أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

القطط قد تكون واقية من الإصابة بCovid-19

إعداد مبارك أجروض

قد تثير تربية القطط في المنازل بعض التساؤلات، من أهمها: هل ستسبب لك هذه القطة بالحساسية ؟ حساسية القطط تعد من أكثر حساسية الحيوانات شيوعاً، ولكن على العكس مما تتوقع، لا يعود السبب في هذه الحساسية إلى الفرو أو شعر القطط، بل إلى البروتينات الموجودة في لعابها أو بوله أو خلايا الجلد الميتة.

الأشخاص الذين يعانون من حساسية القطط يملكون أجهزة مناعية حساسة للغاية، حيث يخطئ الجهاز المناعي بين الأمور غير المؤذية كخلايا الجلد الميت المتطايرة من القطط والبكتيريا أو الفيروسات التي تهاجم الجسم، لتظهر بذلك أعراض حساسية القطط على المصاب، وحتى وإن كنت غير مصاب بحساسية القطط، فقد تسبب لك القطط التي تعيش خارج المنزل في تفاقم أي حساسية أنت مصاب بها، وذلك نتيجة لطلع النحل أو التراب أو مسببات الحساسية الاخرى التي تجلبها عن طريق فروها.

تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الحساسية الناجمة عن حبوب اللقاح وشعر الحيوانات الأليفة، يمكن أن توفر في الواقع بعض الحماية ضد Covid-19. وبالنظر إلى أن الفيروس يؤثر على الرئتين، يمكنك الظن بأن أولئك الذين يعانون من الحساسية والربو سيكونون من بين الأكثر تضررا. وبالفعل فلقد توقع الباحثون والأطباء من خلال الإحصائيات نفس الشيء، تقول الدكتورة سامانثا ووكر، المتخصصة في الحساسية والمناعة ومديرة الأبحاث والابتكار في مؤسسة the Asthma UK and British Lung Foundation: “عندما بدأت البيانات تظهر حول الحالات في الولايات المتحدة والصين، لم نر ما كنا نتوقعه”، وفي الواقع، كانت أعداد مرضى الحساسية والربو الذين تأثروا بشدة بـ Covid-19 أقل من عامة السكان.

وفي هذا الصدد كذلك أشارت دراسة أمريكية حديثة لوجود أدلة متزايدة تفيد بأن الحساسية اليومية، مثل حساسية القطط والربو وحساسية الأنف، يمكن أن توفر في الواقع بعض الحماية ضد Covid-19، وبالنظر إلى أن الفيروس يؤثر على الرئتين، يُعتقد أن أولئك الذين يعانون من الحساسية والربو سيكونون من بين الأكثر تضرراً به مقارنة بنظرائهم الذين ليس لديهم حساسية تجاه القطط.

* توقع الباحثون والأطباء من خلال الإحصائيات نفس الشيء

في المقابل، قالت الدكتورة سامنثا ووكر، المتخصصة في أمراض الحساسية والمناعة ومديرة الأبحاث والابتكار في مؤسسة الربو في المملكة المتحدة ومؤسسة الرئة البريطانية، إن البيانات في الولايات المتحدة والصين أظهرت خلاف ما كنا نتوقعه، إذ أوضحت أن أعداد مرضى الحساسية والربو الذين تأثروا بشدة ب Covid-19أقل من عامة السكان.

الأمر الذي أثار تساؤلات ما إذا كان العلاج الذي يستخدمه المصابين بالربو والحساسية يؤثر على استجابتهم للفيروس، أم أن جهازهم المناعي يحمي منه، وتشير البيانات إلى أن 5% على الأقل من الذين يتلقون علاج Covid-19 في مستشفيات بالصين يعانون من الربو.

كما وُجد أن أقل من 1% من أولئك الذين دخلوا المستشفى جراء Covid-19 مصابون بحالة رئة. وشوهدت حالات مماثلة أيضاً في الولايات المتحدة.

* مستقبلات “ACE2” لديهم أقل

ووجدت ورقة أخرى نشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية في أبريل من قبل باحثين أمريكيين وبريطانيين، تشير إلى أن الخلايا في رئتي الأطفال والبالغين المصابين بالتهاب الأنف التحسسي (أعراض تشبه البرد مثل سيلان الأنف الناجم عن الحساسية) والربو التحسسي (الناجم عن التعرض للقطط أو الغبار أو حبوب اللقاح) لديها عدد أقل من مستقبلات ACE2. وتعد هذه البروتينات التي يستخدمها Covid-19 للدخول إلى الخلايا في الجسم.

* أدوية الربو والحساسية لها تأثير وقائي.. ولكن

وأشار الدكتور دانييل جاكسون، المؤلف الرئيسي للدراسة والمتخصص في الحساسية والمناعة في جامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة، إلى أن البحث على نطاق صغيرـ في تجربة شملت 365 طفلاً وبالغاً، لذا هناك حاجة إلى مزيد من العمل للتحقق من الحماية المحتملة التي توفرها هذه الحساسية، ومع ذلك، قد تكون هناك عوامل أخرى تعمل لصالح أولئك الذين يعانون من الحساسية.

وتعد الأدوية الأكثر استخداماً للوقاية من الربو وعلاجه مثل الستيرويدات توسع المسالك الهوائية بما في ذلك أجهزة الاستنشاق مثل بيوديزونايد وسالبيوتومول، ربما تساعد أيضاً في تقليل خطر الإصابة بالتهاب Covid-19 الخطير.

وفي بحث نُشر في مجلة “ذا لانسيت” الشهر الماضي، قال الباحثون، إنه ثبت أن استنشاق الكورتيكوستيرويدات بمفردها، أو مع موسعات الشعب الهوائية، تكبح تكاثر Covid-19، وبعبارة أخرى، يبدو أن هذه الأدوية توقف تكاثر Covid-19.

وأوضح الأطباء أن بروتين “إنترلوكين 13” وهو سيتوكين مرتبط بالربو، قد يكون له تأثير وقائي. ومع ذلك، يعتقد البروفيسور إيان هول، المتخصص في طب الجهاز التنفسي في مستشفيات جامعة نوتنغهام، أنه قد يكون هناك سبب آخر وراء انخفاض حالات Covid-19 لدى المصابين بالحساسية أو الربو التحسسي.

للإشارة لا يمكن للقطط والكلاب الأليفة نقل Covid-19 المميت إلى البشر، إلا أنها قد تصاب إذا نقل إليها العدوى من أصحابها بمستويات ضعيفة، وهذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه إدارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ، بعد أن تبين في 27 و28 فبراير و2 مارس أن نتائج الفحوصات التي أجريت لكلب وضع في الحجر الصحي كانت إيجابية بنسبة ضئيلة بعد أن تم اتخاذ عينات من تجويف الأنف والفم.

التعليقات مغلقة.