أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

صورة شوهاء

كانت هيلين قد اتخذت لها مجلسا بالقرب من شرفتها المطلة على غابة الصفصاف..فهناك كانت تنسج أحلام صباها بشعاع الشمس نهارا.. و تغتسل بنور القمر ليلا..
كانت تقضي ساعات ليلها الطوال متطلعة إلى النجوم المنثورة فوق بساط السماء الأزرق..مصغية إلى النسيم و قد صافح أشجار الحديقة..فعلا الحفيف و تسارعت النبضات..
فتتراءى لها صورة عابر من بين النجوم..ثمثال جامد أخرس تسقيه بالخيال فيستحيل فارس أحلام..

و في يوم ضبابي برز من بين الأشجار طيف يخترق البياض…يمضي بغرور آسر..
شاعر يتغنى بالجمال..و ينثر الكلمات هنا وهناك..
يزرع بذور الحب فيجني العشاق الخيبات ثمارا.

فذهلت هيلين..
و حررت جمالية الخيال مازجة إياه بصورة شاعر تائه يجوب البلاد…
فراحت تنعي خوالي الأيام..و تغبط و الجبال و الوديان..و كل موضع وطأته قدماه..
و ما هي إلا لحظات حتى تحرر أول شعاع..و لاذت الضباب بالفرار و انقشعت الغيوم و صافحت الشمس وجه الأرض..فتلاشى سحر الشاعر و تلاشت كالزبد كلماته..
و علا في الأفق صوت الحقيقه وقد جرد الصورة من وهم الجمال..
فعادت إلى غرفتها مغتبطة..ترقب النجوم و قد تراقصت على أنغام الليل الصامتة..راسمة على شفتيها ابتسامة و قد اختفت من الأفق صورة العابر.

التعليقات مغلقة.