أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

       لحظة وداع

سألته بهدوء و بدون سابق إنذار : أباق أنت أيها المسكين..ألم يجرك بعد الحنين؟

فأجاب ببرود : سترحلين إذن!

ردت : بعد لحظات سأمضي ..سألبي نداء الإشتياق..

فرد :  و ماذا عن رفيق ليس يحيا بسواك..

ردت : بل قل السجان أو قل بخيلا ضن علي
بالغذاء..

رد :  ألا يجدي الاعتذار ؟

ردت : ليتك طلبته في خوالي الأيام..

رد بألم : و ماذا عن قلب أدمن الهوى..

ردت : سيحرره العدم..

فرد بغضب : فما بالك تنسحبين فجأة على عجل..
دعيني أوطنهم على الغياب..

فردت باقتضاب : لا..فبعد قليل سنعاود اللقاء..

رد :  و ماذا عن دموعهم ؟

ردت : دعها تغسل خطاياك..

رد و الدموع تكتم أنفاسه :  وماذا عن صرخات
الألم التي تلي الغياب؟

ردت : ستذوب في صخب الأيام..

و بعد لحظات نظرت إليه نظرة وداع وخاطبته بغرور :
سأمضي فدعك من العناد..سأرتحل فقد صرخ النور عاليا يبغي الوصال..
سأمضي إلى هناك.. إلى موطني..إلى حيث الحياة دائمة الحضور..

فحلقت عاليا متجاوزة السحب.. تاركة إياه وحيدا على حافة النسيان.. باردا عند نقطة العبور.

التعليقات مغلقة.