أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عزيزي العاشق… حب الدباديب لا يفتح بيتا

بقلم: حنان الطيبي

هل حقا عزيزي العاشق تتحمل عناء انتظار عيد الحب لتشتري لفتاتك دبدوبا أحمرا نقشت عليه كلمة “أحبك” ؟

هل مازلت يا عزيزتي العاشقة والحالمة تنتظرين عيد الحب من كل سنة مرة ليؤكد لك حبيبك انه يحبك فعلا؟

إذا كان الأمر كذلك فأنتما كل سنة تجددان العهد بأنكما لم تبلغا بعد مستوى الحب الحقيقي.. بل هو فقط إحياء ذكرى عقيمة تتبث انكما لستما في مستوى تحمل مسؤولية الارتباط ببعضكما البعض، أو بالأحرى لستما في مستوى أي مسؤولية من مسؤوليات الحياة التي يحملها كل شخص ناضج على عاتقه.

صدقيني عزيزتي، فحب الدباديب الحمراء ليس حبا، ولا حب اية دباديب مهما كان لونها وشكلها وحجمها؛ وإذا أهداكيها في عيد الفلانتاين فاعلمي أنك لست في علاقة حب بقدر ما أنت في علاقة نزوة أو شهوة أو تسلية ..  ولك أن تسميها كما تشائين.

عن أي عيد تتحدثون؟!. وبأي عيد تحتفلون؟!، هل سألتم أنفسكم يوما عن كنه العشق والهوى؟! هل تفهمن يا جميلات يا من تتجرجرن لسنوات طوال في قصة عشق عقيمة غالبا ما تنتهي بالدراما من نوع التخلي بعد هتك العرض وجنين مصيره الإجهاض السري أومتواه القمامة؟!، بالله عليكن عن أي حب تتحدثن؟…، وبماذا تحتفلن أصلا.؟

الحب ليس لونا أحمرا فقط، ولو كان هذا الحب آمنا نقيا لاختير له الأخضر أو الأبيض، وما الأحمر إلا كناية على الخطر أو الانتباه أو المجون أو الدم.

ملايين العشاق تخلوا عن عشيقاتهم عنوة يوم اختاروا أن يتحملوا مسؤولياتهم كأزواج وآباء، وملايين العاشقات انكوين بنار الحب يوم سمعن عن عشاقهم تركوهن وركنوا الى ” زوجات صالحات” دون سابق إنذار.

هل تتذكرين يوم حضنك بذراعيه في عيد الحب وقبل رأسك وقال لك بصوت شجي 🙁 لن أتخلى عنك يا حبيبتي مهما طال الزمن أو قصر، انا لك وأنت لي، ولن يفرقنا إلا الموت)، هل مايزال معك رغم طول السنين حقا أم أنه استشهد في الحرب؟!!!!، عفوا عزيزتي، أفيقي من سباتك لو سمحت، لأن زمان الفرسان قد ولى وانتهى ولم يبق منه إلا من يدق باب أبيك طالبا الحلال وشرع الله.

عزيزتي، لاضير في أن تقرإي قصة رومانسية أو كتاب عاطفي أو تتفرجين على فيلم هيندي من حين لآخر، أو حتى مسلسل تركي… لا مانع، لكن أرجوك لا تتأثري بالقصة ولا تعكسي الخيال على الواقع، فواقع القصة خيال وخيال قصتك واقع.

وإذا كنت أوجه كلماتي هاته لك عزيزتي بالخصوص، فلأنك تهمينني بالخصوص أيضا، فأنت في مجتمع مهما كنت انت الضحية فيه فستبقين الجانية على نفسك في آخر المطاف، فمجتمعي لا يرحم من تفرط في شرفها وشرف أخيها وأبيها وعائلتها، فالقاعدة في القانون المغربي تقول إن الإبن ينسب للفراش، فما بالك إذا حبيبك أنكر الفراش أساسا.

أعلم أنك حين تحبين تنجرفين، وتعطين دون مقابل، إذ يكفيك الحب،  لكنك تربيت في بيت كريم، فهل ترضين أن يتربى إبنك في الشارع ويؤدي حياته ثمن دبدوب أحمر؟!.. بالله عليك عن أي حب تتحدثين؟!  صدقيني إنها سعادة زائفة وزائلة ومهما جرفتك فهي مجرد سعادة مؤقتة.

كلنا يعلم كم يسأم المرء منا تكاليف الحياة، ولأي درجة تساومنا الحياة وتحاسبنا على كل ما أدرجنا فيها، فاعلم يا عزيزي العاشق أن كل ما تعطيه ستؤتاه يوما ما، وكل ما تأخذه مجانا بدافع الحب ستؤدي ثمنه مضاعفا مستقبلا، وأن الفاتورة ستدفعها بكل دقة قلب لفتاة دقت لك بسذاجة وبكل دمعة حسرة أو خذلان أو تخلي رذفتها أعين صادقة من أجلك وانت لا تستحقها، وبكل وعد مخلوف صدقته بلهاء وثقت بك وأعطيتها إياه وانت تعلم في عمق نيتك أنك ستخلفه، وبكل دبدوب أحمر سلبت به مشاعر إحداهن من أجل المتعة، فانا وأنت نعلم سويا أن الدباديب لا تفتح بيوتا لكنها تفتح لعنة السماء لا محالة… وخلاصة القول ، كل عيد حب والدباديب برأى منكم.

التعليقات مغلقة.