أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

لغز جريمة سلا.. السيناريوهات التي تشتغل عليها الشرطة للوصول إلى المجرم

لليوم الثالث على التوالي، ما تزال الأبحاث الأمنية تجري على قدم وساق لتحديد المجرم المفترض الذي ارتكب واحدة من أبشع الجرائم في المغرب المعاصر، والتي هزت صباح السبت المنصرم مدينة سلا، حيث راح ضحيتها ستة أفراد من عائلة واحدة، بالإضافة إلى حارس ليلي، ذبحوا كلهم وأحرقت جثثهم بشكل لا يمت للإنسانية بصلة.
وفيما يتحدث جيران العائلة الضحية بحي الرحمة بسلا عن لجوء المجرمين المحتملين إلى “أسلوب داعشية” لتنفيذ فعلتهم الشنيعة هذه، حيث حتى رضيع رأى النور قبل أربعين يوما لم يسلم من الذبح، بل قطع على نصفين وكذلك أمه..، لم تظهر لحد الساعة أية معلومات جديدة، أو لم يعلن عليها رسميا على الأقل، حيث يبدو أن لغز الجريمة حير شيئا ما محققي الأمن المغربي، خصوصا وأن الفاعلين عمدوا إلى إخفاء كل المعالم التي يمكن أن تقود التحقيقات إلى معرفة هويتهم بشكل “غاية في الاحترافية”، وفق وصف لمصدر على اطلاع بجزء من الجريمة.

ومما زاد من حيرة المحققين هو غياب أي أثر على كسر أبواب البيت الذي وجدت الجثث محروقة داخل أحد غرفه، أو عنف قبل ارتكاب الجريمة.

المعلومات المحصل عليها تفيد بأن هناك ثلاثة سيناريوهات يعكف عليها رجال الشرطة وفرق التحقيق. يتعلق الأمر أولا بأن يكون سبب الجريمة لـ”دافع انتقامي”، خصوصا وأن رب الأسرة عسكري متقاعد، لكن المصادر ذاتها استبعدت شيئا ذلك بسبب غياب أي دليل على استعمال القوة أو الكسر في ولوج البيت. فقد أكد مصدر أن الأمن لم يعثر على أي شيء يدل على العبث بالبيت أو سرقة المحتويات التي بداخله.

أما الفرضية الثانية، فتتعلق باحتمال كون المجرم من العائلة المقربة للضحايا، وما يبين هذا هو محاولة تقنيي الشرطة العلمية جمع معطيات وبعض التفاصيل من مسرح الجريمة، خصوصا البصمات، مخلفات الحريق، بالإضافة إلى البحث عن المادة التي استعملت في إحراق الجثث ومصدرها، بحيث من غير المستبعد أن يكون من إحدى محطات الوقود بالمحيط المقرب من الحي حيث وقعت الحادثة. كما تم الحصول على تسجيلات لكاميرا مراقبة بعين المكان، حيث أكد أحد سكان الحي أنها تبين أشخاصا ملثمين يصعب كثيرا الكشف عن هويتهم بسبب الظلام الدامس.

أما السيناريو الثالث فيتعلق باحتمال وجود نزاع داخل العائلة أو مع أشخاص من خارجها، لذلك تواصل فرق التحقيقات الأمنية الاستماع للمكالمات التي تمت عبر الهاتف والاتصالات التي أجراها الضحايا مؤخرا علها تساهم في البحث عن خيط قد يقود إلى مفتاح لهذا اللغز المحير، مع الاستعانة بالاستجوابات المفصلة التي تمت مع الجيران وعدد من أفراد العائلة.

ويبقى السؤال مطروحا حول كيف يمكن لإنسان أن يُقْدم على ارتكاب جريمة بهذا الحجم وبذاك الشكل مهما كانت الدوافع والأسباب؟ فما تناقته الفيديوهات وشهادات الجيران وأفراد من العائلة تؤكد أن مستوى البشاعة التي ارتكبت بها فوق الخيال.

التعليقات مغلقة.