أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الفلاحة ضمن أولويات العلاقات المغربية الاسرائلية

تشكل عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، قفزة نوعية وتاريخية من أجل بناء علاقات إقتصادية قوية بين المملكة المغربية والدولة العبرية.

ورغم أن المغرب رابع دولة عربية ، فتحت العلاقات مع الدولة العبرية، غير أن المملكة ستشكل مجالا مهما للاقتصاديين الاسرائليين من أجل الاستثمار في عدد من المجالات من ضمنها ” الزراعة والماء” التي تعتبر الدولة العبرية رائدا فيها بسبب تطور البحث الزراعي.

في هذا العدد ستصلط ” جريدة أصوات” الضوء على المجال الفلاحي بين البلدين، وتاريخ تواجد إسرائيل في المجال الفلاحي المغربي، وحول الامكانيات المتاحة بين البلدين لتطوير أهم قطاع الذي يوفر” الأمن الغذائي”.

– الزراعة في إسرائيل

تشكل الزراعة في إسرائيل أحد أهم القطاعات الاقتصادية حيث تشكل 2.5 في المائة من مجموع الناتج المحلي و3.6 في المائة من صادرات إسرائيل، ويوظف القطاع الزراعي حوالي 3.7 في المائة من مجموع العمال في إسرائيل، ويتم إنتاج ما يصل إلى 95 في المائة من احتياجاتها الغذائية ، وعلى الرغم من كل ذلك يواجه القطاع الزاعي العديد من التحديات والصعوبات التي تحد من نموه، إذ أن نصف أراضي إسرائيل عبارة عن أراضي صحراوية كما أن الموارد المائية والطقس لا يساعدان على جعل القطاع الزراعي جذابا من الناحية الاقتصادية فضلا عن أن 20 في المائة من الأراضي في إسرائيل فقط صالحة للزراعة، ويتواجد في إسرائيل نوعان من المجتمعات الزراعية هما “الكيبوتسات والموشاف”.

– زراعة القمح في بحيرة الحولة شمال إسرائيل

تأتي في مقدمة المحاصيل الزراعية القمح الذي يزرع بكثرة في وسط وشمال أسرائيل في كل من حيفا وعكا واطراف تل أبيب وغيرها من المناطق، كما تزرع الذرة الصفراء في السهول بين شمال النقب إلى بحيرة الطبرية، ويزرع العديد من المحاصيل الأخرى مثل الشعير والأرز والقطن وكذلك التبغ وغيرها من المحاصي، اما الخضار فالطماطم في المركز الأول بعد البطاطس ويزرع أيضا الجزر والبصل والفلفل وغيرها في المناطق الريفية، أما الفاكهة فتزرع في المناطق الوسطى والجنوبية كالحمضيات، تصدر بكميات كبيرة فضلاً عن زراعة النخيل والعنب والتين والتفاح وكذلك تربية النحل في معظم المزارع ، كما تعتبر الزراعة في إسرائيل من الزراعات المتطورة نسبيا بسبب استخدام الالات الحديثة والمتطورة في الزراعة وكذلك الاسمدة الكيميائية وطرق السقي الحديثة وكذلك الدورة الزراعية .

– الثروة الحيوانية بإسرائيل

يربى عدد محدود من البقر في ريف تل ابيب وفي بعض مناطق عكا وطبريا وفي النقب للاكتفاء الذاتي وللتصدير ان زاد الإنتاج عن حده كما يربى الغنم والماعز لغرض انتاج اللحوم والحليب .

– الثروة السمكية

ان إسرائيل تطل على شريط ساحلي طويل نسبيا لذلك يعتبر نشاط الصيد البحري من الانشطة المهمة. تصطاد الاسماك للاكتفاء الذاتي وللتصدير. ومن بين أنواع الأسماك التي تصطاد, التونة والسلمون وبعض الأنواع الاخرى .

