاجلة إذا كان مرضك يزداد سوءا، مثل إذا كنت تعاني من صعوبة في التنفس.

التعليقات مغلقة.