أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

#فاجعة_طنجة ليست الأخيرة، إنها نهاية السابقة وبداية اللاحقة.

محمد المروني

#فاجعة_طنجة ليست الأخيرة، إنها نهاية السابقة وبداية اللاحقة.

أمام كل فاجعة تحل بنا، يبدؤون في إطلاق الوعد والوعيد بالحساب والمحاسبة، لكن لا أحد يوما حمله قلبه ولو على مثقال ذرة من الشجاعة والمسؤولية على إعلان نفسه أنه المخطئ، لا أحد من مسؤولي الشأن العام قرر يوما إعلان استقالته ولو من باب الفشل في أداء المهمة بدلا من الخطإ والخيانة، ولا حتى أن يقدمها من باب التعب من حمل المسؤولية الخ…

وحتى لو صدقنا بالمحاسبة، يظل السؤال إلى من ستطال المحاسبة؟ هل الجميع بدون استثناء من ألف إلى ياء؟ أم أن عادة حليمة في وطننا لا تتغير؟ وماذا بعد كشف الحقيقة إن كشفت؟ وماذا بعد المحاسبة إن تمت؟

بعدما قضى الله أمره هل يمكن أن يكون للمحاسبة من تغيير أو تأثير على كل هؤلاء؟

هل هناك من سيحس بألم الفقد غير ذلك الأب والأم اللذان ينتظران فلذة كبدهم ومعها كسرة الخبز تسد بها رمق والديها؟ هل هناك من يقدر على تصور هول الصدمة والفاجعة على أطفال بعمر الزهور في انتظار أمهم ليقضوا معها بضع لحظات قليلة بشكل يومي؟ فيفقدونها دون عودة ولا رجعة.

هي بضع أسئلة في بحور من الأسئلة التي تطرح بعضها على بعض، فيما يبقى الجواب صفرا، وتلك هي نتيجة كل ما يطرح على الصفر.

الحقيقة أن الفاجعة لن تكون الأخيرة، فهي مجرد مرحلة في سلسلة من الفواجع التي لا نعلم بدايتها ولا نهايتها، الحقيقة أن الفاجعة هي مجرد نهاية لفاجعة سابقة وبداية لفاجعة لاحقة.

وأما الضحية دائما، هي نفسها، الفقير البئيس، ذلك الإنسان الذي لا يستطيع حتى التفكير في التمني، وكيف يمكن للبائس في حياة الفقر والبؤس والفواجع أن يفكر، ومشاكل البؤس بكل أجناسه وأصنافه تتقاذفه من هناك إلى هنالك، بينما يحتاج التفكير صفاء العقل وراحة البال، وأين للبائس منهما.
#فاجعة_طنجة

التعليقات مغلقة.