– البحث الزراعي جمع المغرب وإسرائيل في بداية الثمانينيات

مهما وجود علاقات دبلوماسية جامدة منذ عقود بين الدولة العبرية والمغربية بسبب ” القضية الفلسطينية” غير أن العلاقات الاقتصادية بقيت قائمة بين البلدين خصوصا في مجال ” البحث الزراعي” ، حيث اعتبر المغرب الدولة العبرية نموذحا لها في ” التنمية الزراعية”، فقد كان السقي بالتنقيط أهم المشاريع التي قدمتها إسرائيل الى المغرب في فترة الثمانينات، عبر شركات لمالكيها ” يهود مغاربة” في فرنسا و هولاندا وإسبانيا ، وقد إستفاد عدد من الفلاحين بسوس خصوصا ، من برامج للسقي بالتنقيط في الثمانينيات، غير أن التجربة لم تستمر أنذاك بسبب غلاء التجهيزات وعدم وجود أي دعم للدولة للفلاحين بخصوص هذا الشأن.

– مخطط المغرب الأخضر وإسرائيل نموذج

سبق لوزير الفلاحة والتنمية القروية بالمغرب “عزيز أخنوش” قد أعطى في تقديم أولي لبرنامج ” مخطط المغرب الأخضر” النموذج بالفلاحة في دولة إسرائيل ، وذلك في جدول مقارنة يخص استعمال البذور، واستعمال الآليات الفلاحية (المكننة)، فقد ورد في برنامج ” المغرب الاخضر ” ، التي إعتبرها الحكومة المغربية أنذاك خارطة الطريق للنهوض بالقطاع الفلاحي، حيث أن المغرب يستهلك 52 كيلوغرام من البذور في الهكتار الواحد، في حين تستهلك إسرائيل 1608 كلغ، أي ما يعادل 62 مرة المتوسط بالمغرب. وفي ميدان المكننة يبرز الجدول المذكور أن عدد الجرارات لكل 1000 هكتار بإسرائيل هو 72 في المائة، وهو ما يفوق بـ 12 مرة المعدل في المغرب (6 جرارات)، ورغم أن مخطط المغرب الاخضر قد إستحضر في برنامجه الاولي المعدلات في 10 دول أخرى عربية وأوروبية وأمريكية، إلا أنه يضع مقارنة واضحة بين المغرب وإسرائيل لأن هذه الأخيرة تتفوق على كل تلك الدول مكننة واستعمالا للبذور.

– إسرائيل تنافس المغرب في تطوير شجرة ” الأرݣان”

ارتبطت شجرة أركان ، على مدى قرون من الزمان بالمغرب. فهي شجرة متوطنة فيه منذ آلاف السنين. تعتبر شجرة مغربية بامتياز، حيث تمثل حاليا ثاني نوع من الأشجار في البلد بواقع حوالي 20 مليون شجرة تنتشر في مناطق جنوب غرب المغرب على مساحة شاسعة، حيث تغطي أكثر من 800 ألف هكتار.

ويعتبر المهتمون بشجرة ” الأرݣان بالمغرب أو خارجه، أن الشجرة معجزة الطبيعة المغربية، لأن هذا الصنف العجيب من الأشجار الذي يقاوم الجفاف والشيخوخة (يصل متوسط عمرها إلى قرنين) يعد آخر جدار طبيعي يرد عن سهول الوسط والشمال الغربي للمغرب شبح التصحر الزاحف منذ عقود طويلة.

ولزمن طويل ظل الفشل ينهي كل محاولات نقل شجرة أرگان إلى بيئات جغرافية أخرى. فتندر البعض بأن الشجرة رمز للوطنية إذ ترفض مغادرة المغرب، غير أن التعاون المغربي الاسرائلي ” السري ” أنذاك في مجالات البحث الزراعي، مكن شركة إسرائيلية تحمل اسم “سيفان” من تطوير نموذج مستنسخ عن الشجرة المغربية أطلقت عليه “أرگان 100”. كيف تم لها ذلك؟

تعود الحكاية إلى أكثر من ربع قرن، عندما ثم نقل بذور الشجرة من المغرب إلى إسرائيل حيث أخضعت للدراسة ثم الزرع في المختبرات. وتطلب الانتظار ثماني سنوات للحصول على أولى الشتلات لأن شجر ” الأركان” بطيء النمو. ثم بعد ذلك جرى انتقاء الأفضل بينها لتستنسخ بمعدل ألف نسخة من الشتلة الأم. وانتهى المختبر إلى توفير 20 ألف شتلة أرگان للمزارعين اليهود الذين غرسوها في مناطق صحراء النقب القاحلة وأشكلون وعرابا.

