أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مخاض أمريكا ، هل يصلح “بايدن” ما أفسده “ترامب” ؟‎

محمد حميمداني

 في خضم سياسة داخلية و خارجية تلوثها “ترامب” خلال فترة ولايته الرآسية ، يتولى “جو بايدن” إدارة أقوى دولة في العالم ، و أولى الخطوات التي اتخذها ساكن البيت الأبيض الجديد هو عودة الولايات المتحدة لحضن منظمة الصحة العالمية و لاتفاقيات باريس حول المناخ ، و الأمين العام للأمم المتحدة يرحب بتلك القرارات .

رحب أمين عام الأمم المتحدة ، “أنطونيو غوتيريش” ، بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية استئناف مشاركتها في منظمة الصحة العالمية ، و عودتها إلى اتفاقية باريس للمناخ ، و ذلك في اليوم الأول من تولِّي الرئيس “جو بايدن” مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية .

و قال الأمين العام ، “أنطوتيو غوتيريش” ، في بيان صادر عنه ، إنه بعد قمة الطموح المناخي العام الماضي ، “التزمت البلدان التي تنتج نصف التلوث الكربوني العالمي بحياد الكربون ، و يرفع التزام الرئيس بايدن اليوم هذا العدد إلى الثلثين ، و لكن ما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه” .

و كان اتـفاق باريس للمناخ ، المصادق عليه في 12 دجنبر من سنة 2015 من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، قد دعا الدول الموقعة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعة .

الإدارة الأمريكية في شخص “ترامب” وجهت صفعة للأمم المتحدة ، و للاتفاق بعد إعلان هذا الأخير ، في شهر نونبر من سنة 2019 ، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه .

الأمين العام للأمم المتحدة أشاد بالقرار ، و قال “نتطلع إلى قيادة الولايات المتحدة في الإسراع بالجهود العالمية نحو الوصول إلى الصفر في انبعاث غازات الاحتباس الحراري ، بما في ذلك عبر تقديم مساهمة جديدة محددة وطنيا بأهداف طموحة لعام 2030 و تمويل المناخ قبل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ COP26 المقررة في غلاسكو في وقت لاحق من هذا العام” ، مضيفا أن أزمة المناخ “تستمر في التفاقم ، و الوقت ينفد للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية ، و بناء مجتمعات أكثر صمودا أمام تغير المناخ تساعد على حماية الفئات الأكثر ضعفا” .

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ، كان قد أشار إلى أن الولايات المتحدة ستقود جهود العالم مجددا من أجل معالجة التهديد الوجودي لتغير المناخ .

و كان “بايدن” قد استهل مشواره الرآسي بمحاولة إطفاء كافة الحرائق التي أشعلها سلفه ، و التي هوت بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية أمام الأصدقاء قبل الأعداء داخليا و خارجيا . 

كبير موظفي البيت الأبيض ، وجه مذكرة للوكالات الفدرالية لتجميد قرارات ترامب الأخيرة لـ 60 يوما من أجل مراجعتها .

و كان “جو بايدن” ، قد أدى اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة ، اليوم الأربعاء ، تعهد خلالها بإنهاء ما اسماه “حربا غير متحضرة” في إشارة إلى الانقسامات السياسية العميقة التي فجرتها فترة “ترامب” الرآسية ، و الأزمات الاقتصادية و جائحة كورونا التي أودت بحياة 400 ألف في أميركا لوحدها .

انتقال للسلطة تم بدون مراسيم رسمية اعتبارا لظروف الجائحة ، و خوفا من تداعيات غير منتظرة قد يفجرها أنصار “ترامب” بعد الحادث المأساوي الذي كان مبنى “الكابيتول” مسرحا له في السادس من يناير الحالي .

و لا تزال أمام “بايدن” العديد من الملفات الساخنة التي فجرها “ترامب” ، خاصة الملف النووي الإيراني ، و قضايا الشرق الأوسط ، و كوريا ، و كوبا ، و الحرب التجارية مع الصين إلى غير ذلك من الملفات ، فهل ستكون هاته القرارات الصادرة عن “بايدن”  ، مدخلا لانفراج في جو العلاقات الدولية و السياسية الداخلية التي فجرها “ترامب” و رحل تاركا خلفه أمام قوة اشتعال كادت أن تهدد السلم العالمي و السلم الأهلي الداخلي ؟ . 

التعليقات مغلقة.