قد يبدو العدد هزيلا بالمقارنة مع غابة ” الارݣان” المغربية المكونة من 50 مليون شجرة، لكن خبراء الشركة الإسرائيلية إياها يزعمون قدرة شجرة “أرگان 100” على إنتاج عشرة أضعاف ما تنتجه جدتها المغربية، فضلا عن كونها أكثر مقاومة للأمراض والطفيليات والحشرات. وتستعد دولة إسرائيل في السنوات القليلة القادمة، بداية إنتاج إسرائيل لتلك الزيت “التي يكثر عليها الطلب والمرتفعة الثمن”. كما أن الدولة العبرية ستشرع في إنتاج أول الغلال بواقع 100 كيلوغرام من الثمار للشجرة الواحدة، ينتظر أن تعطي بعد العصر (الصناعي) لترين من الزيت.

– زراعة ” التمر “ بالراشيدية إستلهمت مستثمرون إسرائليون

في عمق الجنوب الشرقي للمغرب، وعلى بعد 24 كيلومترا من مدينة الراشيدية في اتجاه گلميمة، تمددت ضيعة زراعية نشرت نخيلها المستورد ” مشاتله” من أمريكا، غير بعيد من الطريق الوطنية الرابطة بين الرشيدية وورزازات، وترامت أشجارها على امتداد أسفل سفح الجبل. على مدخلها كتب بأحرف لاتينية “بوروك تافيلالت 2″، مملوكة لمستثمرين إسرائيليين، كما يجري الحديث عن توأم الضيعة الثانية إسمها “بوروك تافيلالت 1” التي لا تقل عنها شساعة والموجودة في المنطقة نفسها.

الضيعتان تنتج محصولهما للسوق المغربية وجزء مخصص للتصدير من تمر المجهول الفيلالي الشهير، ورغم ذلك لازالت جودة تمر المجهول المغربي متفوقة ، بسبب ملوحة الفرشة المائية التي تستقي منها نخلها. ولسبب ذلك على ما يبدو تم التفكير في إنتاج ذلك التمر الفاخر في بيئته الأصلية، حيث يروى بماء عذب ويحظى بظروف مثالية للنمو والإنتاج.

– بذور الطماطم إسرائيلية تستهوي الفلاحين المغاربة

شكلت ” بذور الطماطم ” الاسرائلية ، أهم صادرات المغرب إبان أربعة عقود من الزمن ، عبر شركات فرنسية أو إسبانية لمالكيها ” يهود ” وهو ما مكن المغرب من الرفع من صادراته من الطماطم لمختلف دول العالم.

كما أن الطماطم الاسرائلية بدورها قد دخلت الأسواق المغربية في السنوات الأخيرة شكلها شديد الحمرة من الخارج لكنه أخضر من الداخل.

فقد كشفت معطيات رسمية إسرائيلية أن 80 في المائة من بذور الطماطم المزروعة في المغرب مصدرها إسرائيل.

– آفاق التعاون المغربي الاسرائلي في مجال الزراعة

من المتوقع أن يساهم التعاون بين الدولة العبرية والمغربية في مجال ” الفلاحة” في تعزيز قدرة البلدين من صادراتهما الى دول العالم، مستفيدين من التطور في البحث الزراعي، كما أن بلدان إفريقيا ستستفيد كذلك من التعاون المغربي الاسرائلي في هذا المجال، فبرغم من إشكال ندرة ” المياه” تشكل عائقا أمام الفلاحة المغربية، وأن الفلاحة الاسرائلية بدورها تعيش بالمثل إشكال نقص الاراضي الصالحة للزراعة، فإن هادين العائقين سيكون من أولويات عمل الخبراء بين الدولة العبرية والمغربية في السنوات القادمة .

التعليقات مغلقة.